أسامة مهدي: حذر اياد علاوي إيران من انها لن تستطيع تحقيق احلامها التوسعية في المنطقة العربية ومنها العراق وقال ان ذلك اكبر بكثير من حجمها واحلامها منوها الى ان تعاملها معه ومع دول المنطقة تؤدي الى مزيد من التصعيد والتعقيد للاوضاع. فيما كشف تقرير اميركي عن منظومة مليشيات الحشد الشعبي الاقتصادية الداعمة لايران داعيا الى توسيع العقوبات على قادتها.

وقال زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي في بيان صحافي الاحد تسلمت "إيلاف" نصه "مرةً اخرى تتجاوز ايران الخطوط الحمر، وتثبت تدخلاتها في الشأن العراقي بتحدي ارادة العراقيين والتأكيد بأن رئيس الوزراء المكلف سينال الثقة وان محور (طهران - بغداد - دمشق بيروت - فلسطين) سيكون محوراً واحداً لطرد الامريكان وحلفائهم بحسب ما جاء في خطاب علي اكبر ولايتي مستشار الشؤون الخارجية في مكتب خامنئي بمناسبة اربعينية قاسم سليماني".

جامعية تتصدر تظاهرات الطلبة في بغداد اليوم

واضاف قائلا "اننا في الوقت الذي ندين فيه هذا التدخل السافر في الشأن العراقي، نحذر ايران بانها لن تستطيع تحقيق احلامها التوسعية في المنطقة العربية ومنها العراق وهذا اكبر بكثير من حجمها واحلامها، وان مبادئ الجيرة تستوجب احترام الدول المجاورة وعدم التدخل في شؤونهم وهو ما نتمناه من ايران وغيرها من دول الجوار".

وحذر علاوي من ان "ان السياسة التي تتبعها ايران في تعاملها في العراق ودول المنطقة ستؤدي الى مزيد من التصعيد والتعقيد للاوضاع فيها، لذا نكرر دعوتنا لايران لانتهاج سياسة اكثر حكمة وعقلانية والتعامل مع دول المنطقة تعامل الند والنظير، لا تعامل التابع لان ذلك سيرتد عليها عكسياً وسيسبب ضررا بمصلحتها ومصلحة شعبها اولا".

وجاء تحذير علاوي ردا على قول علي اكبر ولايتي مستشار خامنئي امس انه "ببركة دم الشهيد سليماني فقد بلغ عهد تواجد الاميركيين في العراق وسوريا نهاية مطافه، ومن ثم سياتي الدور لطرد الأميركيين من افغانستان بقرار الأفغان".

تظاهرات النجف الحاشدة اليوم :

وفي حديثه خلال مراسم أربعينية قاسم سليماني في مدينة قم قال ولاتي "إن عملية اغتيال قاسم سليماني من قبل الأمريكيين تبين ذروة حماقتهم".. واشار الى أن الهجمات التي شنت على القوات الأميركية وحلفائها في المنطقة، خاصة في أفغانستان واليمن وسوريا دفعت البرلمان العراقي الى التصويت لصالح طرد الاميركيين.

واستهدفت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في غارة جوية قرب مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني يناير الماضي أدت إلى مقتله ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس وعدد من مساعديهما.

الكشف عن المنظومة الاقتصادية للحشد العراقي دعما لايران

ومن جهته كشف مركز ابحاث مكافحة الارهاب في الاكاديمية العسكرية الاميركية في نيويرك عن بناء الميليشيات العراقية الموالية لإيران منظومة اقتصادية متشعبة بعد عام 2014 ساعدتها على التغلغل في معظم مفاصل الدولة مستفيدة من سيطرة قادتها على وزارات ومراكز قوى مهمة من أبرزها هيئة الحشد الشعبي.

وساعدت إيران هذه الميلشيات على بناء ذاتها في البداية، لكن مع زيادة العقوبات الأميركية عليها أصبحت طهران ترى في هذه الميلشيات مصدر دخل بعيدا نسبيا عن أنظار العالم حسب محللين حيث برزت القوة الاقتصادية للميليشيات بشكل أكبر بعد وصول رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي إلى سدة الحكم في تشرين الاول أكتوبر 2018.

وأظهر تحقيق للمركز الاميركي نشره موقع قناة الحرة – عراق وتابعته "إيلاف" أن الميليشيات التي تدعمها إيران وصلت لأوج قوتها في تلك الفترة بعد أن تمكنت أولا من السيطرة على مكتب رئيس الوزراء بواسطة مديره ابو جهاد الهاشمي القيادي في منظمة بدر والذي تربطه علاقات وثيقة بقائد فيلق القدس قاسم سليماني.

