القوات الاميركية تسلم اخر النساء المعتقلات للسلطات العراقية
انخفاض قتل النساء وارغامهن على الحجاب في البصرة

أسامة مهدي من لندن:
اعلنت اخر احصائية رسمية عراقية عن انخفاض ملحوظ في عمليات قتل النساء في محافظة البصرة الجنوبية ففي حين تم تسجيل مقتل 147 امراة خلال العام الماضي فأن المحافظة لم تسجل سوى مقتل 72 أمرأة خلال العام الحالي في ظروف ولاسباب مختلفة بينها الدفاع عن الشرف.. بينما اكدت وزارة المرأة العراقية اطلاق القوات الاميركية سراح 6 معتقلات عراقيات من سجن كروبر الخاص بالنساء بالقرب من مطار بغداد الدولي بكفالة وزيرة الدولة العراقية لشؤون المرأة نوال السامرائي بالترافق مع الاعلان عن نقل اخر النساء المعتقلات لدى القوات الاميركية الى السلطات العراقية .

وتحدثت جريدة جديدة موجهة الى نساء الجنوب العراقي وتحمل اسم quot;الجنوبيةquot; عن عمليات قتـل النساء بداعـي الشـرف والأعــداد الكبيـر مـن الأرامـل والحاجـة الـى سـجن للنسـاء. وقـالـت الدكتـورة جوليـا داوود يوســف quot;أنهـا الصحيفـة الاولـى فـي البصـرة التـي تعالـج قضايـا النسـاء. لو امعنـا النظـرالـى هـذه القضايـا الخطيـرة ولو عرضنـا رأي هــذه الشـريحة مـن المجتمـع قـد تتغيـر هـذه الظـروف quot;.

وجوليـا الحائـزة علـى درجـة الدكتـوراه فـي علـم اللسـانيات هـي رئيسـة التحريـر لجريدة وأســتاذة فـي جامعـة البصـرة وكذلـك مديـرة جمعيـة البصـرة للأبحـاث والأعـلام عـن النســاء.وتعـزو جوليـا الكثيـر مـن معانـاة النساء لما تدعوه التفكيـر الرجعـيquot; للمتطرفـون دينيـاً. وتقول جوليـا والتـي ولـدت فـي البصـرة فـي عـام 1956 قالـت أن الوضـع كـان أفضـل للنسـاء قبـل الحـرب العراقيـة الايرانيـة فـي الســتينات والسـبعينات .

وينـص تقريـر الشـرطة العراقيـة الخـاص بعـام 2007 والـذي جـرى أعـداده بأشـراف الشـرطة المدنيـة البريطانيـة أن 147 أمـرأة قـد تعرضـت للقتـل لأســباب مختلفـة وهو يشكل تفاوتا كبيرا فيمـا لـو قـورن بتقريـرعـام 2008 ولغايـة الأول مـن كانـون الأول (ديسمبر) الحالي والـذي سـجل 72 حالـة قتـل كـانـت سـت منهـا حـالات قتـل بداعـي الشـرف.

وتشير جوليا الى أن النـاس بـدأوا يشـعرون بأمـان اكثـر لـدى تجوالهـم فـي أسـواق المدينـة وقيامـم بالنزهـات وأقامـة الأحتفـالات بالترافق مع عمليات ارغام النساء على أرتـداء الحجـاب. وقالـت quot;نحـن نشـعر بالتفاؤل لكوننـا نســتطيع القيـام بتغييـرquot;. وكانت القوات العراقية شنت مطلع العام الحالي حملة عسكرية واسعة في محافظة البصرة اطلقت عليها quot;صولة الفرسانquot; استهدفت المليشيات المسلحة والخارجين على القانون اسفرت عن قتل واعتقال المئات منهم .

اطلاق سراح ست معتقلات من سجن كروبر
أطلقت القوات الأميركية ست معتقلات من سجن كروبر الخاص بالنساء بالقرب من مطار بغداد الدولي بعد أن تمت كفالتهن من قبل نوال السامرائي وزير الدولة لشؤون المرأة .

وقالت الوزارة في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; ان هذه الخطوة جاءت بعد أن قامت السامرائي بزيارات متعددة الى سجن كروبر كان أخرها الاسبوع الماضي حيث التقت فيها المعتقلات كلٍ على حدة واستمعت الى قصصهن ومعاناتهن ثم فتحت الملفات الخاصة بهن مع القائمين على السجن وتبين ان معظمهن بريئات او تم القاء القبض عليهن بدعاوى كيدية لا صحة لها وهو ما دعا الوزيرة الى كفالتهن واطلاق سراحهن بحضور ذويهن في سجن كروبر.

