اديس ابابا، الفاشر، كوتوم(السودان): قال هادي عنابي مساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام اليوم في مقر الاتحاد الافريقي باديس ابابا ان الحكومة السودانية موافقة على تعزيز قوات الاتحاد الافريقي في دارفور. واوضح عقب اجتماع ثلاثي بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والسودان quot;ان الحكومة السودانية لا تزال تعارض عملية للامم المتحدة لكنها على استعداد لدعم صيغ اخرى تتيح تعزيز قوات الاتحاد الافريقيquot; في دارفور بغرب السودان مضيفا quot;وبالتالي فاننا نبحث سبل التقدم من خلال تعزيز قوات الاتحاد الافريقيquot;.
وتابع عنابي ان quot;الحكومة السودانية وافقت على مساعدة تشمل ضباطا ومستشارين في مجال الشرطة وموظفين مدنيين لتعزيز سلسة القيادة علاوة على التزويد بالتجهيزاتquot;. ومضى يقول quot;سنبدأ بحث مرحلة ثانية من المساعدة الملموسة اكثر الامر الذي اقرته الحكومةquot;.
من جانبه قال وزير الخارجية السوداني لام اكول ان quot;الاولوية الان يجب ان تكون لتعزيز الاتحاد الافريقي، نحن لا نتحدث عن نقل الامر للامم المتحدةquot;. وشدد سعيد جنيت المفوض المكلف بقضايا السلام والامن في الاتحاد الافريقي من جهته على الصعوبات المالية واللوجستية لقوة الاتحاد الافريقي التي تنتهي مدتها نظريا في كانون الاول(ديسمبر) 2006. وقال quot;سيكون من الصعب الحفاظ على مهمة حفظ سلام ايا كانت دون تمويل منتظم. ان هذه الطريقة الخاصة في التمويل لم تعد ممكنةquot;.
وكان مجلس الامن الدولي قرر في 31 آب(اغسطس) ارسال قوات دولية مكونة من 17 الف جندي وثلاثة الاف شرطي الى دارفور لتحل محل قوات الاتحاد الافريقي السيئة التمويل والتجهيز ، غير ان السودان عارض ذلك ورأى الرئيس السوداني في الامر محاولة غربية لاعادة احتلال بلاده.
جدل بين وزير الخارجية الفرنسي وحاكم شمال دارفور
من جهة ثانية دار جدل اليوم بين وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ومحافظ ولاية شمال دارفور يوسف عثمان كبير في الفاشر عاصمة الولاية حين ندد المحافظ ب quot;اجندة خفيةquot; للمجتمع الدولي في دارفور غرب السودان. وقال المحافظ quot;لا ينبغي ان تكون هناك اجندة خفيةquot; للوصول الى اتفاق في دارفور.
ورد بلازي انه لا توجد quot;اجندة خفية ولا مؤامرة لاضعاف الحكومة السودانيةquot; مضيفا quot;ان ما هو موجود هو ارادة في عدم رؤية الاف الاشخاص يعيشون الحربquot;. وعاد المحافظ واكد انه quot;موافق في ما يخص فرنسا لكن بالنسبة للمجتمع الدولي هناك اطراف لها اجندة خفيةquot;. ورفض السودان القرار الدولي رقم 1706 في 31 آب(اغسطس) الذي ينص على ارسال قوات دولية الى السودان لتحل محل قوات الاتحاد الافريقي السيئة التمويل والتجهيز.
ومن المقرر ان يزور بلازي الذي قام الاحد زيارة برسمية للسودان، مخيما للاجئين وذلك باستخدام مروحية بالنظر الى تعذر الوصول بالسيارات الى المنطقة لدواعي امنية. واوقعت الحرب الاهلية في دارفور 200 الف قتيل وادت الى تهجير 5،2 مليون شخص بحسب الامم المتحدة.
وحول المقترح الفرنسي بنشر قوة دولية على حدود السودان مع تشاد وافريقيا الوسطى اللتان تخشى باريس زعزعة استقرارهما بسبب الوضع في دارفور، قال كبير ان quot;الاستقرار لا يمكن ان يقوم بشكل احادي ويجب ان يتم في الجانبينquot;. كما اكد ان quot;الوضع الامني والانساني بصدد التحسنquot; في دارفور مشيرا في هذا السياق الى احصاءات لمنظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف). ورد بلازي quot;لن نخوض في معركة ارقامquot; مؤكدا ان المشكلة تتعلق quot;بمن لا يتمكنون من الحصول على المساعدة الانسانية والذين لا يقيمون في المخيماتquot;.
والتقى الوزير الفرنسي في جلسات مغلقة العديد من ممثلي المنظمات الانسانية الذين اعربوا عن معارضتهم لتدخل الامم المتحدة في دارفور الامر الذي يشكك حسب قولهم، في حيادهم في نظر الاهالي.
بلازي يقول لمرحلين في دارفور لن ننساكم
ووعد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم الاثنين ممثلين عن نازحي في دارفور، غرب السودان، بان فرنسا quot;لن تنساهمquot;. وقال الوزير عقب اجتماعه مع عشرين من ممثلي النازحين الذين وسط مخيم للنازحين في كورو التي تقع على بعد مئة كلم جنوب غرب الفاشر، quot;انتم في قلوبنا ولن ننساكمquot;.
واشتكى اثنان من ممثلي المرحلين سوء الاوضاع الامنية وقال احدهما quot;نحن نعيش هنا منذ فترة طويلة جدا ولم تتوقف عمليات الاعدام والاهانات وعمليات التعذيبquot;. واضاف الثاني quot;ما نحتاجه هو الامن (..) وان لم يكن ذلك ممكنا نريد الرحيل الى مكان آخرquot;. وطلب الرجلان عدم كشف هويتيهما. وعلى بعد امتار كانت عربة رباعية الدفع متوقفة وعلى متنها عشرة من عناصر الشرطة السودانية يراقبون في صمت ما يجري.
ويعيش حوالي 23 الف شخص متكدسين في المخيم. وزار بلازي كوتوم القريبة من الفاشر على متن مروحية تابعة لقوات الاتحاد الافريقي. ولم يحصل الوزير على اذن الزيارة الا بعد ان التقى الليلة الماضية الرئيس السوداني عمر البشير. وكانت السلطات السودانية تمنع زيارة مخيمات النازحين بدواعي امنية.
التعليقات