البحث عن مفقودين وتوقف الدراسة وحركة السير في طنجة
إرتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في المغرب إلى 23

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: ارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار الطوفانية، التي تشهدها عدد من المدن المغربية منذ أسابيع، إلى 23 شخصا، بعد انتشال عناصر الوقاية المدنية المنتشرة في مناطق مختلفة بمدينة طنجة ( شمال المملكة ) جثة شاب من وحل مجرى أحد الأودية، صباح اليوم الجمعة.

وأفادت مصادر متطابقة أن التدفقات القوية للمياه، التي تسببت فيها الأمطار الطوفانية ، والتي تهاطلت على المدينة طيلة عشية أمس الخميس، قد تكون هي التي جرفت الضحية، مبرزا أنه جرى العثور على جثة الشاب بالقرب من المنطقة الصناعية بطنجة، التي غمرتها المياه كليا.

وأكدت المصادر أن بعض الأشخاص ما زالوا في لائحة المفقودين وجاري البحث عنهم، مشيرة إلى أنه في ظرف 3 ساعات تساقطات حوالي 150 ملمتر على عروس الشمال.

ولمواجهة هذه الفيضانات التي تعرضت لها بدرجات متفاوتة العديد من الأحياء، وتسببت في توقف حركة السير في الطرق الرئيسية في المحيط الحضري لطنجة، وصلت فرق من القوات المسلحة الملكية ومن الوقاية المدنية التابعة لمدينة الرباط لتقديم المساعدة في عمليات الإغاثة.

وفي إطار التدابير الوقائية وتحسبا لعودة الاضطرابات الجوية، أعلنت مندوبية وزارة التربية الوطنية عن توقف الدراسة لمدة يومين في مجموع المدارس على مستوى المحور الحضري لطنجة. حيث كان التلاميذ قد حوصروا في العديد من المؤسسات التعليمية، خلال فترة ما بعد ظهر أمس ولعدة ساعات.

وانعقد اجتماع استعجالي بولاية طنجة، حيث جرى إطلاق مخطط تنظيم الإغاثة (أورسيك) لمواجهة هذه الوضعية.

وجرى إغلاق العديد من الطرقات المؤدية إلى المدينة، التي غمرتها المياه، أمام حركة السير، وجرى تحويل اتجاهها إلى محاور أقل تضررا.

وعبأت الوقاية المدنية، التي تلقت فيضا من الاتصالات طلبا للتدخل، كل وسائلها لعمليات الإنقاذ للحالات الأكثر استعجالا.

وقامت عناصر الوقاية المدنية بعمليات، منها على الخصوص، إجلاء التلاميذ المحاصرين ببعض المؤسسات التعليمية، كما قامت بعملية إجلاء لآلاف العمال بالمنطقة الصناعية مغوغة التي غمرتها المياه كليا.
وأكد مسؤول بالمنطقة الصناعية، التي تضم أزيد من 150 معملا، أن مستوى المياه تجاوز1.20 متر، وأن الخسائر قد تكون ثقيلة بالنسبة للكثير من الوحدات الإنتاجية.
وتعطلت حركة السير تماما بالمدينة، حتى أن المياه جرت السيارات في بعض الأماكن، وحوصرت آلاف السيارات لعدة ساعات في مختلف طرق المدينة، وقد تعذر الدخول إلى المدينة على مستوى مداخلها انطلاقا من الرباط وتطوان والقصر الصغير، لعدة ساعات.
ولم يتمكن القطار القادم من الدار البيضاء في اتجاه طنجة من مواصلة طريقه إلى المدينة، حيث توقف في محطة أصيلة واضطر بعد ذلك إلى العودة إلى الدار البيضاء.

ويصل عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم، خلال هذه الفيضانات التي عرفتها عدد من المدن، ستة، جرفتهم السيول، التي خلفت خسائر مادية فادحة.

وبلغة الأرقام فإن التساقطات بلغت، منذ صباح أمس الخميس إلى السادسة من صباح اليوم الجمعة، 94 ملم في تطوان، و52 ملم في طنجة، و41 ملم في إفران، و30 في سيدي سليمان.

وتوقعت نشرة للمديرية الوطنية للأرصاد الجوية أن عواصف قوية ستهم، أمس الخميس، السفوح الجنوبية الشرقية، والجهة الشرقية، والريف، والأطلسين الكبير والمتوسط، إضافة إلى تساقطات غزيرة فوق مرتفعات الريف وضفاف الواجهة المتوسطية.

كما أن الاضطرابات الجوية ستتميز بنزول أولى التساقطات الثلجية، التي ستهم مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط ليلة الأربعاء-الخميس.

كما ستعرف المناطق الوسطى والشمالية تساقطات مطرية متفرقة، بينما ستكون السماء قليلة الغيوم في الجنوب، مع هبوب رياح جنوبية معتدلة فوق المنطقة الشرقية.

وتوقعت أن تهب كذلك زوابع رملية من الشرق نحو الضفاف المتوسطية، والقطاع الشمالي للمملكة.

واليوم الجمعة، ستكون المناطق الشمالية على موعد مع تساقطات مطرية، ستهم أيضا الريف، ووسط البلاد، ومرتفعات الأطلس، والجنوب الشرقي للجهة الشرقية، مع توقع تساقطات مهمة خصوصا بالوسط.

أما في نهاية الأسبوع، فستعرف كل من المناطق الشرقية، والريف، والضفة الشمالية، وكذا الأطلس المتوسط، استمرار التساقطات المطرية، في حين يتوقع ظهور انفراجات جوية في باقي المناطق، مصحوبة بارتفاع تدريجي في درجات الحرارة.