بروكسل، مينسك: نفى حلف شمال الأطلسي السبت نشر أي "تعزيزات" عند الحدود مع بيلاروس، ردا على تصريحات أطلقها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو تحدّث فيها عن "تحركات" للحلف. وكان لوكاشنكو أمر السبت باتخاذ "التدابير الأكثر صرامةً" عشية تظاهرة للمعارضة، ولاحظ "تحركات مهمة لقوات الحلف الأطلسي في المنطقة المجاورة" للحدود البيلاروسية على أراضي بولندا وليتوانيا.

مزاعم لا أساس لها
وأكد حلف شمال الأطلسي السبت أن مزاعم لوكاشنكو بتحركات للحلف عند الحدود مع بيلاروس "لا أساس لها". وأكدت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونغسكو في بيان مقتضب أن "كل حديث عن وجود تعزيزات لحلف شمال الأطلسي عند الحدود مع بيلاروس لا أساس له. كما سبق وأوضحنا، لا يشكّل حلف شمال الأطلسي أي تهديد لبيلاروس أو أي بلد آخر ولا ينشر تعزيزات عسكرية في المنطقة".

وأكد حلف شمال الأطلسي أن موقفه "دفاعي بحت". وختمت المتحدثة باسم الحلف "نحن متيقظون ومستعدون لردع أي اعتداء والدفاع عن حلفائنا. ندعو مينسك إلى إظهار احترامها التام للقوانين الأساسية".

من جهتها، وصفت بولندا تصريحات لوكاشنكو بأنها "دعاية للنظام"، فيما تحدّث الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا عن "تصريحات لا أساس لها البتة عن تهديدات خارجية وهمية".

وقال ناوسيدا إن نظام لوكاشنكو "يسعى الى تحويل الانتباه عن المشاكل الداخلية البيلاروسية بأي ثمن، عبر تصريحات لا اساس لها البتة عن تهديدات خارجية وهمية".

بدوره نفى كبير مستشاري الرئيس البولندي كريستوف شتشيرسكي أن تكون بلاده تخطط لانتهاك سيادة أراضي بيلاروس، واصفا المعلومات التي تندرج في هذا السياق بأنها "دعاية للنظام" و"مؤسفة ومفاجئة".

وأكد شتشيرسكي في تصريح لوكالة الأنباء البولندية أن "بولندا... ليست لديها أي نيات من هذا القبيل".

أقصى درجات التأهب
وجاءت تصريحات لوكاشنكو البالغ 65 عاما والذي أعلن عقب انتخابات رئاسية أجريت في 9 أغسطس فوزه بولاية سادسة، خلال تفقّده وحدات عسكرية منتشرة في غرودنو في غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا.

وندّد لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 26 عاما بالاحتجاجات الأخيرة متّهما القيّمين عليها بتلقي دعم من دول غربية وأعطى توجيهاته للجيش بالدفاع عن غرب البلاد الذي وصفه بأنه "لؤلؤة". وقال الرئيس إن "الأمر يتطلّب اتّخاذ التدابير الأكثر صرامةً لحماية وحدة أراضي بلادنا".

وتأتي زيارة لوكاشنكو قبيل مناورات عسكرية واسعة النطاق مقررة في منطقة غرودنو بين 28 أغسطس و31 منه.

احتجاجات حاشدة
أعلنت وزارة الخارجية الليتوانية أن مساعد وزير الخارجية الأميركي ستيفن بيغان يجري الأسبوع المقبل زيارة لفيلنيوس وروسيا يبحث خلالها الأوضاع في بيلاروس وتداعيات الانتخابات.

ويلتقي بيغان زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.

تيخانوفسكايا: لسنا خائفين
والسبت قالت تيخانوفسكايا التي غادرت بيلاروس بعد انتخابات رئاسية أعلنت فوزها فيها ولجأت إلى ليتوانيا "لسنا خائفين". وقالت "أنا فخورة جدا بالبيلاروسيين الآن لأنهم بعد 26 عاما من الخوف باتوا مستعدين للدفاع عن حقوقهم". وتابعت "أدعوهم إلى مواصلة (تحركاتهم) وعدم التوقف، لأن من المهم الآن أن نبقى متحدين في النضال من أجل الحقوق".

يواجه لوكاشنكو الذي يؤكد نيله 80 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، حركة احتجاج غير مسبوقة في الجمهورية السوفياتية السابقة.

ودعت المعارضة إلى تظاهرة كبرى في مينسك الأحد، بعدما كانت العاصمة البيلاروسية ومدن أخرى قد شهدت الأسبوع الماضي تحركا احتجاجيا للمطالبة برحيل لوكاشنكو شارك فيه أكثر من مئة ألف شخص.

وهذا الأسبوع أعلن الاتحاد الأوروبي أنه لا يعترف بفوز لوكاشنكو بولاية رئاسية سادسة وتعهّد فرض عقوبات على عدد كبير من الأشخاص المسؤولين عن التلاعب بنتائج التصويت وعن حملة قمع المحتجين.

وشكّلت المعارضة هذا الأسبوع "مجلس تنسيق" هدفه العمل على تحقيق انتقال سياسي في البلاد بعد الانتخابات، لكن السلطات باشرت الخميس ملاحقات قضائية بحقّه بتهمة "المساس بالأمن القومي".

ورفض لوكاشنكو إجراء انتخابات جديدة والدعوات التي تطالبه بالاستقالة، متّهما المعارضة بأنها تحاول الاستيلاء على السلطة.

والجمعة أكد لوكاشنكو أنه "سيعالج مشكلة" الحركة الاحتجاجية. وشددت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا الجمعة على أن الشعب البيلاروسي "لن يقبل أبداً بالقيادة الحالية".