شهد العام 2016، الكثير من الأزمات في المنطقة العربية ومختلف دول العالم، كان العنوان الأبرز فيها الهجمات الإرهابية، التي ضربت العديد من الدول، منها هجمات فرنسا ونيس، التي أودت بحياة المئات من الفرنسيين، ثم هجمات بروكسل، وألمانيا وأميركا، ومصر والسعودية والعراق واليمن وتركيا، وبالطبع بؤرة الصراع سوريا.

إيلاف من القاهرة: مع نهاية العام الماضي، بدأت تلوح في الأفق بوادر القضاء على تنظيم داعش، مع تقدم القوات العراقية وتحرير العديد من المدن والقرى من أيدي التنظيم، غير أن توقف العمليات العسكرية في الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم، بدد مشاعر التفاؤل التي انتشرت في أنحاء العالم لعدة أسابيع.

وبينما يستقبل العالم 2017، سعت "إيلاف" لمعرفة توقعات القراء حول العام الجديد وطرحت عليهم السؤال التالي:

العام 2017 سيشهد:
نهاية داعش
سلامًا عالميًا
هجمات إرهابية كبرى
لا تغيير

وسيطرت نظرة تشاؤمية على المشاركين في الاستفتاء، والبالغ عددهم 1434 قارئًا، وتميل الغالبية منهم وتقدر بـ 644 قارئًا، بنسبة 45 بالمائة، إلى أن العالم لن يطرأ عليه أي تغيير في العام الجديد، ويتوقعون استمرار الأزمات الاقتصادية والإضرابات والهجمات الإرهابية.

بينما توقع آخرون أن يشهد العام 2017 نهاية تنظيم داعش، ويقدر عددهم بـ402 قارئ، أي ما يعادل 28 بالمائة. وأعرب 341 قارئًا بنسبة 24 بالمائة من إجمالي المشاركين في الاستفتاء، استمرار الهجمات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.

وتحلّت أقلية ضئيلة جدًا بالتفاؤل، ويقدر عددها بـ47 قارئاً، بنسبة 3 بالمائة، وتوقعت أن يحل السلام في العالم.

ظهر تنظيم داعش للوجود في العراق مع ما يعرف بـ"ثورة المحافظات السنية" ضد حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، في بداية العام 2014، وأعلن عن نفسه في شهر يونيو من العام نفسه، وسيطر على عدة محافظات عراقية.

وفي شهر أغسطس من العام 2014، شن ما يعرف بـ"التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية عملية "العزم الصلب" ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، غير أن تلك العمليات لم توقف تمدد التنظيم في الدولتين، بل كسب أنصارًا آخرين في مختلف دول العالم، وشنوا هجمات مضادة في فرنسا وأميركا وألمانيا ومصر وليبيا والسعودية.

بدأ الجيش العراقي بالإضافة إلى ميليشيات الحشد الشعبي، حربًا في شهر أكتوبر الماضي، لتحرير الموصل، والمدن والقرى من سيطرة التنظيم. وفي سوريا أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" يوم 6 نوفمبر الماضي، انطلاق عملية "غضب الفرات" لتحرير مدينة الرقة، وذلك بالتنسيق مع التحالف أيضا.

ووفقًا لدراسة مجموعة سوفان الأميركية للأبحاث، فإن عدد المقاتلين الأجانب في التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، يبلغ ما يتراوح بين 27 ألفا و31 ألفا جاؤوا من نحو 86 بلدا أغلبهم من دول آسيوية تليها دول أفريقية ثم أوروبية، وأغلب المقاتلين من تونس ثم السعودية فروسيا، وبعدها الأردن وتركيا وبدرجة أقل المغرب ولبنان ومصر.

التفاؤل الحذر

التفاؤل الحذر يحدو الكثير من الخبراء العسكريين، وقال اللواء فؤاد حسين، مدير إدارة مكافحة الإرهاب الدولي سابقًا، إن تنظيم داعش تعرض للإضعاف في العام الماضي، مشيرًا إلى أنه خسر الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا، ولم يبق له إلا جيوب صغيرة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن التنظيم قد يتعرض للقضاء عليه تمامًا، متوقعًا أن يولد تنظيم آخر باسم مختلف، وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية تنقسم إلى عدة تنظيمات صغيرة عندما تتعرض للضعف والانهيار.

ولفت إلى أن تحقيق السلام على مستوى المنطقة، يتطلب أن تكف الجهات الأجنبية عن التدخل في شوؤن الآخرين، ولا سيما في سوريا، وأن يترك للشعب السوري الحرية في تقرير مصيره، وأن تنتهي الحرب بالوكالة بين القوى الدولية والإقليمية.

وزعم موقع القناة السابعة الإسرائيلية أن معهد الإعلام الأميركي، عثر على وثيقة باللغة الأردية، تشير إلى أن تنظيم داعش يخطط لحرب نهاية العالم بحلول 2017.

وحسب وجهة نظر ضابط استخبارات أميركي، فإن "التنظيم يعتمد على إلهاء العالم بفيديوهات قطع الرؤوس، بينما يتوسع فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط، كما أن لديه استراتيجية للانتقال إلى جنوب آسيا".

وأضافت الوثيقة المزعومة أن التنظيم ظهر منذ التسعينات من القرن الماضي، ووضع خطة معركة نهاية العالم، التي تمر بـ6 مراحل، الأولى "الصحوة" من العام 2000 إلى 2003، و"يقوم فيها التنظيم بعملية كبيرة ضد القوات الأميركية لتثير حربا صليبية جديدة"، والثانية "الصدمة والرعب" وتستمر من العام 2004 حتى 2006 ويشن فيها التنظيم حربا متعددة الأشكال، تشمل الهجمات الإلكترونية وإنشاء جمعيات تدعم الإرهاب في العالم الإسلامي والعربي.

أما المرحلة الثالثة فهي "الاعتماد على الذات"، وتبدأ في العام 2007 وتنتهي في 2010 وتشمل "إنشاء منطقة يسيطر عليها في العراق مع التركيز على سوريا"، وتستمر المرحلة الرابعة وهي "الحصاد والاستقبال"، من 2010 إلى 2013 ويهاجم فيها التنظيم أميركا والمصالح الغربية لتدمير اقتصادهم بحيث يحل الذهب والفضة محل الدولار.

أما المرحلة الخامسة فهي "إعلان الخلافة" وتبدأ من العام 2013 وتنتهي في 2016، بينما المرحلة السادسة، يعتبرها التنظيم "الحرب المفتوحة"، وتبدأ مع العام الجديد 2017 وتستمر حتى 2020، وفيها "يحارب المؤمنون الكفار، ثم ينصر الله المؤمنين، ويحل السلام على الأرض"، على حد زعم الموقع الإسرائيلي.

يذكر أن تنظيم داعش ظهر للعلن للمرة الأولى بتاريخ 9 أبريل 2013 وسيطر على مدينة الرقّة، في سوريا، واتخذها عاصمة لـ"الخلافة" المزعومة، ثم أعلن سيطرته على مدينة الموصل الاستراتيجية في شمال العراق 2014، وعدة محافظات عراقية غنية بالنفط، وهو ما جعل منه أقوى وأغنى تنظيم إرهابي في العالم.