خلف خلف ndash; إيلاف: منذ اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله عماد مغنية في سوريا، في الثاني عشر من فبراير/شباط الماضي، في ظروف ما زال الغموض يلفها، وإسرائيل تترقب الرد الانتقامي على مقتله، رغم عدم إعلانها رسميًا مسؤوليتها عن العملية التي وصفت بالشائكة لطبيعتها ومكانها، وتوقيتها.
وعموما، تعددت سيناريوهات الرد التي توقعتها أجهزة استخبارات تل أبيب، ولكن هاجس تنفيذ الحزب لعمليات خطف لمسؤولين، ودبلوماسيين إسرائيليين في الخارج، بقي المسيطر، والسيناريو الأكثر قربًا للواقع، نتيجة الحديث المستمر عن إحباط محاولات من هذا القبيل، من وقت لآخر.
وأعلن وزير الدفاع أيهود باراك اليوم الأربعاء أن أجهزة الأمن الإسرائيلية أحبطت مؤخرا بالتعاون مع أجهزة أمنية أجنبية محاولتين قام بهما حزب الله لارتكاب عمليتين إرهابيتين في الخارج انتقاما لمقتل عماد مغنية. ويأتي هذا التأكيد على لسان باراك بعد أيام فقط من الإعلان عن إحباط خمس محاولات اختطاف لمسؤولين إسرائيليين في الخارج، والدول التي يجري الحديث عن وجود إنذارات ساخنة بها للإسرائيليين، تقع في إفريقيا، وأميركا اللاتينية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن باراك أشارته خلال لقاء عقده مع مراسلين للشؤون العسكرية إلى أن المخاطر التي يتعرض لها ضباط احتياط في الجيش الإسرائيلي يزورون دولا إسلامية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. ودعا جميع الممثلين الإسرائيليين وغيرهم من المواطنين إلى إبداء المزيد من اليقظة خلال زياراتهم للخارج . وقال براك إن حزب الله تمكن بعد حرب لبنان الثانية من تعزيز قدراته بصورة ملحوظة.
وبين تقرير للتلفزيون الإسرائيلي أن باراك أجرى مداولات حول الموضوع مع قادة الجيش، وكان هناك تخبط حول مسألة هل يطلب من الشخصيات الإسرائيلية المعرضة للخطر، تغيير أماكن تواجدها، أو لقائهما واطلاعها على الخطر الذي يتهددها، ويبدو أنه تم اختيار الأمر الثاني.
وأفادت تقارير صحافية أن ضابطين كبيرين في الجيش الإسرائيلي تلقوا مؤخرا تحذيرات من إمكان تعرضهما للخطف من قبل هيئات مقرية من حزب الله، وأحد هذين الضابطين، شغل وظائف حساسة مختلفة، ولم يسمح بالكشف عن ماهيتها، وبحسب التقديرات فأن ضباطا كبار في الجيش الإسرائيلي تلقوا تعليمات بتغيير أماكن سكنهم، للحفاظ على أمنهم.
وسبق ما تقدم، حديث إسرائيل عن إحباطها لخمس محاولات اختطاف حاول حزب الله تنفيذها في الخارج. ونقلت صحيفة يديعوت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها quot;إنها تمكنت من إحباط خمس عمليات اختطاف لرجال أعمال إسرائيليين يعملون في الخارج على يد حزب اللهquot;، منوهة أن العملية كانت مدعومة من إيران، وذلك بهدف الانتقام لاغتيال عماد مغنية.
ومن اللافت للنظر أن إسرائيل تشدد على أن إحباطها لعمليات الخطف، جرت بالتعاون مع أجهزة مخابرات الدول التي وقعت بها المحاولات، ولكن التقارير تفيد أيضا محاولات الخطف تمت في دول إسلامية لا تقيم معها تل أبيب علاقات دبلوماسية، وهذا الأمر يثير بعض الغرابة.
وبقي من المهم الإشارة إلى أن وسائل الإعلام العبرية تكثر في الآونة الأخيرة من حديثها عن زيادة تسلح حزب الله، استعدادا لحرب مقبلة، وتبرز تصريحات الأمين العام للحزب حسن نصر الله، التي يهدد عبرها، بجعل إسرائيل تدفع الثمن في حال هاجمت لبنان.
التعليقات