الرياض: يبحث نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اليوم السبت في الرياض مع الملك عبدالله بن عبد العزيز الوضع المتوتر في الشرق الاوسط وخصوصا في العراق حيث يحتدم العنف الطائفي.

وافاد مصدر رسمي سعودي فضل عدم الكشف عن اسمه ان تشيني الذي وصل الى الرياض السبت quot;سيلتقي العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز وولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز، على ان تستغرق الزيارة بضع ساعاتquot;.واكد مصدر سعودي مسؤول ان المباحثات quot;ستتطرق الى الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ولبنان، وخصوصا في العراقquot; الذي تعصف به موجة عارمة من العنف الطائفي.

وكانت مصادر في واشنطن ذكرت ان تشيني قد يدعو العاهل السعودي الى ممارسة نفوذه لدى السنة العراقيين لدعم جهود المصالحة ويحثه على تقديم المساعدات اللازمة لمسيرة اعادة الاعمار في العراق. ويفرض الملف العراقي نفسه بشكل كبير على زيارة تشيني بعد الارتفاع الخطير في وتيرة اعمال العنف في العراق خلال الايام القليلة الماضية.

وشددت المملكة في بيان نشر الاثنين في ختام الاجتماع الاسبوعي للحكومة السعودية، على ضرورة quot;عدم المساس بالتوازن الاجتماعي الذي ساد العراق ونسيج التداخل والتآخي والرحم الذي يربط بين المذاهب والعشائر والمناطق العراقيةquot;.

ودعا البيان quot;قوات الاحتلالquot; الى quot;القيام بمسؤولياتها الدولية تجاه حماية الحدود العراقية والتصدي للهيمنة الخارجية السياسية او الاستخباراتية او الامنية على اجزاء من العراقquot;. كما ابدت الحكومة السعودية في البيان تأييدها عقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط لوقف العمليات الفلسطينية واعادة اطلاق عملية السلام.

ويقوم الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء المقبل بزيارة الى عمان حيث من المتوقع ان يلتقي رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي، على ان تقوم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قريبا بجولة على عدد من دول المنطقة. وافادت الامم المتحدة ان شهر تشرين الاول/اكتوبر كان الاسوأ على المدنيين العراقيين وعلى الجنود الاميركيين على حد سواء منذ اجتياح للعراق في اذار/مارس 2003.

وزاد انتصار الديموقراطيين في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الولايات المتحدة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، من حدة الضغوط المفروضة على بوش لتعديل سياسته في العراق. وارتفعت وتيرة اعمال العنف بشكل خطير في العراق بعيد التفجيرات التي اوقعت الخميس في مدينة الصدر الشيعية في ضواحي بغداد اكثر من مئتي قتيل.

وادت هذه التفجيرات الى هجمات وتفجيرات مضادة استهدفت السنة، ما ذكر بالمواجهات الدامية بين السنة والشيعة التي اعقبت في شباط/فبراير الماضي تفجير ضريح الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء.

وسارع البيت الابيض الجمعة الى ادانة هذه الاعتداءات فوصفها بانها quot;اعمال عنف جنونيةquot;، واكد عزم الرئيس الاميركي على العمل مع رئيس الحكومة العراقية لاعادة السلام الى العراق. واكد البيت الابيض ان quot;الرئيس بوش ورئيس الوزراء المالكي سيلتقيان الاسبوع المقبل لمناقشة الامن وسبل اقرار السلام والاستقرار في العراقquot;.

ويتساءل المراقبون حول الامكانات المتوافرة لدى بوش والمالكي لمنع البلاد من الوقوع تماما فريسة الحرب الاهلية التي لا يزال بوش ينفي وجودها، كما يتساءلون حول حقيقة التغيير الذي يزمع البيت الابيض ادخاله على سياسته في العراق.

وتدفع الاوضاع المتدهورة في العراق في اتجاه تعزيز الراي المتنامي في الولايات المتحدة وفي الخارج والداعي الى الحوار مع ايران وسوريا لمعالجة الملف العراقي الامر الذي لا تزال ادارة بوش ترفضه. وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي، وقع 29 من كبار رجال الدين العراقيين من الشيعة والسنة في مكة المكرمة في غرب السعودية quot;وثيقة مكةquot; لحقن دماء المسلمين في العراق.الا ان الوثيقة لم تأت بثمار حتى الآن.

من جهة اخرى، ارجأ الرئيس العراقي جلال طالباني زيارته المتوقعة الى طهران بسبب quot;اغلاق مطار بغدادquot; الناجم عن فرض حظر التجول. كما ارجأ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري زيارته المرتقبة غدا الاحد الى الرياض الى اجل غير مسمى بسبب quot;تطورات الوضع في العراقquot;.