إيلاف من لندن: أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني محادثات في باريس، اليوم الجمعة، مع الرئيس الفرنسي، محذرا من شن هجوم إسرائيلي على رفح.

وقال الملك عبدالله الثاني، إن أي هجوم على رفح التي نزح إليها نحو 5ر1 مليون شخص بسبب الدمار الدائر في غزة، سيكون له تبعات إنسانية كارثية.

وباريس كانت المحطة الرابعة في جولته الراهنة التي زار خلالها الى الآن كل من واشنطن وأتاوا ولندن.

وقال بيان للقصر الملكي الأردني إن الملك عبدالله الثاني أكد خلال محادثاته مع ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه ضرورة التوصل لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة، مشددا على أن استمرار الحرب المدمرة في القطاع والتصعيد في الضفة الغربية والقدس، ستمتد آثار كل منهما إلى المنطقة بشكل كبير.

وشدد على أن الحل السياسي الذي يقود إلى السلام على أساس حل الدولتين، هو السبيل الوحيد لضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأكملها، مؤكدا أهمية دور أوروبا الرئيس في التوصل إلى حل سلمي.

وأوضح الملك عبدالله الثاني أن الأردن عمل مع فرنسا لتأمين مستلزمات طبية أساسية في غزة عبر الإنزالات الجوية، وهي إحدى الطرق القليلة التي يستعان بها لتعزيز الاستجابة الإنسانية قدر المستطاع.

وقال إن الأردن وفرنسا سيستمران بالعمل معا، لمواجهة هذه التطورات ولتوسيع شراكتهما الاستراتيجية.

تصريحات ماكرون
من جهته، حذر الرئيس الفرنسي من مغبة الهجوم على رفح، قائلا "إن أي عملية عسكرية أو أي اجتياح بري سيؤدي إلى فقدان حياة العديد من السكان"، معتبرا أن هذا التهديد "غير مقبول".

وبين ماكرون أهمية حماية المدنيين، مؤكدا أن أية محاولات للتهجير القسري للسكان ستكون خطأ فادحا وانتهاكا للقانون الإنساني.

وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة وقف إطلاق النار، مثمنا جهود الملك عبدالله الثاني لدعم ذلك، مضيفا "سيمكننا وقف إطلاق النار من حماية جميع المدنيين وضمان تدفق المساعدات الطارئة".

وحث ماكرون على إطلاق سراح جميع الرهائن، بمن فيهم الفرنسيون.

تداعيات إنسانية
واعتبر الرئيس الفرنسي أن التداعيات الإنسانية لهذه الحرب غير مقبولة البتة من منظور القيم الإنسانية، مشيرا إلى أنه عبر عن ذلك لبنيامين نتنياهو قبل عدة أيام.
وزاد "علينا أيضا مساعدة سكان غزة الذين يواجهون أوضاعا مأساوية والتأكد من توفير الدعم لهم، فالمساعدات الإنسانية حاليا لا تكفي"، مؤكدا أن السكان في غزة يواجهون المجاعة والموت بسبب الظروف الصحية الصعبة.

وأشار ماكرون إلى ضرورة فتح المعابر لتوفير إمكانية الوصول إلى غزة وإيصال المساعدات، وهذا ينطبق أيضا على شمال غزة التي تعيش ظروفا صعبة.

وبين الرئيس ماكرون أن فرنسا كانت تعمل بشكل وثيق مع الأردن منذ بداية الحرب، وقال "أود أن أشكركم جلالة الملك، على دعمكم. فنحن قد دعمنا المستشفى الميداني من خلال توفير المساعدات بالإنزال الجوي إلى غزة. ونود أن نشكركم على هذا التعاون ونسعى لمواصلة العمل معكم يدا بيد".

وأضاف "تجمعنا علاقات وثيقة وكلانا نسعى للسلام الدائم بالشرق الأوسط، ونعلم أن الحل الوحيد لضمان أمن إسرائيل وتحقيق الآمال المشروعة للشعب الفلسطيني بقيام دولتهم المستقلة والمعترف بها"، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب من الجميع القيام بكل ما يمكن فعله للعمل تجاه السلام والأمن.

السلام للجميع
وشدد ماكرون على أن توفير السلام والأمن للجميع هي من "أولوياتنا"، وذلك لتجنب التوسع الإقليمي للأزمة خاصة في منطقة البحر الأحمر وغيرها، منوها إلى أن فرنسا قد أرسلت رسائلها بهذا الخصوص.

وأكد أهمية تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية وتوقف العنف الذي يمارسه المستوطنون، وزاد "لقد طلبت من رئيس الوزراء نتنياهو أن يقدم التزاما قويا بهذا الشأن. وفرنسا قد اضطلعت بمسؤولياتها في هذا الصدد، فقد فرضنا عقوبات على المستوطنين الذين ارتكبوا أعمال عنف".

ورأى ماكرون أن شهر رمضان يعد فترة دقيقة ومن المهم الحفاظ على الهدوء في الأماكن المقدسة بالقدس، من دون تأخر.
وفي الأخير، جدد الرئيس الفرنسي دعمه لحل الدولتين، قائلا "هناك قرارات مهمة يجب اتخاذها وعدم الرجوع عنها ليصبح حل الدولتين واقعا. ونعمل مع شركائنا في المنطقة ومع الأردن على ذلك، ونريد العمل على ذلك مع مجلس الأمن".