إيتمار (الاراضي الفلسطينية): لا يزال مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة يؤيدون بقوة حكومة اليمين المتشدد التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، رغم اتهامها بالتقصير في إحباط الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ويقول المستوطن موشي غولدسميث "أنا صهيوني أرثوذكسي متدين، الأهم بالنسبة لي هو وجود سلطة تدافع عن حقوقنا".

وتولى الرجل الذي يضع قلنسوة على رأسه مسدلا لحية بيضاء في وقت سابق منصب رئيس بلدية مستوطنة إيتمار حيث يقطن نحو 1500 شخص، والواقعة قرب مدينة نابلس الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

رؤية مختلفة
بالنسبة إليه لا يرجع هجوم حماس الذي خلف نحو 1200 قتيل إلى تقصير للسلطات الإسرائيلية، وإنما إلى ما يسميه "المأساة الرهبية" للعام 2005 في إشارة إلى الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة، حيث كان يعيش قرابة 8 آلاف مستوطن إسرائيلي.

يرى غولدسميث، وهو يبلغ من العمر 60 عاما وأب لخمسة أطفال وعشرة أحفاد، أن "المشكلة ترجع في جزء منها إلى أننا لم نعد موجودين هناك".

ويفسر بالتالي إخفاق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في إحباط هجوم حماس قائلا "إذا لم تكن موجودا في عين المكان لا يمكنك أن تعرف ما يحدث".

وهو مقتنع من أن مواصلة بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة منذ العام 1967 هو أفضل وسيلة لحماية إسرائيل. يعيش في الضفة نحو 490 ألف مستوطن إسرائيلي وسط حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني.

بناء المستوطنات
تتواصل مشاريع البناء في إيتمار بعدما تم تدشين حي جديد مؤخرا، بموافقة الحكومة الإسرائيلية، علما بأن المستوطنات غير قانونية حسب القانون الدولي.

تبدو هذه المستوطنة التي شيدت منذ 40 عاما هادئة حيث تضم منتزها وقاعة متعددة التخصصات وكنيسا فضلا عن مصنع للتكنولوجيا الحديثة يمكن من تنويع فرص العمل فيها.

لكن الوضع في الضفة الغربية ازداد توترا منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إذ قتل 258 فلسطينيا على الأقل من طرف القوات الإسرائيلية، وأيضا من طرف مستوطنين، وفق حصيلة للسلطة الفلسطينية.

هجمات
وتضاعفت هجمات المستوطنين منذ هجوم حماس، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية. وبلغت حدا أثار قلق حلفاء إسرائيل الغربيين، فأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء فرض عقوبات في حق "عشرات" المستوطنين المتورطين فيها.

لكن هذه العقوبات لا تخيف موشي غولدسميث الذي يرى أن "العالم خلق كذبة أننا أشخاص عنيفون".

الحاخام نيسيم أتياس
من جهته يدين الحاخام نيسيم أتياس بوضوح "الأشخاص الذين يقومون بأعمال ضد العرب لا تكون دائما دفاعا شرعيا" عن النفس، معتبرا ذلك "غير مشرف لنا".

يقيم الرجل الذي يبلغ 76 عاما في مستوطنة آلون موريه منذ 41 عاما، وهي تبعد بكيلومترات قليلة عن إيتمار وتضم نحو ألفي مستوطن.

لكنه يؤكد هو الآخر تأييده للحكومة الحالية المكونة من ائتلاف لأحزاب من اليهود المتشددين واليمينيين المتطرفين بقيادة نتانياهو، ويقول إنه سيصوت لها مجددا.

على الرغم من "التساؤلات" التي تساوره حول المسؤوليات عما وقع، إلا أنه يشيد بالوحدة الوطنية الحالية.

ولد أتياس في تركيا وبعد دراسته في فرنسا حيث كان حاخاما في إحدى ضواحي باريس، انتقل إلى إسرائيل في السبعينات.

ويقول إنه يشعر بكونه "محميا أكثر" هنا منذ تشديد السلطات الإسرائيلية القيود التي تفرضها على الفلسطينيين.

ويعلق في صالون بيته، من حيث يسمع آذان الصلاة في نابلس، صور أبنائه وحفدته الموجودين هنا من أجل "مهمة مقدّسة" تتمثّل على حد قوله بـ"العيش في البلد الذي منحه لنا الله".

أما زوجته راشيل، المولودة في الجزائر العام 1945، فتأمل عودة المستوطنين إلى غزة بعد نهاية الحرب.

وتقول إنها تشتاق لشاطئ القطاع الذي كانت تتردد إليه لزيارة أقارب قبل 2005.

في كل الأحول يعتقد أتياس أن "الشعب اليهودي فهم أنه لم يعد ممكنا إخلاء قرى أو مدن قائمة في يهودا والسامرة"، التسمية اليهودية للضفة الغربية المحتلة.