في ليلة منتصف شهر رمضان، تقيم الأسر الخليجية احتفالا لتكريم أطفالهم ومكافأتهم على صيامهم، ولتشجيعهم على الاستمرار في صيام النصف الباقي.

ففي طقس يشبه الاحتفال الغربي بعيد "الهالويين"، يطوف أطفال الخليج حول المنازل القريبة وهم يرتدون الأزياء التراثية ويحملون أكياساً من القماش، يطرقون الأبواب طمعاً في الحصول على الحلوى والمكسرات، مرددين أغنيات وأهازيج منها "قرقاعون عادت عليكم"، و"عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة يالمعمورة، يا ام السلاسل والذهب يا نورة".

أطفال يرتدون الزي التقليدي خلال احتفالات "القرقيعان" في العراق في ١٥ مارس ٢٠٢٥.
Getty Images

وتختلف تسمية الاحتفال بين الدول الخليجية، ففي قطر يُعرف بـ"القرنقعوه"، وفي الكويت والجانب الشرقي من السعودية يُسمى "القرقيعان"، والبعض يسميه "القريقعان" بتقديم القاف الثانية على الياء، بينما يطلق عليه المسلمون في عُمان "القرنقشوه".

وقد اختلفت الأسباب في أصل التسمية، فالبعض يقول إن " قرقيعان " لفظ عامي مأخوذٌ من قرع الباب، لأن الأطفال يقومون بقرع أبواب البيوت في هذه المناسبة.

أطفال يطرقون الأبواب في انتظار الحلوى بمناسبة القريقعان
Getty Images

في حين يرى البعض أن الكلمة مشتقة من "قرة العين"، وهي تعبير عن سرور الإنسان وفرحه بالذرية، استلهاماً من آية قُرآنية بهذا المعنى.

أطفال بالزي التقليدي يستقبلون الحلوى
Getty Images
أطفال بالزي التقليدي يستقبلون الحلوى

ويرجع البعض لفظها إلى المعنى اللغوي المشتق من إحداث صوت كصوت وقوع الحديد على الحديد الذي يطلق عليه القرقعة.

وفي العراق تُسمى هذه العادة أيضاً بالماجينة، إلى جانب تسميتها "قريقعان" مرددين أهزوجة تقول كلماتها:

ماجينه يا ماجينه

حل الكيس وانطينه

انطونه الله ينطيكم

بيت مكة يوديكم

https://www.instagram.com/p/DHPMA4nqGpH/

ويحتفل الشيعة في الخليج بهذه المناسبة، التي يُرجعون أصلها إلى أكثر من 1400 عام، مع الفرحة بذكرى مولد الإمام الحسن، أول حفيد لمحمد نبي الإسلام، الذي تشير كتب التاريخ إلى أنه ولد في منتصف رمضان، في السنة الثالثة للهجرة.

ونشر المغردون صوراً للأولاد في الشوارع الخليجية وهم يحملون أكياسا أو سلالاً في انتظار ملئها بالحلوى والمكسرات، ويضربون على الطبول ويرددون أناشيد شعبية.

https://www.tiktok.com/@manal_3355/video/7481891377513614600?q=%D9%82%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%B9%D8%A7%D9%86&t=1742121084086

هل هناك "إفراط" في الاحتفال؟

طفل يرتدي الزي التقليدي خلال احتفالات "القرقيعان" مساء الرابع عشر من شهر رمضان في البصرة بالعراق 2025
Getty Images

كان الاحتفال يتسم بشراء المكسرات والحلويات البسيطة لتوزيعها على الأطفال. ومع مرور الزمن، تغيرت طرق الاحتفال بالمناسبة؛ حيث بدأت بعض المؤسسات التجارية والجمعيات الخيرية بتنظيم احتفالات واسعة.

كما انتقد البعض التنافس بين بعض الأسر في كيفية عرض الأكياس التي يحملها الأطفال وتغليفها، إضافة إلى استفادة المحلات التجارية بعرض علب فاخرة بأسعار باهظة.

https://www.tiktok.com/@tanaghum/video/7481060397513346311?q=%D9%82%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%B9%D8%A7%D9%86&t=1742121084086

ويرى البعض أن النشاطات الترفيهية التي ترافق الاحتفالات، كنقش الحنّة على أكفّ البنات وتلوين الوجوه والألعاب الشعبية الخليجية، يعد "إلهاء" عن المعنى الأصلي للاحتفال.