بهية مارديني من دمشق: لم تتكشف حتى الان اسباب الالتباس الذي حصل ، ودفع القاهرة ودمشق الى عدم نفي امكانية حصول زيارة الرئيس بشار الاسد الى مصر حتى قبل الموعد المسرب الافتراضي بلحظات ، علما ان ايلاف كانت وسيلة الاعلام الوحيدة في العالم التي كشفت قبل يوم كامل بان مثل هذه الزيارة لن تتم ، استنادا الى معلومات من مصادر دبلوماسية اكدت فيها بان زيارة الاسد غير واردة.

وتقول المصادر انه بالنظر الى تاريخ الشفافية غير الموجود في سجلات السياسة العربية والعلاقات الثنائية بين القادة العرب فانه لن يكون بالامكان ndash;اقله في الامد المنظور-معرفة حقيقة ماحصل، لكن من الانباء التي تسربت مجددا وتحدثت عن زيارة يقوم بها رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان الى دمشق، يمكن الاستنتاج بان مابين القاهرة ودمشق ليس هذه الايام على افضل حال، وانه ينبغي علينا انتظار المزيد من الوقت قبل رؤية الرئيس الاسد في القاهرة او الرئيس مبارك في دمشق.

ولكن ماالذي يدفع عمر سليمان المعروف عنه عدم تدخله الا في الحالات المستعصية الى زيارة دمشق ، وهل بات رجال المخابرات هم الفيصل في علاقات الدول العربية الثنائية بدلا من وزارات الخارجية؟ ان الاجابة تبدو في هذه الحالة اقل غموضا بالنظر الى طبيعة الاوضاع الحساسة التي تعيشها المنطقة ، ويمكننا ان نشبهها بانها تقف على برميل بارود، الى درجة ان القادة العرب باتوا يتحدثون عن انهيارات ورسم خرائط جديدة ونظام جديد في المنطقة.

واللافت ان التحرك المصري صوب دمشق ياتي بعد زيارة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية الشهيرة الى المنطقة والتي اجتمعت خلالها مع نصف وزارء الخارجية العرب، فهل يحمل عمر سليمان الى الاسد سلة جديدة من الحوافز التي تكفل حضور وليد المعلم وزير الخارجية السوري الاجتماع المقبل مع رايس ...كل الاحتمالات واردة بما فيها ان عمر سليمان لم يفكر اصلا بزيارة دمشق او لن يزورها في المستقبل المنظور.