إيلاف من لندن: اثارت تعهدات السوداني بحماية القوات الاميركية في العراق ارتياحا لدى واشنطن التي اعتبرتها ضرورية للاستقرار الاقليمي لكنها سببت غضب فصائل "المقاومة" العراقية التي حذّرت من مخطط لابقاء تلك القوات.
وتلقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن جرى خلاله بحث تطورات الأحداث المتصاعدة في قطاع غزّة "وتفاقم الوضع الإنساني للشعب الفلسطيني والتأكيد على أهمية التنسيق لضمان الوصول المستمر والآمن لإمدادات الغذاء والمياه والرعاية الطبية وغيرها من المساعدات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للأهالي"، كما قال مكتبه الاعلامي في بيان مساء الاثنين تابعته "ايلاف".
وأضاف ان الاتصال "شهد تثمين جهود العراق في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزّة والتأكيد على ضرورة تنسيق الجهود المشتركة لضمان الاستقرار في المنطقة وعدم اتساع ساحة الصراع ".
واشار الى ان السوداني وبلينكن أكدا "التزام البلدين بمواصلة تعزيز شراكتهما على وفق المبادئ الواردة في اتفاقية الإطار الاستراتيجي المُبرمة بين العراق والولايات المتحدة"
كما تلقى السوداني اتصالاً آخر من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن جرى خلاله بحث تواجد المستشارين العسكريين (الاميركيين) وطواقم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق ودعم قوات الأمن العراقية بالمشورة والتدريب، وأهمية إدامة الانتصار على داعش.
وشهد الاتصال بحسب البيان "تأكيد التزام العراق بحماية المستشارين العسكريين والبعثات الدبلوماسية العاملة في البلاد".

امتنان أميركي
ومن جهتها قالت وزارة الدفاع الاميركية في بيان ان وزيرها أوسن "شكر السوداني خلال الاتصال الهاتفي على تأكيد التزامه امس بحماية القوات الأميركية الموجودة في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية اذ تبقى قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف في العراق لدعم قوات الأمن العراقية لتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش".
وأضاف أوستن أن "هذه المهمة حاسمة بالنسبة للاستقرار والأمن الإقليميين".. مؤكدا "أهمية حماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمنشآت الدبلوماسية الأميركية وقوات التحالف الدولي من العدوان والهجمات" في اشارة الى المليشيات العراقية الموالية لايران التي تنفذ عمليات استهداف للقوات الاميركية في العراق وسوريا منذ عملية طوفان الاقصى التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية ضد اسرائيل في السابع من الشهر الحالي والتي ادت الى مصرع وأسر مئات الجنود الاسرائيليين.
وجاء الترحيب الاميركي هذا بالتزام العراق بحماية العسكريين والمنشآت الاميركية بعد ساعات من تأكيد السوداني رفضه للهجمات التي تستهدفها داعيا الاجهزة الامنية الى التصدي الى الجهات المنفذة لها وعدم السماح لها بالإضرار بأمن واستقرار العراق.

غضب المقاومة
وعلى العكس من الترحيب الاميركي بالتزام السوداني ذلك فقد اعتبرته حركة النجباء اليوم ذريعة لابقاء "قوات الاحتلال" في العراق.
وعبرت الحركة في بيان تابعته "ايلاف" عن الاسف "لوصف بيان السوداني امس القواعد العسكرية التي تضم القوات الاميركية العسكرية المحتلة بقوله انها (قواعد عراقية) تضم مقرات مستشاري التحالف الدولي الموجودين بالعراق بدعوة رسمية من الحكومة".
وقالت أن "هذه القوات المحتلة التي تعيث بالعراق تخريباً وفساداً وتنتهك السيادة كل يوم بل كل ساعة براً وجواً والتي دخلت الى العراق بطريقة التحايل والالتفاف على الاتفاقات بين البلدين حيث ما زالت طائراتهم المروحية والمسيرة القتالية تنتهك سماء بغداد والمحافظات من غير اذن ولا موافقة الحكومة العراقية".
وأشارت الحركة إلى أن "الحكومة لا تعلم عديد القوات الاميركية على ارض العراق ولانوعية قواتها الموجودة ولا تحركاتها بين الاردن وسوريا والكويت والعراق وكذلك فإن الصهاينة موجودون في العراق ضمن هذه القوات ولهم مراكز ومقار دائمة ضمن قواعدهم" على حسب قولها.
واعتبرت بيان السوداني "تبرير وشرعنة لوجود الاحتلال إعلامياً وابراز صورة تخالف الواقع المرير يدل على عدم وجود الجدية في اخراج القوات المحتلة وانهاء وجودها في العراق كما تعهدت الحكومة بذلك قبل تشكليها".
وعدت حركة النجباء ان "الوقوف في طريق المقاومة أو في طريق اخراج المحتل بأية وسيلة من الوسائل مخالفة للقانون والشرع والقيم والمبادئ الوطنية".

ثلاث قواعد أميركية مستهدفة
يشار الى ان ما اطلقت على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق" والتي تضم مليشيات موالية لايران مستمرة منذ ايام باعلان مسؤوليتها عن استهداف عدة قواعد اميركية في العراق وسوريا. حيث اعترفت القيادة الاميركية الوسطى بوقوع إصابات بين أفرادها في هجومات بصواريخ ومسيرات استهدفت قواتها في العراق.
يذكر ان العراق كان قد أعلن رسمياً تحول مهام القوات الأميركية في البلاد إلى استشارية في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021 ضمن اتفاق موقع بين البلدين وبعدد لا يتجاوز ألفي عسكري حيث توجد تلك القوات في ثلاثة مواقع رئيسية عراقية هي قاعدة عين الأسد بمحافظة الانبار الغربية وقاعدة حرير شمال مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي، اضافة الى معسكر فيكتوري بجوار مطار بغداد الدولي.