ايلاف من لندن: شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء على انه لن يتورط بالدم العراقي، ووجه دعوة لقادة البلد الى حوار وطني، بينما هددت مليشيا حزب الله باجراءات ميدانية على وقع الازمة.

وعبر الكاظمي في كلمة خلال الجلسة الاعتيادية الاسبوعية لحكومته اليوم تابعتها "ايلاف" عن الاسف "لان البلاد مازالت تعيش التحديات السياسية والانسداد السياسي وانعكاساته على أداء الحكومة برغم انها ليست طرفاً في الصراع السياسي، لكن هناك من يحاول أن يحمّلها مسؤولية هذه الأزمة ويهرب من المشكلة، وأن يحوّل كل المشاكل باتجاه الحكومة".

عبور الازمة

وقال "إن أزمتنا ليست الوحيدة في هذا العالم، هناك تجارب كثيرة مرت قريباً من تجربتنا، وقد تكون أكثر تعقيداً، لكن باستخدام الحكمة والقادة العقلاء نجحوا في أن يعبروا تلك المرحلة، وبعض هذه الدول تحوّلت إلى تجارب ناجحة".

واشار الى ان "سنغافورة مثلاً، كانت نموذجاً للدولة الفاشلة، ونراها اليوم تحوّلت إلى واحدة من أهم الدول في العالم وفي راوندا بأفريقياً، كانت هناك حرب أهلية ومجازر لكنها تحوّلت اليوم إلى دولة مهمة في أفريقيا".

لا لكسر الارادات

واضاف الكاظمي انه "من غير المعقول في العراق، هذا البلد المؤسس للحضارة الإنسانية وبعمر يقارب 6 آلاف سنة، وما زلنا نتعاطى مع المشاكل بطريقة كسر الإرادات".

وبين أن المطلوب الان "الحكمة والوفاء لهذا البلد فقد أعطانا الكثير، وأعطانا التأريخ والكثير مما نتباهى ونفتخر به، ويجب أن نرد جزءاً من هذا الجميل إلى بلدنا ووطننا وإلى شعبنا المسكين الذي تعرّض منذ فترة طويلة إلى سوء الإدارة والعوز والحروب المدمّرة".

لا تورط بالدم العراقي

شدد الكاظمي بالقول "ان قرارنا في هذه الحكومة هو ألّا نتورّط بالدم العراقي، لا اليوم ولا غداً، الدم العراقي غالٍ، والمشاكل يجب أن تحل بالحوار ثم الحوار، ولهذا غداً سوف أدعو إلى حوار وطني عراقي لكل قادة البلد من أجل المساهمة في إيجاد حل، والتفكير في حل هذه القضية".

وقال ان "رسالتي إلى إخواني قادة البلد: الكل زائل والتأريخ هو الحكم، يجب أن نكون بمستوى التحدي.. والتضحية من أجل العراق ليست عنصر ضعف وإنما عنصر قوة، ولا يتصور البعض عندما يقدم تنازلاً إلى أخيه كأنما هو في موقف ضعف هذا خطأ؛ التنازل هو عنصر قوة حقيقي".

سنتان بدون موازنة عامة

تمنى الكاظمي "على الجميع التحلي بالصبر والشجاعة ؛ حتى نعبر هذه المرحلة ونتمكن من بناء بلدنا، رغم عدم وجود موازنة منذ سنتين فالأمور ماضية بشكل صحيح".

وبين انه ليست هناك حكومة يمكن أن تعيش بدون موازنة، مضت سنتان بدون موازنة، لكننا أدرنا البلد، ففرصة النجاح ممكنة إذا تكاتفنا وتعاملنا بروح فريق العمل الواحد وبروح الانتماء للعراق.

واشار الى ان حكومته "جاءت في ظروف استثنائية ونجحت في عبور جميع التحديات، لكن من المؤسف له أن عمر الحكومة قارب على 28 شهراً، ولحد هذه اللحظة لم تتوفر الموازنة إلّا لستة شهور فقط".

من حق الناس ان يطلبوا

أضاف الكاظمي ان "الناس تتساءل وتطلب كل شيء، وهو أمر من حقّها، من حق الناس أن يطلبوا شوارع مبلطة ومياه ومدارس ورعاية صحية، لكن كل هذا يجب أن تتوفر معه الموازنة؛ كي تقوم الحكومة بدورها.

