إسلام آباد: سعى قائد الجيش الأميركي إلى تخفيف حدة التوتر القائم بين باكستان والهند وحث إسلام أباد على استغلال هجمات مومباي كفرصة للتعاون مع الهند لمكافحة التطرف.وانحت الهند والولايات المتحدة باللائمة على جماعة عسكر طيبة المسلحة ومقرها باكستان في شن هجمات مومباي التي أدت الى رفع حدة التصريحات بين البلدين اللذين خاضا ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 .

وقالت السفارة الأمريكية ان الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الأميركية المشتركة وصل إلى باكستان يوم الاثنين في زيارته الثانية منذ شن هجمات مومباي الشهر الماضي والتقى قائد الجيش الباكستاني اشفاق كياني ومدير الاستخبارات العسكرية اللفتنانت جنرال أحمد شوجا باشا. وذكرت السفارة الأمريكية في بيان يوم الثلاثاء أن مولن quot; اعرب عن شكره لجهود الرجلين في القبض على اعضاء جماعة عسكر طيبة وجماعات متطرفة اخرى تورطت في الهجمات.quot;

وأضافت السفارة الأميركية في بيانها quot;مولن شجع قادة باكستان على اغتنام هذا الحادث المأسوي كفرصة لاقامة علاقات بناءة مع الهند والبحث عن سبل تعاونهما في ان يحاربا معا خطر التطرف.quot; وازدادت حدة التوتر بين الدولتين النوويتين الهند وباكستان منذ شن هجمات الشهر الماضي في مركز المال للهند مما اسفر عن مقتل 179 شخصا. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني يوم الاثنين ان القوات المسلحة قادرة تماما على الدفاع عن البلد اذا نشبت حرب.

وتنفي باكستان اي صلة تربطها بالهجمات وتنحي باللائمة على quot;عناصر لا صلة لها بالدولةquot; وتعهدت بالتعاون في التحقيقات. واعتقلت باكستان عشرات المسلحين من بينهم عدد من كبار القادة كما اغلقت مكاتب وجمدت اصول جماعة الدعوة التي تقول الامم المتحدة انها واجهة لجماعة عسكر طيبة. وتأسست جماعة عسكر طيبة لقتال الحكم الهندي في اقليم كشمير ويربطها المسؤولون والخبراء الأميركيون بوكالة الاستخبارت العسكرية الباكستانية ويقولون ان الوكالة تستخدمها كأداة لزعزعة الاستقرار في الهند.

وفي رد فعلها للهجمات جمدت الهند عملية السلام المستمرة منذ خمس سنوات واثمرت عن تحسن في العلاقات. كما الغت سلسلة مباريات للكريكيت في باكستان. وقال وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي في اجتماع سفراء الهند لدى 120 دولة يوم الاثنين quot;البنية التحتية للارهاب في باكستانquot; يجب ان تفكك الى الابد. وأكد مخيرجي من جديد ان الهند تبقي على جميع خياراتها مفتوحة عقب هجمات مومباي وهو ما فسرته وسائل الاعلام الهندية بدرجة كبيرة بان نيودلهي لم تستبعد الرد العسكري. لكن مخيرجي قال انه لم يقصد ذلك.

ووسط هذه الحرب الكلامية أعلنت القوات الجوية الباكستانية انها quot;رفعت حالة اليقظةquot; كما قال جيلاني ان رغبة باكستان في التعايش السلمي يجب الا تفسر على انها ضعف. ونقل مكتب جيلاني قوله للمفوض الاعلى الباكستاني لدى الهند quot;اذا فرضت علينا الحرب فان بلادنا ستتحد وقواتنا المسلحة قادرة تماما على حماية وحدة اراضيها والدفاع عنها.quot; وقالت صحيفة (نيوز) إن كياني قائد الجيش قال ان باكستان سترد بالمثل على الهند خلال دقائق اذا وجهت ضربة لباكستان.

طالبان باكستان تتعهد بدعم إسلاد أباد في حال نشوب حرب مع الهند

الى ذلك أعلن زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود الدعم الكامل للجيش الباكستاني في حال شنت الهند هجوماً على باكستان. وقال محسود في اتصال هاتفي مع مراسل صحيفة quot;ذا نيوزquot; الباكستانية ان quot;الآلاف من المقاتلين المسلحين بشكل جيد مستعدون للقتال إلى جانب الجيش في حال فرضت أي حرب على باكستانquot;.

وأضاف ان الوقت حان لكي تبدأ الحركة الجهاد الحقيقي التي لطالما انتظرته. وقال quot;نعرف جيداً ان الأعداء المرئيين وغير المرئيين للبلاد يخططون لإضعاف القوة النووية الإسلامية الوحيدة. ولكن المجاهدين سيبطلون كل هذه المخططات الشريرةquot;. وأشار محسود، الذي تتهمه الحكومة الباكستانية بالتورط في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو، إلى انه يريد أن يؤكد للأمة والحكومة والجيش ألاّ يقلقوا على حدود باكستان الغربية مع أفغانستان لأن آلاف المقاتلين انتشروا لحماية هذه الحدود الاستراتيجية المهمة.

وأضاف انه إلى جانب هؤلاء المقاتلين، هناك مئات الانتحاريين الذين منحوا أمس الإثنين أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة لحماية الحدود في حال شنت القوات الهندية أي هجوم على باكستان. ورداً على سؤال كيف يمكن لطالبان باكستان أن تحارب إلى جانب الجيش الباكستاني الذي تقاتله منذ زمن طويل، قال محسود انه في حال نشوب حرب فإن الجيش سيكون في وضع المدافع عن الأراضي الباكستانية لذلك فإن الحركة ستدعمه وانها مستعدة للقتال تحت إمرة قيادته. غير انه قال انه من الأفضل للقوات الباكستانية أن تمنح الحركة قطاعاً منفصلاً أو تحدد لها أهدافاً معينة حيث تتمكن من قتال quot;العدوquot; بشكل مناسب.