الرياض: أكدت السعودية على دعمها ومساندتها ضمن المجموعة الدولية لمساعدة أوكرانيا لتجاوز أزمة مفاعل تشرنوبل، حيث قال الدكتور وليد ابو الفرج، نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، إن السعودية تضطلع بدور فعال في قضايا الأمن والأمان النووي، منها مبادرتها في تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب النووي بمقر الأمم المتحدة، فضلا عن دورها - ضمن المجموعة الدولية - لمساعدة أوكرانيا في الخروج من أزمة مفاعل تشرنوبل، بحسب بيان رسمي.
تصريحات الدكتور وليد ابو الفرج، جاءت خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر الدولي والذي أقيم في العاصمة الاوكرانية "كييف" بمناسبة ذكرى مرور ثلاثون سنة على كارثة مفاعل تشرنوبيل، حيث رأس ابو الفرج وفد السعودية بالمؤتمر والذي أقيم بهدف التأكيد على أهمية سلامة وأمان المنشآت المرافق النووية والوقوف على الإجراءات التي اتخذتها أوكرانيا لاحتواء المواد المشعة في مفاعل تشرنوبيل وعزلها عن البيئة بمساعدة مالية وتقنية دولية.
وكانت الحكومة الاوكرانية قد وجهت دعوة الحضور للدول المانحة والمساهمة في مشروع "ملجأ تشرنوبيل" الذي بدأ تشييده منذ خمس سنوات، والمتكون من منشأه هندسية ضخمة على شكل قبة فولاذية ترتفع 105 متر وتغطي مساحة 15750 متر مربع بعمر افتراضي لمدة 100 سنة، وذلك من أجل الاحتواء الكامل والمحكم للمبنى الخرساني الذي يغلف مفاعل محطة تشرنوبيل النووية الذي تدمر نتيجة الكارثة وتبعثر الوقود النووي المشع.
وقبل 30 عاما، وتحديدا في ابريل من عام 1986، تسبب اختبار فاشل بمفاعل نووي بأوكرانيا، التي كانت في ذلك الوقت إحدى الجمهوريات السوفيتية، في انصهار قلب المفاعل وانطلاق سحب قاتلة من المواد المشعة إلى الهواء، مما أرغم عشرات الآلاف على مغادرة بيوتهم، والذين توفى بعضهم نتيجة تأثرهم بالغازات القاتلة، فضلا عن إصابة الآلاف بأمراض ناجمة عن الإشعاع النووي.
وشهدت وقائع المؤتمر انعقاد جلسة خاصة بالدول المانحة في مشروع ملجأ مفاعل تشرنوبيل، حيث ألقى الدكتور وليد ابو الفرج كلمة السعودية مؤكدا على دورها الفعال في قضايا الأمن ولأمان و منها مبادرتها بتأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب النووي بمقر هيئة الأمم المتحدة، كما إنها تنسق حاليا مع لتأسيس مركز دولي الأمن النووي في مقر الوكالة في فيينا، مؤكدا على الدور السعودي الفعال ضمن المجموعة الدولية لمساعدة أوكرانيا على تجاوز أزمة تشرنوبل.
كما نظمت الحكومة الاوكرانية خلال أيام المؤتمر الذي استمر يومين، زيارة ميدانية لموقع تشرنوبيل لاطلاع وفود الدول المانحة على المشاريع الجاري تنفيذها بموقع تشرنوبيل بهدف منع انتشار المواد المشعة من خلال عزلها عن الاجواء والبيئة المحيطة، كما تم وبحضور الرئيس الاوكراني بيترو بروشينكو، التوقيع على الاتفاقية الثالثة لتعديل الاتفاقية المانحة بين الحكومة الاوكرانية والبنك الأوربي للتنمية والأعمار لتخصيص مساهمة إضافية من البنك لتشييد مستودع لتخزين الوقود النووي من مفاعلات تشرنوبيل.
التعليقات