وأكد ان "الانسداد السياسي انعكس على تشكيل الحكومة وعلى غياب الموازنة، وقبلنا بجميع التحديات وحاولنا تذليلها، وكنا دائماً نجابه الاتهامات والافتراءات والظلم بالصمت من أجل العراق، ومن أجل شعبنا الذي يستحق حياة أفضل مما يعيشها حالياً".

وجاءت تحذيرات الكاظمي هذه فيما الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الثلاثاء عن تأجيل تظاهرةٍ حاشدة دعا تياره لتنظيمها السبت في بغداد "حتى إشعار آخر" خشيةً من العنف فيما ما زال التصعيد مستمرًا بينه وبين خصومه في الإطار التنسيقي للقوى الشيعيية الموالية لايران.

مليشيا حزب الله العراقية تهدد باجراءات ميدانية

وفيما اكد الكاظمي على قرار حكومته بعدم التورط في الدم العراقي فقد هددت مليشيا كتائب حزب الله العراقية الموالية لايران بقرارات ميدانية على وقع الازمة السياسية في البلاد.

شعار مليشيا كتائب حزب الله العراقية المرتبطة بايران

وقالت الكتائب في بيان الثلاثاء حصلت "ايلاف" على نصه "ان ماتمر به البلاد من أزمات ونزاعات توجب على العقلاء الأخذ بالحكمة، واحترام السلطة القضائيّة، والاحتكام إلى الدستور -الذي اكتسب شرعيّته من الاستفتاء الشعبيّ- وتقديم مبدأ الصلح، والحلول السلمية، بديلاً عن التصعيد بالتهديد والوعيد".

وحذرت المليشيا من أن "الخروج من قاعدة التعامل السلميّ، والاحتجاج المشروع إلى لغة التأجيج، والاستقواء بالجمهور، وترويع الآمنين، والتعدّي على الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل مصالح الناس، وجرّهم إلى المجهول؛ قد يؤدي إلى صراع داخليّ يعود بالبلاد إلى عهد الظُّلم والاستبداد، والدكتاتوريّة والمقابر الجماعيّة".

وفيما اكدت الكتائب "عدم مشاركتها في أيٍّ من الحكومات" فقد اشارت الى إنها " .. مشيرة الى انه "لمقتضيات المصلحة العامة وحتى لا تنزلق الأمور إلى ما يريده العدو وعملاؤه، ولِوَأدِ الفتنة التي قد تعصف بالعراق وأهله، وتحرق الأخضر واليابس، ومن منطلق النصوص، وسيرة المعصومين وفتاوى علمائنا الأعلام، التي أكدت وأوجبت قطع الطرق على البغاة أيّاً كان ما يدّعون، وإلى أي فريق ينتمون، فإننا في كتائب حزب الله سنتخذ قرارات ميدانية تهدف إلى حماية السلم المجتمعي، عملا بالتكليف لدفع الشّرّ عن شعبنا".

وكتائب حزب الله هي احدى المليشيات العراقية المرتبطة بايران فكرا وتسليحا وماليا ولا تتبع لهيئة الحشد الشعبي ومسؤولة عن العديد من العمليات العسكرية والقصف الصاروخي لمنشأت عسكرية داخل البلاد وهي احدى الفصائل المسلحة التي يدعو الصدر الى حلها او اخضاعها لسيطرة الدولة وهو أمر ترفضه بشدة.

يأتي هذا التهديد فيما تتصاعد الازمة السياسية اتهامات وتهديدات خطيرة بين طرفيها الرئيسيين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران. والاحد الماضي، رفض مجلس القضاء الأعلى طلب الصدر بحل البرلمان وأكد، في بيان رسمي انه لايملك أي صلاحية قانونية أو دستورية ‏تجيز له التدخل بأمور السلطتين التشريعية أو التنفيذية.
وفي وقت عزز الرفض موقف الإطار التنسيقي المعارض لحل البرلمان والساعي لتشكيل الحكومة فانه قد اغاض الصدريين ودفعهم الى استعراض قوة بتحشيد انصارهم ودفعهم الى الشارع لتكريس مطاليبهم وهو ما ادخل الازمة السياسية في نفق مظلم لاضوء في نهايته لحد الان.