وقالت السامرائي quot;ان المعتقلات اللواتي أفرج عنهن لم يثبت عليهن أي جريمة تستوجب بقائهن أو حكمهن بالسجن، وقد أثمرت المفاوضات مع الجانب الأميركي بكفالة ست سجينات فقطquot;. وأضافت quot;هناك اعداد كبيرة من المعتقلين والمعتقلات قابعين في السجون دون مثولهم أمام المحاكم على الرغم من براءتهم وندعو الى اطلاق سراح الابرياء والاسراع بتقديم من يتم اعتقاله الى المحاكم الخاصةquot; . يشار الى ان سجن كروبر الخاص بالنساء يضم 14 سجينة بقي فيه ثمان سجينات بعد ان تم اطلاق ست منهن.

لكن القوات المتعددة الجنسيات - قسم شؤون المحتجزين التابعة لقوة المهام العراقية 134 اعلنت في وقت لاحق اليوم انها قامت بنقل آخر نساء محتجزات الى الحكومة العراقية . واشارت الى انه تم نقل آخر عشرة نساء محتجزات من مركز الحجز التابع لقوات التحالف في معسكر كروبر في بغداد الى سجون النساء المسيطرعليها من قبل العراقيين في بغداد موضحة إن تلك النساء المحتجزات اما دٌونت أقوالهن او خصص لهن جدول للمرافعة أمام محكمة الجنايات ألمركزية العراقية.

واكدت القوات انه يوجد حالياً حوالي 15.500 محتجز في مراكز الحجز التابعة لقوات التحالف انخفضت بشكل كبير من 26.000 محتجز في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2007 حيث تم الافراج عن 18.000 محتجز تقريبا منذ بداية عام 2008 واعادتهم الى عوائلهم ومجتمعاتهم في كل انحاء العراق.

وعلى الصعيد نفسه قالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تدافع عن حقوق الانسان امس ان المحكمة الجنائية العراقية التي صدرت عنها أحكام بإعدام المئات لا تحترم المعايير القضائية الدولية. ودعت المنظمة الحكومة العراقية الى اتخاذ اجراءات فورية لحماية السجناء من خطر التعرض للتعذيب وانتهاكات اخري والتأكد من امكانية تعيين المتهمين لوكلاء دفاع عنهم بسرعة ومثولهم بسرعة امام القضاة. واوضح تقرير للمنظمة بعنوان quot;نوعية القضاء: النواقص في المحكمة الجنائية المركزية العراقيةquot; ان الافا من السجناء في العراق ينتظرون اشهرا وحتي سنوات كي يمثلوا امام هذه المحكمة والاستماع الي الاتهامات الموجهة اليهم. ويتعذر علي المتهمين ايضا تعيين وكلاء دفاع عنهم حسب ما اشارت المنظمة التي تتخذ نيويورك مقرا لها.

واضافت ان عمل هذه المحكمة سوف يزداد العام المقبل عندما سيصبح 15800 معتقل في سجون الجيش الاميركي في العراق بعهدة السلطات العراقية. وستبدأ عملية نقل السجناء الي السجون العراقية اعتبارا من الاول من شباط (فبراير) المقبل . وقال جو ستورك مساعد مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان quot;المشاكل الامنية ونقص الموارد والنواقص بشكل عام هي خطيرة ودائمة ما يجهض امكانية ان تجري المحكمة محاكمات عادلة. ويتحدث تقرير المنظمة عن استعمال المحكمة لادلة تم الحصول عليها من مخبرين او من خلال استعمال القوة. واوضح ان شكاوي ومقابلات اظهرت ان التعذيب منتشر في السجن بهدف الحصول علي اعترافات. وكشف من جهة اخري، حالات سجناء معتقلين منذ اكثر من سنتين ولم يمثلوا امام القضاة بعد. وفي ايار (مايو) الماضي شارك ممثلون عن منظمة هيومن رايتس ووتش في اكثر من 70 استجواباً وعدد كبير من المحاكمات امام المحكمة الجنائية المركزية. كما وجهوا اسئلة بهذا الخصوص الي مسؤولين وقضاة ومحامين ومتهمين وكذلك الي مسؤولين في الجيش الاميركي.