ايلاف من لندن: اعلنت بغداد وواشنطن رسميا اتفاقهما على انسحاب جميع القوات القتالية الاميركية من العراق في اليوم الاخير من عام 2021 واكدا ان القوات الاميركية هي ضيفة في قواعد عراقية تدار بقوانين البلاد.

جاء ذلك اثر اجتماع عقده رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن مساء الاثنين تناولت مختلف جوانب تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات الأمنية والإقتصادية والثقافية والتعليمية والصحية.

وشهد الاجتماع التأكيد المتبادل على انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين الى مهام الإستشارة والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية وعدم وجود القوات القتالية بحلول يوم 31 من كانون الأول للعام الجاري 2021 كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية تابعته "ايلاف" الثلاثاء.

وأشاد بايدن "بدور الكاظمي والحكومة العراقية المتنامي في السير بالعراق نحو الاستقرار، ومساهمتها الفعالة في إرساء أسس السلام والتهدئة في منطقة الشرق الأوسط".

كما شهد الاجتماع تأكيد دعم حكومة الولايات المتحدة الأميركية للعراق على مسار إجراء الإنتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من تشرين الأول اكتوبر المقبل.

شراكة راسخة
وأكد الكاظمي تطلع العراق الى بناء علاقات وطيدة وشراكة راسخة مع الولايات المتحدة الأمريكية، على أسس إحترام السيادة العراقية وضمن إطار الإتفاقية الستراتيجية بين البلدين وحفظ مصالح العراق.

كما عبّر عن تقدير العراق للدعم الأميركي في الجهود المبذولة لأجل إجراء الإنتخابات البرلمانية العراقية في موعدها المقرر.

توسيع الاستثمار الاميركي
كما تباحث الجانبان في توسعة أفق الإستثمار أمام الشركات الأميركية في العراق، والخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية في توفير بيئة جاذبة للاستثمار بالفرص الواعدة في العراق وبما يعزز الإستقرار الإقتصادي ويزيد من خلق فرص العمل.

وجرى خلال اللقاء ايضا بحث الجهود الثنائية والتعاون المشترك في مجال مكافحة جائحة كورونا واستعداد الولايات المتحدة توفير المزيد اللقاحات من أجل تعضيد جهود الحكومة العراقية في الوقاية وتوفير الحماية الصحية لأبناء الشعب العراقي.

جولة الحوار الاستراتيجي .. أخيرة
وفي ختام مباحثات الوفد العراقي في واشنطن ضمن الحوار الاستراتيجي بين البلدين في جولته الرابعة الاخيرة صدر بيان مشترك اكد على ان القواعد التي تستضيف افراد الولايات المتحدة وافراد التحالف الدولي الاخرين هي قواعد عراقية تدار وفق القوانين العراقية النافذة وليست قواعد اميركية او قواعد للتحالف الدولي وان وجود الافرادالدوليين في العراق هو فقط لدعم حكومة العراق في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.

وترأس الوفد العراقي فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي والوفد الاميركي وزير الخارجية أنطوني بلينكين الاجتماع الرابع والأخير للحوار الاستراتيجي والذي بدأ بتاريخ الحادي عشر من حزيران يونيو من عام 2020 كجزء من اتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 لعلاقة الصداقة والتعاون بين الولايات المتحدة والعراق العراق اذ جدد الطرفان تأكيدهما على أهمية هذه المناقشات والتي ركزت على تعزيز الشراكة الإستراتيجية طويلة المدى التي حددتها اتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 وعلى القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك: كالاستقرار الإقليمي،والصحة العامة، وتغير المناخ، وكفاءة الطاقة واستقلاليتها، والقضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وحقوقالإنسان، والتعاون الاقتصادي، والتبادل الثقافي والتعليمي، وغيرها من المواضيع.

وقدم العراق بياناً مفصلاً عن جهوده المستمرة لتعزيز العودة الآمنة والطوعية للنازحين إلى مناطق سكنهم، وتعهدت الولايات المتحدة بمواصلةدعمها لهذه الجهود.

وجدد الوفدان التأكيد على المباديء المتفق عليها في اتفاقية الاطار الاستراتيجي فيما اكدت الولايات المتحدة من جديد احترامها لسيادة العراق والقوانين العراقية وتعهدت بمواصلة توفير الموارد التي يحتاجها العراق للحفاظ على وحدة اراضيه.

حماية افراد التحالف
ومن جانبها اكدت حكومة العراق من جديد التزامها بحماية افراد التحالف الدولي الذين يقدمون المشورة والتدريب للقوات الامنية العراقية كما اكدت بان جميع قوات التحالف الدولي عملت في العراق بناءً على دعوتها.