ويضيف التحقيق أن هذه الميليشيات، التي كان يقودها نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وزعيم كتائب حزب الله ابو مهدي المهندس تمكنت أيضا خلال فترة عبد المهدي من السيطرة على عمليات اختيار الوزراء الأمنيين.

ناشطات ضمن ضحايا الاحتجاجات العراقية

وهيمنت الميليشيات المدعومة من إيران بذلك على الشؤون التجارية في البلاد وقامت بتحويل مبالغ العديد من المشاريع الاقتصادية الرئيسية إلى حساباتها وحسابات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وفقا للتحقيق الذي يورد اسم قائد ميليشيا كتائب الإمام علي شبل الزيدي المصنف على لائحة الإرهاب الأميركية منذ عام 2018.

وقد أصبح هذا الشخص من أغنى الرجال في العراق لما يمتلكه من إمبراطورية تجارية مترامية الأطراف، وأيضا من خلال سيطرته على وزارة الاتصالات.

واستفاد قادة الميليشيات الرئيسية من سطوتهم لبناء قوة عقارية كبيرة، وكذلك استغل حزب الله اللبناني من هيمنة هذه الميليشيات على المشهد الاقتصادي في العراق للحصول على عقود وهمية مستغلا العلاقات الوثيقة التي تربط محمد كوثراني وشقيقه عدنان كوثراني مع القادة العراقيين الموالين لإيران.

مصدر آخر يدر ملايين الدولارات يوميا على الميليشيات العراقية الإيرانية ويتمثل في سيطرة رجال أعمال مرتبطين بإيران على أربعة بنوك خاصة تستغل مزاد بيع الدولار لتأمين العملة الصعبة لإيران، وفقا للكاتب الذي لم يذكر أسماء هذه البنوك.
ويتابع أن الميليشيات الموالية لإيران تمكنت أيضا من اختراق نظام "كي كارد" المخصص لدفع الرواتب الحكومية، عبر زج أسماء موظفين وهميين في النظام الإلكتروني للحصول على أموال تبلغ قيمتها عشرات ملايين الدولارات شهريا.

كذلك سيطرت هذه الميليشيات على حقول نفطية صغيرة في مناطق سنية مثل علاس والقيارة ونجمة، وقامت أيضا بالاستفادة من شركات نقل وإمداد وشحن تسيطر عليها ميليشيات في البصرة لتهريب النفط المسروق من هذه الحقول.

كما تعمل هذه الميليشيات على توفير الغطاء لتهريب النفط الإيراني الخاضع للعقوبات الأميركية عبر منافذ حدودية منتشرة على طول الحدود مع العراق ومن ثم إعادة تعبئته وتصديره كنفط عراقي، لكن الموارد المتحصلة عن ذلك كانت تذهب لإيران.

كما ثبتت الميليشيات الرئيسية الموالية لإيران موطئ قدم لها في الموانئ ومناطق التجارة الحرة في العراق، لضمان تصدير تصدر النفط الخام العراقي والمنتجات النفطية المسروقة من الصناعات المحلية، وضمان هيمنتها على عمليات التهرب الجمركي وفرض ضرائب على البضائع القادمة إلى البلاد.

كذلك تمكنت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران من الاستحواذ على الكثير من العقود المهمة في مطار بغداد الدولي وخاصة بعد تعيين القيادي في منظمة بدر علي تقي مديرا للمطار حيث منح عقدا ضخما لشركة خاصة مرتبطة بميليشيا كتائب حزب الله للسيطرة على عمليات نقل الأمتعة.

ويعتقد الكثيرون في واشنطن أن طهران لا تزال تواصل تمويل الميليشيات العراقية الموالية لها على الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها نتيجة العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة لكنه من المؤكد أن المعادلة باتت معكوسة الآن حيث تستغل هذه الميليشيات نفوذها داخل مؤسسات الدولة العراقية لتقديم الدعم لإيران وللحرس الثوري الذي يدير هذه الميليشيات.

ويشير التحقيق الى انه إذا كانت الولايات المتحدة تريد وقف الاستعمار الإيراني في العراق وانهاء الدعم الذي تقدمه طهران للإرهاب في الخارج فعليها إعادة النظر في إجراءاتها من خلال توسيع العقوبات المفروضة على الميليشيات العراقية التي تنفذ أوامر إيران.