لندن (ايلاف): كشف المعارض السوري عضو القيادة القطرية لحزب البعث سابقا أحمد أبوصالح النقاب عن اتصالات سرية أجراها غازي كنعان وزير الداخلية السوري السابق قبل وفاته مع بعض أقطاب المعارضة السورية في الخارج وقال ان رفض اعتذار رفعت الاسد شقيق الرئيس الراحل حافظ الاسد وقائد سرايا الدفاع السابق للشعب السوري تسبب في فشل تحالفه معه.

ففي الذكرى الأولى لغياب كنعان(منتحرا) برصاصة من مسدسه حسب الرواية الرسمية قال أبوصالح ان كنعان كان على اتصال بالمعارضين السوريين في الخارج وخصوصا البعثيين منهم وانه أرسل إليه في براغ عن طريق أكاديمي سوري يطلب منه زيارة سورية بحماية كنعان ورعايته لإجراء حوار يهم جميع السوريين لكن أبو صالح تخوف من العودة واقترح على الوسيط أن يتم اللقاء في براغ لكن الظروف لم تمهل كنعان الذي وجد مضرجا بدمائه في مكتبه في وزارة الداخلية في مثل هذا اليوم من العام الماضي.

وأكد أبو صالح في تصريح ارسل الىموقع المرصد السوري لحقوق الانسان أن الوسيط نقل له رضا كنعان عما كشفه في برنامج (شاهد على العصر ) من أسرار لكنه غير مرتاح عن اتصالاته بالإخوان المسلمين إنما هذا لا يغير من القضية ولا يجب أن يسهم في تأخير الحوار بين الطرفين . ورجح أبو صالح أن يكون لدى وزير الداخلية الأسبق خطة لتغيير النظام بطريقة سلمية اعتمادا على بعض طيوف المعارضة التي لها شرعية واحترام داخل صفوف البعثيين

وفي سياق يصعب فهمه إلا على المطلعين على كواليس النظامين البعثيين في سورية والعراق قال أحمد أبو صالح إنه حين كلف أثناء وجوده في بغداد بالإشراف على تشكيل تنظيم عسكري معارض لنظام حافظ الأسد دعاه عضو قيادة قومية لحزب البعث ndash; من أصول سعودية ndash; وطلب منه ألا يتحمس كثيرا للمهمة فالنظام العراقي ndash; آنذاك ndash; غير جاد في هذه المبادرة لأنه لم يكن مستعد في حينها لمحاربة إسرائيل ولا يريد أن يتقاسم عوائد النفط مع بعثيي سورية حتى وان كانوا موالين لبغداد

وعن السر في فشل تحالفه مع رفعت الأسد قال أبو صالح إنه اتفق مع التجمع القومي الموحد في لقاءات منفصلة في بون وباريس حضر رفعت الأسد اثنين منهما أن يقوم الأخير بالاعتذار للشعب السوري من خلال بيان يلقيه عبر فضائيته (ايه ان ان )عن أحداث حماة وتدمر فرفعت الأسد حسب روايته يدعي ان شقيقه حافظ هو المسؤول عن مذبحة تدمر وانه أرسل دون موافقته سريتين من سرايا الدفاع لتنفيذ المهمة الدموية وقد طلب من أبو صالح صياغة بيان الاعتذار وأعده بالفعل وأرسله إلى رفعت الأسد لكن الاعتذار المتفق عليه لم يتم البت بشأنه ولدى سؤاله للحارث الخير الناطق باسم رفعت الأسد عن التأخير قيل له ان بيان الاعتذار أرسل إلى سورية لأخذ موافقة أعضاء التجمع في الداخل على صياغته ومن اسباب تأخيره إصرارهم على ان يبقى الجيش عقائدي والخلاف على تقديم ما حدث في تدمر وحماة .

وبعد تسويفات عديدة اقتنع أبو صالح بأنهم غير جادين وأقفل باب الحوار معهم لأنهم كما قال كانوا كالأميركيين يريدون وجها سنيا مقبولا لرئاسة الدولة في حال السقوط المتوقع لنظام بشار الأسد وقد وجدوا فيه ذلك الوجه المقبول لكنه لم يعد يصدق وعودهم.

وفي تعليق على الانباء التي ترجح قرب انهيار النظام السوري قال ابوصالح ان ما يسمى بالنظام السوري ضعيف ولكن يستمد قوته من ضعف المعارضة السورية التي لو حزمت امرها وعملت بنشاط اكثر وقامت بتحريض جماهيرها في الشارع السوري على التظاهر المستمر وحتى العصيان المدني لسقط النظام فورآ.

وبالنسبة إلى قضية مقتل الشيخ محمد معشوق الخزنوي وتأكيد ابنه ان التهديدات أتت لوالده من ماهر الأسد شخصيا ومن رئيس الأمن السياسي محمد منصورة لم يستغرب أبو صالح الأمر وقال إن التحقيق في اغتيال الخزنوي وان لم يأخذ الضجة نفسها التي أخذها اغتيال الحريري إلا ان القضية ستتحرك بدعم أكراد العراق وحسب علمه فان السياسي الكردي السوري صلاح بدر الدين في كردستان العراق وهو على علاقة طيبة بمسعود البرزاني

ولم يستبعد عضو القيادة القطرية السابق لحزب البعث السوري أن تكون هناك صفقة دولية مع النظام السوري تطوي ملف اغتيال الحريري إلى الأبد فالأميركيون متورطون على عدة جبهات والنظام السوري قادر على تخليصهم من بعض ورطاتهم إذا أعطي ضمانات بإقفال هذا الملف الذي يؤرق القيادة السورية الحالية.