عمان: دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم الاثنين العرب إلى تفعيل مبادرة السلام العربية بهدف إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
وقالت الوكالة أن الملك عبد الله أكد خلال لقائه بعدد من رؤساء الوزراء السابقين وشخصيات سياسية وإعلامية أردنية على quot;ضرورة أن يعمل العرب على تفعيل هذه المبادرة لإعادة إطلاق عملية السلام على أساسها وضمن إطار خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدوليةquot;.
وأوضح أن quot;مبادرة السلام العربية التي حظيت بإجماع والتزام عربي في مؤتمر القمة العربية ببيروت عام 2002 لم يتم الترويج لها في الغرب بشكل كاف كما أن إسرائيل لم تتعامل معها عند إطلاقها بجديةquot;.
وأكد الملك عبد الله على quot;ضرورة إيجاد موقف عربي موحد وبخاصة من قبل دول الاعتدال العربي لإعطاء الزخم لعملية السلام والبناء على ما تحقق خلال الأشهر الماضيةquot;.
وبين أن quot;الأردن يسعى بالتنسيق مع مصر والسعودية وبعض الدول العربية إلى بلورة جهد عربي ودولي لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني ودعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية في سعيها لإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية الأمنية والمدنية التي تشكل عصب الدولة الفلسطينية المستقلةquot;.
واعتبر الملك عبد الله أن quot;قيام الدولة الفلسطينية الناجزة والمستقلة على الأرض الفلسطينية هو مصلحة أردنية بالدرجة الأولى كما هي مصلحة فلسطينية وان جهودنا في هذه المرحلة تصب في هذا الاتجاهquot;.
وأكد أن quot;أن أجندة الأردن الرئيسة هي مساعدة الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينيةquot;، محذرا من انه quot;ما لم تحل القضية الفلسطينية وتقوم دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل فلن يكون هناك سلام واستقرار حقيقي وان الجميع سيدفع الثمنquot;.
ومن جانب آخر، أكد الملك عبد الله انه quot;كرس مباحثاته مع الرئيس جورج بوش وأركان الإدارة الأمريكية (خلال زيارته للولايات المتحدة الأسبوع الماضي) للحديث عن ضرورة إطلاق عملية السلام التي يجب أن تفضي بالنهاية إلى إقامة هذه الدولة المستقلة والقابلة للحياةquot;.
وأوضح انه quot;لمس خلال لقاءاته مع الرئيس بوش وأركان إدارته التزاما أميركيا بأهمية إطلاق عملية السلام استنادا إلى حل الدولتين والتزاما بدعم ومساعدة الأردن اقتصادياquot;.
والمبادرة العربية التي أعدها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وأقرت خلال قمة بيروت العربية عام 2002، تنص على تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل انسحابها الكامل من الأراضي العربية المحتلة في العام 1967 وإقامة دولة فلسطينية وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
واعتبرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني اليوم الاثنين أن quot;هناك عناصر ايجابية في المبادرة السعودية لكن بعض البنود تناقض مبدأ قيام دولتينquot;.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت الأحد قبل ساعات من لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه يتعامل quot;بجديةquot; مع هذه المبادرة.
وعبر اولمرت عن رغبته في أن يشدد المشاركون في القمة العربية المقبلة في الرياض المرتقبة في 28 و 29 آذار/مارس quot;على الجوانب الايجابية للمبادرة السعودية، ما سيتيح تعزيز فرص إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على هذا الأساسquot;.