موقف تل أبيب لا زال غامضا
يومان على الانتخابات الأميركية.. إسرائيل تواصل صمتها
خلف خلف من رام الله:
quot;ماكين يجند المدافع الضخمةquot;، quot;ولكن اليهود باتوا في جيب اوباماquot;، quot;حبكة ماكينquot;، quot;عمة اوباما مهاجرة غير قانونيةquot;، هذه بعض العناوين التي أوردتها الصحف العبرية الصادرة اليوم الأحد حول الانتخابات الرئاسية الأميركية. ورغم أن المرشحين، الديمقراطي باراك اوباما، والجمهوري جون ماكين، تنافسا طوال الحملة الانتخابية في تصريحات الدعم لإسرائيل، بل أنه لأول مرة في التاريخ زارها المرشحان في عام الانتخابات، إلا أن الغموض والصمت يخيمان على موقف إسرائيل، الذي يبدو منقسمًا حيال اوباما، ومرتبكًا أمام ماكين، فالأحزاب اليسارية تفضل المرشح الديمقراطي لإحداث تغييرات في السياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط، بينما الأحزاب اليمينية تنظر إلى المرشح الجمهوري على أنه السياسي المجرب، الذي سيواصل الدعم والتأيد لإسرائيل وسياساتها.
وتأتي الانتخابات الأميركية في وقت تنشغل إسرائيل أيضًا في الاستعداد للانتخابات العامة المبكرة بعدما فشلت وزيرة الخارجية وزعيمة حزب كاديما، تسيبي ليفني في تشكيل حكومة بزعامتها، ويتسيد هذا الموضوع أجندة الإعلام العبري منذ بضعة أسابيع، إلا أن ذلك لا يعني تجاهل ما يجري في الولايات المتحدة الأميركية من حملة انتخابية، بل أن الكتاب والمحللين الإسرائيليون يواصلون إبداء ملاحظاتهم وتعليقاتهم على شاردة وواردة تجري هناك.
حيث يرى يوآف برومر في مقال له في صحيفة معاريف الصادرة اليوم الأحد أن جون ماكين وسارة بلين يحذران من أن براك اوباما يهدد بإحداث ثورة في نمط الحياة الأميركية. ولكنهما يتناسيان أنه يحتمل أن يكون ذلك بالضبط ما يريده الكثير من الأميركيين.
ويقول برومر: quot;في مسعى يائس أخير لمنع التغيير الدراماتيكي في مسار الأرض السياسية شدد مؤخرا جون ماكين ونائبته سارة بالين الهجوم الخطابي على اوباما. فهو ليس سوى ليبرالي متطرف، كما يحذران، يسعى إلى أحداث ثورة في نمط الحياة الأميركية. حتى الآن لم يعطِ تحذيرهما أُكله، على الأقل ليس حسب الاستطلاعات. يمكن أن نفهم لماذا: في محاولة لعرض اوباما كثوري، يتجاهل الثنائي الجمهوري الحقيقة البسيطة في أن يحتمل أن هذا بالضبط ما يسعى الناخبون الأميركيون للحصول عليه هذا الأسبوعquot;.
أما ياعيل غبيرتس، فكتب في صحيفة يديعوت الأوسع انتشارًا في إسرائيل، يقول: quot;محاولات صرف النقاش المبدئي في المسائل الوجودية من خلال تشويه سمعة اوباما (كمسلم، كمتزمت اسود وكمؤيد للعرب) لم تنجحquot;. وبحسبه فإن الناخبون الأميركيون يأتون هذه المرة لان يحسموا اسود أو ابيض، بكل معنى الكلمة. مشددا على أن التمييز بين طريق ماكين وطريق اوباما في المسائل الأكثر جوهرية للناخب حاد وواضح.

ورغم التأييد لأوباما، إلا أن هناك في إسرائيل من يرى أن ماكين هو الأفضل، ويعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي زلمان شوفال، أن فوز ماكين في أفضل لمصلحة إسرائيل من فوز اوباما، ولكنه يعود ويقول في مقال نشرته صحيفة quot;إسرائيل اليومquot;، بتاريخ 16/10/2008: quot;بالرغم من أننا ربما نستطيع أن ننام نوما أشد اطمئنانا مع ماكين فأن اوباما لا يجب أن يقض مضاجعنا. في أي حال ستضطر إسرائيل إلى إظهار دبلوماسية خلاقةquot;.
ويذكر أنه من أجل الانتصار في الانتخابات الرئاسية يجب الحصول على 270 صوت انتخابي. من ينتصر في كل ولاية وولاية من الولايات المتحدة الأميركية يأخذ كل الأصوات الانتخابية التي تبعث بها هذه الولاية (كل ولاية تبعث بعدد مختلف من الأصوات الانتخابية بحسب حجمها السكاني).
وحسب استطلاعات الرأي فانه إذا حافظ اوباما على فارق 5 في المائة مع ماكين، فانه سيحظى بـ 313 صوت انتخابي مقابل 225 فقط لماكين. وحتى لو تقلص الفارق في الاستطلاعات القطرية حتى يوم الانتخابات إلى 3 في المائة فقط، فسيحصل اوباما على 302 صوت انتخابي، وماكين على 236 فقط.