صحفي اسرائيلي يفتح الملفات السرية في كتاب حافل بالمفاجآت
بيرغمان : اسرائيل اغتالت مغنية وجواسيسها ينشطون في طهران !
محمد حامد من القاهرة: تكثف كل من إسرائيل وأميركا حربهما السرية على إيران والتي تصاعدت وتباطأت وتيرتها منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ولكنها أصبحت أكثر ضراوة بعد سباق إيران من أجل الحصول على السلاح النووي، فبعيدًا عن الحرب الإعلامية والتهديدات المباشرة والتقارير التي يتم تسريبها بين الحين والآخر حول اقتراب موعد ضربة اسرائيلية لإيران، والتقارير التي تنفي التقارير الأولى، وغيرها من أجواء التداخل بين التقارير الإستخباراتية والنزاهة الصحفية والإعلامية في نقل كواليس وخبايا الأحداث، بصرف النظر عن كل ذلك، هناك بالفعل حرب سرية بزعامة اسرائيلية اميركية ضد ايران، وهناك تحركات على أرض الواقع لا يعلم حقيقتها وتفاصيلها أحد .
هذا هو الموضوع الأساسي الذي ظهر في كتاب جديد بعنوان quot; الحرب السرية ضد إيرانquot; الذي ألفه صحفي إسرائيلي هو quot;رونين بيرغمانquot;، الذي سرد أيضا مجموعة من الأحداث التي وقعت خلال العامين والنصف السابقين والتي من المحتمل أن تكون قد أعاقت جهود إيران في سباق التسلح النووي، وقد يلفت نظر البعض أن مؤلف الكتاب اسرائيلي وهو ما يدعو كثر للتعامل بحذر حول نوايا هذا الكاتب، ولكن ما لا يعلمه البعض أن quot;بيرغمانquot; صحفي (مشاغب) يبحث دائمًا عن الأسرار التي لا يعلمها أحد ويجتهد في تقديمها للجميع حتى وإن بدت متعارضة في بعض الأحيان مع الأمن القومي الاسرائيلي، فقد سبق للسلطات الاسرائيلية تشديد الخناق عليه وتوقيفه ومنعه من نشر بعض المعلومات.
من بين أهم الموضوعات التي طرحها quot;بيرغمانquot; في كتابه التحركات التي تمت على أرض الواقع لمنع ايران أو على أقل تقدير تأخير رغبتها في امتلاك النووي، فبينما حذر بوش وزعماء غربيون آخرون من خطورة امتلاك إيران للسلاح النووي، فقد ظهر القليل في الغرب بشأن الجهود المبذولة سرا على أرض الواقع من أجل وقف مساعي الإيرانيين لامتلاك السلاح النووي. وقد تحدث برغمان عن تلك النقطة ولكن بشكل جزئي بسبب الرقابة العسكرية في إسرائيل، كما تم منع الكثير من تقاريره من النشر بقرارات من المحكمة العليا الإسرائيلية.
وبالرغم من ذلك فقد قدم الصحفي الإسرائيلي صورة تبرز الغرب على أنه أحرز بعض النجاح في حربة السرية من أجل وقف القنبلة النووية الإيرانية. حيث يذكر بيرغمان ، على سبيل المثال، بأنه في شهر يناير عام 2007 قررت إيران أن بعض من القوى التي تمولها بالمواد النووية في أوروبا كانت في مواجهات مع أجهزة الاستخبارات الغربية وبخاصة الاستخبارات العسكرية البريطانية.
وفي الفترة بين فبراير 2006 ومارس 2007، تحطمت على الأقل ثلاث طائرات تابعة للحرس الثوري في إيران، وعلى متنها أشخاص يتبعون أمن المشروع النووي. وقد تم بيع أنابيب لجهاز الطرد المركزي إلى إيران وأجهزة كمبيوتر متخصصة لاستخدامها في المعامل النووية والتي تحتوي على فيروسات تقوم بتخريب الشفرات.
إن تلك الجهود الحربية السرية يبدو أنها لم تكن مقصورة على المعدات المعدلة، ففي 18 يناير عام 2007، كما جاء في كتاب بيرغمان، قتل خبير إيراني في مجال الكهرباء المغناطيسية والذي كان يعمل في موقع التخصيب في أصفهان، وهو quot;آردشير حسين بورquot; حيث تم قتله في شقته.
كما يستشهد مؤلف الكتاب بما قاله نائب مدير وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية، إيلي ليفتي، في اجتماع مغلق بأن العمليات التي تدار ضد إيران قد تسببت في تعطيل للمشروع النووي الإيراني. وقادت تلك العمليات الاستخباراتية إلى الكشف عن أجزاء كبيرة من البرنامج الإيراني في مجالات عدة مثل مصادر التمويل، والبنية التحتية، والأهداف والتي لم تكن معروفة أو غير واضحة تماما.
وعلى الرغم من أن جهاز الموساد الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية قد استهدفتا بعض العناصر الإيرانية منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 تقريبا، فإن الدولة اليهودية كانت متباطئة إلى حد ما في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني بشكل موسع. حيث يقول بيرغمان في كتابه بأن إسرائيل قد علمت لأول مرة عن المفاعل النووي في ناتانز في عام 1996، قبل الإعلان عن هذا المفاعل بست سنوات كاملة، و بعد أن بدأ الإيرانيون بالعمل في المفاعل بعدة سنوات. حيث وصل اثنان من العملاء الإسرائيليين في شكل سائحين إلى الموقع وأخذوا عينات من تربة الموقع وعادوا بها إلى إسرائيل مختبئة في أحذيتهم والتي ثبت بعد تحليلها أنها تحتوي على نسبة من الإشعاعات.
كما تحدث بيرغمان أيضا في كتابه عن نجاح المخابرات المركزية الأميركية في حربها الخفية ضد إيران، فعندما اتجه علي مرزا أشكاري إلى الجانب الأميركي في شهر فبراير عام 2007، فقد كان قريبا إلى الإصلاحي الرئيس خاتمي وشعر بتهديد من ناحية منافسه القديم في المخابرات عندما أتى الرئيس أحمدي نجاد إلى السلطة عام 2005 .
وقد حذر الجنرال أشكاري، على سبيل المثال، السيد خاتمي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، بأن حرس الثورة الإيراني قد قدم مأوى لعملاء تنظيم القاعدة الفارين من القوات الأميركية في أفغانستان. كما جاء في رسائلة ، كما قال بيرغمان، بأن إيران قد دخلت في مشاريع نووية مشتركة مع كل من سوريا وكوريا الشمالية. وكشف العميل أيضا أن إيران قد قامت ببناء مفاعل سري لتخصيب اليورانيوم بالقرب من منطقة جهاز الطرد المركزي في ناتانز.
وقد ذكر بيرغمان صراحة أن إسرائيل كانت هي المسؤولة عن اغتيال عماد مغنية في شهر فبراير ، وهو الزعيم العسكري البارز في حزب الله، وفي هذا الملف كتب quot;بيرغمانquot;: على الرغم من أن إسرائيل قد أنكرت مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، فإن ضربة مغنية كانت من النوع اللازم لاستعادة الدولة الإسرائيلية لثقتها في أجهزة مخابراتها وترهيب العدو من هذه الأجهزةquot;
واستشهد بيرغمان بقول مسئول في المخابرات الإسرائيلية ذكر نوع السيارة التي كان يقودها مغنية وقت اغتياله، حيث قال quot; واأسفاه على تلك الباجيروquot;.
التعليقات