إيلاف من لندن: تستضيف الحكومة البريطانية أول قمة عالمية كبرى حول سلامة الذكاء الاصطناعي والتحديات المرافقة له في بداية الشهر المقبل.

وألقي رئيس الوزراء ريشي سوناك، يوم الخميس 26 أكتوبر 2023 خطابا في كارلتون هاوس في لندن، أوضح فيه كيفية معالجة المخاطر التي يمثلها الذكاء الاصطناعي.

وستُعقد قمة سلامة الذكاء الاصطناعي يومي 1 و2 تشرين الثاني (نوفمبر) في بلتشلي بارك في باكينغهامشاير، وهو الموقع الذي تمكن فيه عالم الرياضيات آلان تورينغ من فك "شفرة إنغما" الألمانية النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وأوضح رئيس الوزراء أنه يريد أن تصبح بريطانيا رائدة عالمية في تنظيم الذكاء الاصطناعي، ولكن هناك أجندة أكبر في قلب هذا المؤتمر.

فئتان محددتان
وفي تقرير لقناة (سكاي نيوز) حول أجندة المؤتمر المقبل، هناك فئتان محددتان من المخاطر التي سيتم التركيز عليها:
أولهما: مخاطر إساءة الاستخدام - على سبيل المثال، عندما يتم مساعدة جهة فاعلة سيئة بقدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة في الهجمات البيولوجية أو السيبرانية، أو تطوير تقنيات خطيرة، أو التدخل الحاسم في النظام.
وبكل بساطة، تريد الحكومة البريطانية أن تكون قادرة على التعامل مع المجرمين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتنفيذ جرائمهم. ويقول المسؤولون إن هذا قد يؤدي إلى ضرر كبير، بل وحتى خسائر في الأرواح، إذا ترك دون رادع.

وثانيهما: مخاطر فقدان السيطرة، إذ تقول الحكومة إن هذه المخاطر يمكن أن تنشأ "من الأنظمة المتقدمة التي نسعى إلى مواءمتها مع قيمنا ونوايانا".
وبمعنى آخر، نفس الذكاء الاصطناعي الذي ننشئه لمساعدتنا يمكن أن ينقلب ضدنا.

الأهداف الخمسة
كما حددت الحكومة الأهداف الخمسة الرئيسية للقمة وهي:
• فهم مشترك للمخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي الحدودي والحاجة إلى العمل.
• عملية متقدمة للتعاون الدولي بشأن سلامة الذكاء الاصطناعي الحدودي، بما في ذلك أفضل السبل لدعم الأطر الوطنية والدولية.
• التدابير المناسبة التي ينبغي على المؤسسات الفردية اتخاذها لزيادة مستوى سلامة الذكاء الاصطناعي.
• مجالات التعاون المحتمل في أبحاث سلامة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تقييم قدرات النموذج وتطوير معايير جديدة لدعم الحوكمة.
• اعرض كيف أن ضمان التطوير الآمن للذكاء الاصطناعي سيمكن من استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الصالح العام على مستوى العالم.

تخفيف المخاطر
وإلى ذلك، سوف ينظر المشاركون في القمة في مخاطر الذكاء الاصطناعي - وتحديداً سوء الاستخدام وفقدان السيطرة - ويناقشون كيفية التخفيف منها من خلال التعاون الدولي.
وتقول الحكومة البريطانية إن القمة توفر مساحة لإجراء حوار دولي حول كيفية عمل الدول معًا لمواجهة "التحديات الجديدة التي تشكلها هذه المخاطر، ومكافحة إساءة استخدام النماذج من قبل الجهات الفاعلة غير الحكومية، وتعزيز أفضل الممارسات".
وفي الأخير، فإن الذكاء الاصطناعي هو تقنية معقدة، وكانت الحكومة واضحة في أن القمة لديها جدول أعمال مستهدف للغاية.