القوات الاميركية في قواعد عراقية بقوانين البلاد
كما اكد الوفدان ان القواعد التي تستضيف افراد الولايات المتحدة وافراد التحالف الدولي الاخرين هي قواعد عراقية تدار وفق القوانين العراقية النافذة وليست قواعد اميركية او قواعد للتحالف الدولي وان وجود الافرادالدوليين في العراق هو فقط لدعم حكومة العراق في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.

وقد اتفق الوفدان، بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الاخيرة، بان العلاقة الامنية ستنتقل بالكامل الى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري ولن يكون هناك اي وجود لقوات قتالية امريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول ديسمبر 2021.

وتعتزم الولايات المتحدة مواصلة دعمها للقوات الامنية العراقية وبضمنها قوات البيشمركة من اجل بناء قدرتها على التعامل مع التهديدات.

وأكد الوفدان التزامهما بحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية بما في ذلك حرية الصحافة وذلك من خلال الالتزام الكامل بالاجراءات القانونية والضمانات الدستورية العراقية التي تحترم الأعراف والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

وشددا على أن الانتخابات الحرة والنزيهة ستدعم سيادة العراق وديمقراطيته وتنميته. وقدمالجانب العراقي وصفاً مفصلاً لخططه والتي تهدف الى ضمان سلامة الناخبين والمرشحين والعاملين في مراكزالاقتراع والمراقبين المحليين وجماعات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين، وتعزيز مشاركة الناخبين.

الكاظمي وبايدن خلال لقائهما في البيت الابيض مساء 26 يوليو 2021

مبعوثون دوليون لمراقبة الانتخابات
وأعرب كلا الوفدين عن تقديرهما للدعم المقدم من المجتمع الدولي، والذي عبر عنه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم2576 (لعام 2021). كما اتفق الوفدان على أن وجود فريق مراقبة تابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق وبعثة مراقبة تابعة للاتحاد الأوروبي يمثل جهداً صادقاً من قبل المجتمع الدولي لدعم مطالب الحكومة العراقية والشعبالعراقي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في شهر تشرين الأول المقبل. ورحب العراق بالدعم الأمريكي المستمر لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق(يونامي) والمساهمات المالية الأخيرة التي قدمتها الولايات المتحدة للبعثة كمساعدات ذات صلة بالانتخابات، بما في ذلك المساهمات المقدمة لفريق مراقبة الانتخابات.

واتفق الطرفان على مواصلة التعاون في العمل مع المنظمات الدولية ومن خلال المؤسسات الحكومية المعنية في كلاالبلدين، ولا سيما في ضوء الاستعدادات لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في دورته السادسة والعشرين،والذي سيعقد في غلاسكو في المملكة المتحدة في الخريف القادم.

ربط العراق كهربائيا مع الاردن ودول الخليج
وأعربت الولايات المتحدة عن دعمها للجهودالمبذولة من قبل العراق لتعزيز الإصلاح الاقتصادي والتكامل الإقليمي، لا سيما من خلال التزامه بشبكات الطاقة الإقليمية مع الأردن ومع دول مجلس التعاون الخليجي.

وجدد الوفدان التأكيد على عزمهما في الحفاظ على وتقوية العلاقة الاستراتيجية بينهما، في جميع القضاياالثنائية، وبما يخدم المصلحة الوطنية لكل بلد بالإضافة الى مصلحتهما المشتركة المتمثلة بالاستقرار الإقليمي.

وأكد العراق والولايات المتحدة أنهما سوف يستأنفان مناقشاتهما من خلال لجان التنسيق التابعة لاتفاقية الإطارالاستراتيجي.

القوات الاميركية عادت الى العراق بطلب من حكومته
وكانت القوات الاميركية قد عادت الى العراق بطلب من حكومة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي اثر احتلال تنظيم داعش لحوالي خمس مساحة العراق تضم محافظات غربية وشمالية قبل ان تستعيدها القوات العراقية بدعم من قوات التحالف الدوالي بقيادة القوات الاميركية منها أواخر عام 2017 .

ولا يزال هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، من بينهم 2500 أميركي، لكن إتمام عملية انسحابهم قد يستغرق سنوات.

واستهدف نحو 50 هجوما صاروخياً أو بطائرات مسيرة المصالح الاميركية في العراق منذ بداية العام الماضي . وتُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنها أي جهة إلى مليشيات عراقية موالية لإيران مندمجة في القوات الحكومية العراقية.
واستهدف أحدث هجوم كبير في السابع من يوليو قاعدة عين الأسد العسكرية في غرب العراق حيث سقط 14 صاروخا من دون تسجيل إصابات.

وشنت الولايات المتحدة من جهتها ضربات نهاية يونيو على مواقع للحشد في العراق وسوريا ما أسفر عن مقتل نحو 10 في صفوف مقاتلين موالين لإيران. ويثير ذلك مخاوف من اندلاع صراع مفتوح في العراق بين حليفتي بغداد واشنطن وطهران.