إيلاف من لندن: يجري العراق وفرنسا مباحثات للتنسيق حول عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بنسخته الثانية في الأردن أواخر العام الحالي بمشاركة 9 دول في المنطقة اضافة لفرنسا.
وخلال اتصالين هاتفين خلال اسبوع واحد أجراهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فقد اكد هذا الاخير حرص العراق صاحب فكرة المؤتمر على نهجه الوسيط والمتوازن إزاء القضايا الإقليمية والدولية واستمرار العمل من أجل إنجاح وتحقيق أهداف مؤتمر بغداد بنسخته الثانية المقرر عقدها في العاصمة الأردنية عمان كما قال بيان لمكتبه اطلعت عليه "ايلاف" اليوم.
وتم أيضا خلال الاتصال بحث "عدد من الملفات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تنمية الشراكة العراقية الفرنسية في مختلف المجالات".


مؤتمر بغداد الأول للتعاون والشراكة لدى انعقاده في العاصمة العراقية في 28 أغسطس 2021 (رسمي)

واتفق ماكرون والسوداني على مواصلة التنسيق معاً ومع الاْردن من أجل التحضير لمؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة في عمان والذي سيجمع قادة ومسؤولين كبار في المنطقة والرئيس الفرنسي قبل نهاية العام الحالي بحسب قصر الإليزيه الرئاسي.
كما ناقش المسؤولان الفرنسي والعراقي أوضاع المنطقة وأعربا عن قلقهما ازاء ارتفاع التصعيد والتوترات فيها اذ ابلغ ماكرون السوداني انه "بإمكان العراق الاعتماد على دعم فرنسا في مواجهة التهديدات وفي ظلّ المحاولات الرامية للنيل من سيادة واستقرار العراق وتوقفا عند موضوع مكافحة الإرهاب".. كما وجه ماكرون دعوة الى السوداني لزيارة فرنسا بداية العام المقبل.
وشارك في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي انعقد صيف عام 2021 كل من : العراق والسعودية والكويت والإمارات ومصر وقطر والأردن وإيران وتركيا إضافة الى فرنسا.

شكوك في مشاركة إيران
ومن جهته أبلغ مصدر عراقي مطلع على التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر في العاصمة الأردنية عمان خلال الأسابيع القليلة المقبلة "إيلاف" أن الاتصلات العراقية الفرنسية تناولت أيضاً موضوع مشاركة إيران في المؤتمر بحضور الرئيس الفرنسي ماكرون نظراً لتوتر العلاقات بين البلدين حول الملف النووي واعتقال طهران لعدد من المواطنين الفرنسيين.
والسبت الماضي ندّد ماكرون بما قال أنها أكاذيب السلطات الإيرانية وكشف أنه مارس "ضغطاً قوياً جداً" على نظيره الإيراني حول السجن "غير المقبول" لرعايا فرنسيين.
وقال في تصريحات صحفية إن "أكاذيب كثيرة قيلت" بشأن توقيف 7 فرنسيين في إيران منوهاً الى أنهم "مواطنون ذهبوا إلى إيران أحياناً لأسباب أكاديمية أو مرتبطة بجمعيات. لا شيء يبرّر سجنهم هذا أمر غير مقبول في نظرنا".. مؤكّداً أن الدبلوماسية الفرنسية ستواصل "النضال من أجل إطلاق سراحهم".
واشار الرئيس الفرنسي قائلاً "مارستُ ضغطاً قوياً جداً على الرئيس الإيراني (ابراهيم رئيسي) كي يتمّ احترام حقوقهم وكي تكون الزيارات القنصلية ممكنة، وخصوصًا من أجل ضمان إطلاق سراحهم في أسرع وقت".
كما استنكرت باريس الخميس الماضي استدعاء سفيرها في طهران نيكولا روش إلى وزارة الخارجية الإيرانية رداً على اعتماد الجمعية الوطنية في 28 من الشهر الماضي قراراً "يدعم الحركة من أجل الحرية في إيران".. ويدعو الى "الإفراج الفوري عن رعايا فرنسيين محتجزين تعسفاً" في إيران.

مؤتمر بغداد الأول
ومؤتمر بغداد للتعاون والشراكة هو مؤتمر لدول الجوار العراقي عقد في 28 آب/أغسطس عام 2021 في بغداد شاركت فيه 10 دول عربية وأجنبية إضافة إلى عدة منظمات إقليمية ودولية.
وأكد المؤتمر في بيانه الختامي على مساندة العراق أمنيًا واقتصاديًا بما يحقق استقراره وسيادته ووحدة أراضيه ودعا دول المشرق العربي وجواره للتعامل مع تحديات المنطقة على أساس التعاون والمصالح المتبادلة وحسن الجوار.
كما قرر المجتمعون تشكيل لجنة متابعة من وزارات الخارجية للبلدان المشاركة للإعداد الى اجتماعات دورية للمؤتمر ولمناقشة المشروعات الاستراتيجية الاقتصادية والاستثمارية المشتركة التي عرضها العراق.
ومَثّل العراق في المؤتمر رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، وشارك فيه من دول الخليج العربي كل من الكويت ومثلها رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، والسعودية ومثلها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، والإمارات العربية المتحدة ومثلها نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقطر ومثلها الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ومن الدول العربية الأخرى كل من: الأردن ومثلها الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ومصر ومثلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن الجوار غير العربي إيران ومثلها وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وتركيا ومثلها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.
ومن الدول الغربية شاركت فرنسا في المؤتمر ومثلها الرئيس إيمانويل ماكرون، ومن المنظمات الدولية، شاركت كل من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي ومثلت من قبل أمنائها العامين.