الياس توما من براغ : أكد رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن جيمس زغبي أن ثلاثة أرباع الأميركيين لا يعرفون أين يقع العراق على الرغم من الوجود الأميركي فيه وأن معلومات الأميركيين عن العالم تعتبر ضعيفة ولذلك فان السياسيين في الولايات المتحدة يستغلون إلى حد ما هذا الأمر كي يخلقوا أنماط تفكير معينة وشعارات وعبرها ينظر الشعب إلى العالم بدلا من المعرفة به الأمر الذي يعتبر خطيرا جدا .

ووصف السياسة الأميركية في العراق بأنها كارثية مشددا على أن إصلاح ما ألحقته الإدارة الأميركية بالنظرة إلى الولايات المتحدة في الشرق الأوسط سيستغرق وقتا طويلا .اعتبر أن العلاقات القائمة الآن بين العرب والولايات المتحدة هي الأسوأ منذ ثلاثين عاما وان 80% من العرب ينظرون بسلبية إلى الولايات المتحدة .ودعا إلى التفريق بين أمرين الأول أن الوسط العربي يقبل بايجابية القيم الأميركية والمنتجات والثقافة والتعليم الأميركية والثاني انه يقيم سلبيا السياسة الأميركية .

وأكد أن التقييم السلبي لأميركا موجود في المنطقة العربية قبل أحداث 11 أيلول غير أنه اشتد بعد هذه الاعتداءات .وردا على سؤال حول مدى مساهمة الزعماء العرب في تعميق حالة عدم الفهم وتأجيج المشاعر ضد الولايات المتحدة أكد أن هناك مساهمة لهم في هذا الأمر غير أنها ليست هي العامل الرئيسي فالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط هي كارثية ولا يتوجب على الزعماء العرب أن يقولون أبدا لشعوبهم انظروا إلى ماذا يرتكبه الأميركيون بحقنا فكل مواطن عربي يرى ذلك بنفسه في العراق وأيضا في فلسطين مثلا .

وأضاف ولكن من جهة أخرى إن الرأي العام في الولايات المتحدة لا يخلقه فقط البيت الأبيض وتلفزيون فوكس بنظرته الكاريكاتورية إلى الشرق الأوسط فحتى الأميركيون يعرفون أن الذين هاجموا في 11 أيلول كانوا 21 عربيا فقط وعندما أقول للسياسيين العرب أن يقوموا هم أيضا بحملات إعلامية كما تفعل واشنطن وان يشرحوا مواقفهم في الولايات المتحدة فإنهم لا يقومون بذلك وهنا بالتأكيد يمكن الحديث عن إخفاق .

ورفض جيمس زغبي التعميم في مسالة وجود هوة كبيرة بين الحضارة الغربية والإسلام مشددا على انه لا يمكن الحديث بشكل عام عن علاقة العرب والمسلمين بالغرب فالأبحاث التي قمنا بها في 8 دول من دول الشرق الأوسط أكدت أن النظرة السلبية للولايات المتحدة وبريطانيا تختلف بشكل كبير عن علاقة الناس في هذه الدول تجاه الدول الغربية الأخرى ففرنسا مثلا يتم قبولها بشكل ايجابي وألمانيا يتم قبولها ايجابيا في خمس دول من اصل ثمانية شملها البحث وكندا في ست دول.

وشدد على أن الصراع بين الغرب والعالم العربي ليس له طابع ثقافي وان من يرى ذلك هم المتطرفون فقط وهؤلاء يشكلون أقلية أما أغلبية العرب فينظرون إلى الغرب عبر السياسة ولذلك يتم النظر بسلبية كبيرة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا .
وحول التأثير اليهودي على السياسة الأميركية أوضح انه يوجد الآن في الولايات المتحدة نوعين من اللوبي يعملان لصالح إسرائيل الأول راديكالي ومعادي للسلام ويدعم أي مواقف تتخذها الحكومة الإسرائيلية وتمثل هذا اللوبي اللجنة الأميركية الإسرائيلية للقضايا العامة أما الثاني الذي بدا يتبلور الآن فهو موالي لإسرائيل لكنه يتجه نحو السلام ونحن نتعاون مع بعض ممثلي هذا الجناح بشكل جيد .

وشدد على أن الأمر الأكثر مأساوية في هذا المجال هو اليمين المسيحي في الولايات المتحدة لان الأصوليين المسيحيين يشكلون العقبة الأكبر في إحداث تقدم أو نقلة في الإدارة الأميركية من اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة .
وأشار إلى أن التنظيمات العربية تقوم بأعمال اللوبي والتأثير في الولايات المتحدة أيضا ومنها المعهد الأميركي العربي غير أنها لا تركز على موضوع واحد. وأضاف أنا اهتم بطبيعة الحال بالسياسة الدولية في المعهد العربي الأميركي غير أن ذلك يشكل 20% فقط من اهتماماتنا فنحن يتوجب علينا أن نهتم مثلا بقضايا أخرى مثل تدوين الناخبين وزج الناس أكثر بالأحزاب السياسية وإحلال أناسنا في القضاء وباختصار انخراط العرب الأميركيين في المجتمع الأميركي .