كان ميخائيل غورباتشوف أحد أكثر الشخصيات السياسية تأثيرا في القرن العشرين.
وُلد غورباتشوف لعائلة أقرب إلى الفقر، في الثاني من مارس/آذار لعام 1931، في منطقة ستافروبول جنوبي روسيا.
وكان أبواه يعملان في مزارع الدولة الجماعية. وقاد غورباتشوف في صباه آلات الحصاد.
وفي أثناء دراسته للقانون بجامعة موسكو، التقى غورباتشوف رايسا، زوجته المستقبلية، كما انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي.
وبعد التخرج، عاد غورباتشوف إلى ستافروبول وانطلق في رحلة صعود سريع بين صفوف الحزب الشيوعي.
وفي عام 1985 توفي الزعيم السوفيتي قسطنطين تشيرنينكو بعد قضائه عاما واحدا في منصبه، ليتولاه ميخائيل غورباتشوف ويصبح أصغر زعيم للاتحاد السوفيتي.
في ذلك الوقت، كان اقتصاد الاتحاد السوفيتي يصارع في سبيل مواكبة نظيره الأمريكي، واتّبع غورباتشوف حلّين أساسيين.
وقال غورباتشوف إن البلاد في حاجة إلى البيروسترويكا (أو إعادة الهيكلة) وإلى الغلاسنوست (الانفتاح) كأداة لتنفيذ البيروسترويكا.
أما سلاحه الآخر لمحاربة الركود الذي ضرب النظام، فكان تطبيق الديمقراطية. ولأول مرة جرت انتخابات حرة لاختيار نواب مجلس الشعب.
كما أراد غورباتشوف أن يضع نهاية للحرب الباردة، والتي كانت تكبّد بلاده مليارات الدولارات كل عام في سبيل مواكبة الولايات المتحدة في إنفاقها المتنامي على التسليح.
وفي عام 1985، التقى غورباتشوف نظيره الأمريكي رونالد ريغان وأجريا محادثات حول الحد من إنتاج الصواريخ النووية وحول إرساء قواعد جديدة للعلاقات الدبلوماسية بين القوتين العظميين.
كما أنهى غورباتشوف حرب السوفييت الدامية التي كان قد طال مداها أفغانستان، وشهدت سقوط آلاف الأرواح منذ تدخلت موسكو لدعم الحكومة الاشتراكية هنالك في عام 1979.
وفي عام 1987، سافر غورباتشوف إلى واشنطن العاصمة من أجل توقيع معاهدة للحد من انتشار الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى حول العالم.
وبموجب هذه المعاهدة، وبحلول مايو/أيار من عام 1991، تخلصت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من أكثر من 2,500 صاروخ.
وبينما حظيت إصلاحات غورباتشوف بشعبية بين القادة الغربيين، كان سوس الانقسام قد بدأ ينخر تدريجيا جسم الاتحاد السوفيتي. وفي ليلة رأس سنة 1991، قَبِل غورباتشوف بتفكك لا مفرّ من قبوله للاتحاد السوفيتي.
وفي عام 1999 تلقى غورباتشوف ضربة قاسية على صعيد حياته الشخصية بوفاة زوجته رايسا متأثرة بداء سرطان الدم.
وكان وقوف رايسا الدائم إلى جانب غورباتشوف يضفي على خطوات وقرارات الزعيم السياسي لمسة إنسانية.
وبعد وصول فلاديمير بوتين للسلطة، أصبح غورباتشوف معارضا بارزًا يتهم بوتين بإدارة نظام تتزايد قمعيته يوما بعد يوم.
ومات غورباتشوف في موسكو، بينما تقوم قوات روسية باجتياح للأراضي الأوكرانية، في عملية يرى فيها البعض محاولة من جانب الرئيس بوتين لاستعادة نفوذ الاتحاد السوفيتي القديم.
التعليقات