عامر الحنتولـي من الكويت: تستعد المملكة الأردنية لاستقبال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بعد ظهر اليوم، في زيارة تشكل المحطة الأخيرة لجولة العاهل السعودي الأوروبية - العربية، وهي الأولى لملك سعودي الى الأردن منذ أكثر من ربع قرن، وفي وقت تشهد المنطقة نزاعات وصراعات وترزح تحت ثقل الإرهاب. الملك عبدالله أكد أن المملكة العربية السعودية لا تبحث عن دور ولا تنافس أحداً على دور. وقال في حديث لجريدة quot;الرأيquot; الأردنيةquot; إن مصير وقدر بلاده وسبيلها quot;أن نواصل تحمل المسؤولية تجاه أشقائنا وأمتناquot;. وأضاف quot;ندرك أن التواني عن ذلك سيؤدي بنا جميعا الى أوضاع لا تسر، واذا كانت خدمة الامة العربية تنافسا، فليتنافس المتنافسون في ذلك. هذه الامة مستهدفة في اراضيها وخيراتها ومقدراتها، ولدينا إيمان راسخ بأن تضافر جهود جميع الدول العربية - القيادات والشعوب- سيمكننا بتوفيق من الله من مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه أمتناquot;.
على صعيد متصل، قال مسؤول أردني كبير في القصر الملكي الأردني لـquot;إيلافquot; في اتصال هاتفي حول زيارة الملك عبدالله إن الأردن على كل المستويات يتفق ضمن لحظة توافق داخلي نادرًا ماتتكرر حول أن زيارة الملك السعودي للأردن تشكل انعطافة هامة في تاريخ العمل والسعي العربي الهادف الى وقف الإنتحار بأيد عربية. وقال المسؤول الأردني الذي طلب عدم ذكر اسمه إن زيارة العاهل السعودي ينظر لها أردنيا من زاويتين لاثالث لهما. وأوضح: الأولى ان الزيارة تاريخية بإمتياز وتأتي في ملابسات عربية استثنائية أيضا وبإمتياز أيضا.
والثانية، ان لدى الملك السعودي quot;انطباع ماquot; كونه في الطائرة الملكية التي تقله من مطار شرم الشيخ حيث استمع للرئيس المصري حسني مبارك عن ظروف ونتائج وتداعيات القمة الرباعية التي جمعت ثلاث زعماء عرب الى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت. إذ مابين الإستماع وتكوين الإنطباع في ذهن القيادة السعودية يأتي التشاور مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان اليوم كتوطئة لموقف سعودي قد لايتردد العاهل السعودي في كشفه والإعلان عنه صراحة.
تنقية الأجواء العربية
في سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصري السفير سليمان عواد اليوم ان الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله الثاني متفقان على أهمية تنقية الاجواء العربية من أية خلافات تعوق العمل العربي المشترك. واضاف عواد للصحافيين ان المباحثات التي اجراها القائدان الليلة الماضية بمدينة شرم الشيخ تناولت مجمل الوضع العربي الراهن وما تمر به المنطقة من أزمات وبؤر للتوتر مضيفا ان الرئيس المصري اطلع خادم الحرمين على نتائج القمة الرباعية التي عقدت بشرم الشيخ. واضاف ان الطرفين اتفقا على ان ما تشهده الساحة الفلسطينية يجب ألا ينعكس سلبا على الشعب الفلسطيني والا يتسبب في تعطيل القضية والمساعي العربية والدولية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط من خلال المبادرة العربية.
وذكر ان المشاورات تطرقت الى تطورات الوضع على الساحة اللبنانية حيث اعرب الجانبان عن قلقهما من استمرار التوتر الذي تشهده الساحة اللبنانية مضيفا ان الزعيمين يتطلعان الى ان يتوصل الشعب اللبناني الى وفاق وطني من خلال حوار جاد يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار بعيدا عن أي تدخلات خارجية.
وقال ان القمة السعودية - المصرية تناولت الوضع في العراق والتصعيد بين الغرب وايران حول ملفها النووي مبينا ان امن الخليج مرتبط بأمن البحر الاحمر والشرق الاوسط وامن العالم الى جانب تناولها التقدم الذي تم احرازه في تنفيذ مقررات القمة العربية الاخيرة بالرياض. وذكر ان الجانبين شددا على ان الحوار هو البديل الوحيد لان اللجوء الى وسائل اخر ستكون له عواقب كارثية.