معظم قيادات تنظيم "الدولة الاسلامية" هم من سنة العراق

قالت الأمم المتحدة إنها قلقة بشأن مصير نحو 50 ألف مدني لا يزالون في مدينة الفلوجة العراقية، بينما تسعى القوات العراقية إلى تحريرها من ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية".

وقد بدأت القوات العراقية يوم الاثنين 23 مايو/آيار عملية عسكرية كبيرة لاستعادة المدينة بمساعدة طيران التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المدنيين في "خطر كبير"، داعياً إلى فتح ممرات آمنة للسماح لهم بالخروج.

واضاف دوجاريك في مؤتمر صحفي بنيويورك "نحن قلقون جدا بشأن مصير المدنيين الذين لا يزالون في الفلوجة، بعدما بدأت العمليات العسكرية" وان المدنيين سيكونون في "خطر كبير، عندما يحاولون الهروب، ومن الضروري فتح ممرات آمنة لهم".

وتعد الفلوجة أول مدينة سيطر عليها التنظيم إذ اقتحمها في يناير/ كانون الثاني 2014، قبل ستة أشهر من سيطرته على مناطق أخرى في شمالي وغربي العراق.

وتقول الأمم المتحدة إن المساعدات الإنسانية لم تعد تصل المدينة منذ أن تم طرد مسلحي التنظيم من مدينة الرمادي المجاورة في ديسمبر/ كانون الأول و الأسر في الفلوجة، وعددها 10 آلاف، تعاني من نقص في الغذاء والدواء ومن ارتفاع فاحش في الأسعار.

وهناك خطر من امكانية تحول المدنيين العالقين في المدينة الى دروع بشرية حسب بيان للامم المتحدة وللجنة الدولية للصليب الاحمر.

من جانب اخر دعا المرجع الديني اية الله السيستاني الجنود ومقاتلي الحشد الشعبي المشاركين في عملية الفلوجة الى الالتزام بما سماه "آداب الجهاد" والحفاظ على حياة المدنيين وممتلكات السكان.

وقال ممثله عبد المهدي الكربلائي في بيان إن "السيد السيستاني أكد ضرورة التزام آداب الجهاد ومراعاتها حتى مع غير المسلمين، مستشهداً بحديث نبوي جاء فيه: لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها".

واعلن المسؤولون العراقيون ان قوات الحشد الشعبي المشاركة في العملية لن تدخل المدينة نظرا لحساسية الاوضاع في المدينة ووجود مخاوف من حدوث عمليات انتقامية وقتل بسبب الاتهامات الموجهة لبعض ابناء المدينة بتأييد التنظيم واحتضانه.

وكان الجيش العراقي قبل طلب من المدنيين قبل انطلاق العمليات العسكرية مغادرة الفلوجة، وطلب ممن لا يمكنهم المغادرة بأن يرفعوا العلم الأبيض فوق منازلهم، وأن يبتعدوا عن مواقع التنظيم.

لكن الاخير منع السكان من الخروج من المدينة او رفع الاعلام البيضاء على مساكنهم، اذ نقلت وكالة رويترز عن أحد السكان قوله عبر الانترنت: "لا أحد يستطيع الخروج، القناصة منتشرون على منافذ المغادرة".

وفي سوريا تفيد الأنباء الواردة من الرقة، معقل مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، بتردي الأوضاع الإنسانية إثر الاشتباكات بين المعارضة وقوات "داعش". ويقول البعض ممن تمكنوا من مغادرتها إن الأهالي يعانون نقصاً حاداً في المواد الغذائية والطبية ومادتي الخبز وحليب الأطفال بين أخرى.

وكانت طائرات التحالف الدولي قد ألقت مناشير ورقية تطلب من المدنيين مغادرة الرقة وبدأ مئات منهم مغادرتها باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية على بعد خمسة وعشرين كيلومترا.

غير أن بعض الذين نجحوا في التسلل من داخل الرقة يقولون إن بعض الأهالي داخل المدينة عبروا عن خشيتهم من اللجوء الى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد مخافة التعرض للانتقام.