فالح الحمـراني من موسكو: يعرب غالبيةالمراقبين الروسعن القناعة بانتعيين الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما منافسته السابقة هيلاري كلينتون بمنصب وزيرة للخارجية ومواصلة روبرت غيتس وزيرا للدفاع لن يؤدي الى هبوب رياح الدفء في العلاقات مع موسكومعيدون الاذهان الى ان هيلاري كلينتون وصفت رئيس الحكومة فلاديمير بوتين بانه quot;رجل من شفقةquot; بينما انهال غيتس على الكرملين بخطاب مرير، منتقدا القيادة الروسية لرهانها على التسلح النووي والصاروخي بدل تطوير الجيش النظامي.

وثمة قناعات بموسكو ان روسيا لن تكون بالنسبة لاوباما القضية الاولى على جدول اعماله في الشئون الدولية فالقضية الاولى بالنسبة لفريقه ستكون انهاء الحرب في العراق حتى عام 2011 والانتصار على القاعدة والطالبان بافغانستان. والقضية الثانية تتمثل باقناع ايران بوقف العمل بالبرنامج النووي والشروع بالتعاون البناء مع الولايات المتحدة. وان حل هذه القضايا الى جانب الازمة الاقتصاية ستشغل الجزء الاعظم من وقت الادارة الجديدة.

ويستبعد المراقبون ان يكون بمقدور الرئيس المقبل اوباما، ورغم انه الشخص الذي سيلعب الدور الرئيسي في الادارة الجديدة التحكم بشخصيتين ذات ثقل سياسي ونفوذ واسع مثل هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس. ولن يكون بمقدوره اخضاعهما له. سيما وان هناك مخاوف من استعادة مستشار الامن القومي السابق بزيجينسكي المناوء لروسيا ادواره الاستشارية بالشؤون الخارجية ، في الادارة الجديدة، وممارسة الرئيس السابق بيل كلينتون نفوذه.

توقعات

وسيجري الحكم على مدى اهمية روسيا بالنسبة لاوباما فيما اذا سيعين ام لا في ادارته شخصا تكون مسؤولة عن ملفات العلاقات بروسيا. وكما يقول المراقبون فان حل القضايا العالقة مع موسكو بفعالية يتطلب ان يشغل هذا الشخص منصب نائب وزير الخارجية.

ويجمع المراقبون على انه سيتم حل القضايا التي تثير قلق روسيا بما في ذلك توسيع الناتو نحو الشرق ونشر اجزاء النظام الدفاعي المضاد للصواريخ الاميركي في اوروبا ومصير الديمقراطية في محيط الاتحاد السوفياتي في اطار اقامة نظام امني باروربا.

ويتوقع بعض المراقبين وجود مؤشرات قوية على ان ادارة الرئيس المنتخب سوف تجمد عملية توسيع الناتو وسيجري تاجيل نشر الدرع الصاروخية في بولندا وتشيكيا الى اجل غير مسمى. فاوباما يعتقد ان هذا النظام لن يكون فعال ويكلف ثمنا باهضا .بيد ان الرئيس المنتخب لن يتراجع عن دعم عمليات اشاعة الديمقراطية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق والاهتمام بها، وهذا ما برهن عليه رد فعله على الحرب في جورجيا في اغسطس الماضي.

وتقول خبيرة الشئون الروسية الاميركية نارغيز اسدوف ان الرئيس الاميركي ال 44 جدد التاكيد انه لن يقيم علاقاته بروسيا على اساس العلاقات الشخصية اسوة بالرؤساء السابقين. لذلك فان القضية الرئيسية بالنسبة للادارة الاميركية الجديدة هو تحديد الشخصيات التي يمكن ان تجري معها المباحثات. ومن جهة اخرى فان واشنطن على قناعة بان فلاديمير بوتين يظل صاحب القرار بروسيا ولكن دمتري ميدفيديف هو الرئيس الفعلي ولا يمكن تجاوزه. والسؤال الاخر يتمثل فيما اذا كانت شخصيات اخرى في النسق الاعلى الروسي التي من شانها ان تؤثر على قضايا السياسة مع اميركا.