أسامة العيسة من القدس : تأخذ الشعارات التي يرددها كل من مؤيدي حركتي فتح وحماس في التظاهرات والاعتصامات المؤيدة والمعارضة للحكومة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، منحى مختلفا عن مثيلاتها في تاريخ العمل السياسي الفلسطيني المعاصر، عبر التركيز على التباينات ومهاجمة الطرف الآخر، وان كانت ما زالت تستفيد من الإرث الشعاراتي الفلسطيني السابق.

وتلفت الشعارات التي يرددها كل من الفريقين المتخاصمين انتباه المواطنين، خصوصا وان كل فريق يحاول إيصال رسالته عبر شعار قصير مختصر. واكثر الشعارات التي يرددها مناصرو حركة فتح وتجد صدى لها quot;يا للعار ويا للعار جعنا بعدك يا أبو عمارquot; الذي يحمل دلالات كثيرة، من بينها استذكار مؤسس حركة فتح الراحل وزعيمها لمدة أربعين عاما، وتوجيه رسالة لخلفه أبو مازن لكي يكون بنفس قوته، وثبت أن لهذا الشعار قوته في استنهاض أعضاء حركة فتح للمشاركة في الاحتجاجات التي تنظم ضد الحكومة التي تقودها حركة حماس. ولا يخفي الكثيرون من أعضاء حركة فتح تبرمهم من قيادتهم وعلى رأسها أبو مازن والمحيطين به، وخلال تظاهراتهم يهتف مؤيدو فتح لكتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركتهم، ويستذكرون بعض الرموز الكفاحية مثل دلال المغربي التي نفذت على راس مجموعة فدائية عملية جريئة في أواخر سبعينات القرن الماضي.

وتبدو الشعارات التي رددها مؤيدو حماس، في البداية، اكثر تفاؤلا، فبعد نجاح حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة برئاسة إسماعيل هنية أطلق مؤيدوه المبتهجون شعار quot;مع حكومة هنية حتكون العيشة هنيةquot;. وبعد اشهر من ترديد هذا الشعار، تغيرت الأمور بعد الاحتجاجات التي تقودها حركة فتح، واخذ مؤيدو حماس يهتفون quot;يا ابو مازن اسمع اسمع...الحكومة مش راح تركعquot;. وتطورت لهجة الشعارات مع ازدياد الاحتقان لتصبح مثلا quot; سمع سمع كل الناس..واستقيل يا عباس.. وخلي الساحة لحماسquot;.

واستفاد مؤيدو حماس من شعارات تقليدية كانت تستخدمها فصائل منظمة التحرير مثل quot;يا هنية سير سير...واحنا معك للتحريرquot; و quot;يا هنية لا تعبس...بدك فدائية بنلبسquot; وهي شعارات كانت تردد سابقا باسم أبو عمار أو جورج حبش أو نايف حواتمة وغيرهم من قادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

وأيضا يستذكر مؤيدو حماس بنوع من الفخر والتلويح بالقوة الجناح العسكري لحركتهم المعروف باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام مثلما يتضح في مثل هذه الشعارات quot;يا قسامي في الأحراش سمعني صوت الرشاشquot; وquot;يا قسامي على الحدود سمعني صوت البارودquot;، بالإضافة إلى استذكار مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين كما في الشعار التالي quot;في الأحراش وفي البساتين قائدنا احمد ياسينquot;.

ويركز مؤيدو حماس على أن تمسكهم بإدارة الحكومة هو للمصلحة العامة ولابتغاء مرضاة الله ويظهر ذلك في هذا الشعار quot;هي لله...هي لله.... لا للسلطة ولا للجاهquot;.

وفي مباراة الشعارات هذه بين حركتي حماس وفتح تغيب بعض الرموز التي عرفها الشارع الفلسطيني والتي كانت تؤلف الشعارات وتتصدر المتظاهرين الذين يرددون من ورائها، مثل أبو علي مقبل وأحلام الوحش في الضفة الغربية والدكتورة مريم أبو دقة في غزة.

وظهرت الان رموز جديدة مثل عزمي أبو هليل صاحب الصوت الجهوري والذي يتصدر مظاهرات حماس معتبرا ما يفعله نوعا من النضال وقال لمراسلنا quot;رغم أنني قد أتعرض للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال إلا أنني ارى انه من واجبي الخروج في هذه المظاهرات دعما للحكومة ولحركة حماسquot;.

وعن كيفية إعداد الشعارات وهل يتم ذلك وفقا لاجندة سياسية قال أبو هليل quot;الأمور تبدأ عفوية، أحد الشباب يطلق شعارا وإذا كان مناسبا فانه يلقى قبولا فوريا من المتظاهرين فيأخذون بترداده، ويمكن أن نستمر فيه في وقت لاحق، وان لم يرق للمتظاهرين فلا تكتب له الحياةquot;. ومع استمرار الاحتقان في الشارع الفلسطيني يتوقع أن تسمع شعارات كثيرة ومتعددة.