نائب الرئيس العراقي في دمشق بعد تخفيض التمثيل الرسمي في القمة
الرئاسة تنتقد المالكي والأمم المتحدة تغيث سكان البصرة
أسامة مهدي من لندن :
وجهت الرئاسة العراقية إنتقادًا للحكومة التي يترأسها نوري المالكي لتأخرها في اتخاذ الإجراءات الحاسمة لإستعادة الأمن في البصرة التي تم الإعلان أن عدد القتلى والمصابين في معاركها الجارية منذ الثلاثاء الماضي بين القوات الأمنية ومسلحي جيش المهدي قد إرتفع إلى 480 شخصًا، وفي مدينة الصدر في بغداد الى 428 شخصًا، حيث أعلنت بعثة الأمم المتحدة أنها تستعد لتقديم معونات إغاثة إلى العراقيين المتضررين بهذه الأحداث... في حين وصل إلى دمشق اليوم نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي للمشاركة في القمة العربية التي تبدأ أعمالها هناك غدًا، وذلك إثر تخفيض التمثيل العراقي الرسمي فيها.
وقال مجلس الرئاسة العراقية في بيان حول المعارك الجارية في مدينة البصرة الجنوبية التي دخلت الجمعة يومها الرابع، وأرسلت نسخة منه إلى quot;ايلافquot; اليوم quot;لقد كانت البصرة مسرحًا للعصابات المسلحة والارهابية التي تقوم بأعمال القتل والخطف والترهيب وأعمال التهريب والاستيلاء على موارد الدولة والمواطنين، وكان على الحكومة أن تتخذ الإجراءات الحاسمة من أجل استعادة الأمن والنظامquot; . ودعت الرئاسة التي تضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي المواطنين والعشائر والكتل السياسية الى الوقوف جنبًا إلى جنب مع قواتنا الأمنية في سعيها للقضاء على المظاهر المسلحة كافة وعودة البصرة الفيحاء إلى الطريق المنشود في الأمن والرخاء والبناء والأعمارquot;.
وشددت على ان quot;التوجيهات المركزية تقتضي بعدم استهداف تيار بعينة أو جهة بعينها، وإنما هي منصبة على الأطراف الخارجة عن القانون بغض النظر عن انتمائهاquot;. واشارت إلى أن الرئيس ونائبيه قد أجروا كل على حدة اتصالات مستمرة مع رئيس الوزراء للاطلاع على آخر مجريات الأحداث quot;مؤكدين ضرورة سيادة فرض القانون والحفاظ على أرواح المواطنين المدنيين وممتلكاتهم والسماح باستمرار الخدمات المدنية الى المواطن العادي دون عوائقquot; .

وأوضح مجلس الرئاسة انه quot;وبالتنسيق والتعاون مع بقية مؤسسات الدولة يراقب الوضع عن كثب في محافظة البصرة وغيرها ويأمل ان تنتهي الظروف غير الطبيعية في المستقبل القريبquot;.
وكالات الامم المتحدث تقدم مساعدات اغاثة
واليوم اعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق انها واستجابة للوضع الحالي في البصرة ثاني اكبر المدن العراقية بعد العاصمة والتي يقطنها اكثر من مليوني نسمة واحتمال احتياج السكان المحليين لمساعدات خاصة فإن وكالات الأمم المتحدة تستعد لتوفير المساعدات الاغاثية العاجلة لهم .

واشارت البعثة في بيان، إلى أن هذه المساعدات تشمل توفير اليونيسيف (منظمةالأمم المتخدة للطفولة) للمياه والمساعدات الصحية لحوالي 70,000 أسرة بما فيها 39 مليون قرص لتنقية المياه و40,000 حبة ملحية لمنع الجفاف لمعالجة الإسهال لدى الأطفال. كما توفر منظمة الصحة العالمية 1600 وحدة دم ومواد طبية لمعالجة المصابين اضافة الى 200 طن من منظمة الأغذية العالمية من المواد الغذائية المتواجدة خارج البصرة.
وقالت ان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تستعد لتوفير مواد غير غذائية مثل البطانيات وأدوات الطهي وحاويات مياه إلى 8000 أسرةوكذلكbull; توفير 3400 سلة غذائية من منظمة الهجرة الدولية. واشارت الى ان المنظمات غير الحكومية هي الان على أهبة الاستعداد للمساعدة عند الضرورة من خلال توفير المواد التموينية وفرق الإغاثة على الأرض.

وقد دخلت عملية quot;صولة الفرسانquot; التي تخوضها القوات الامنية العراقية بمشاركة اكثر من 45 الف عسكري بإشراف مباشر من المالكي يومها الرابع حيث تسمع أصوات طلقات نارية وقصف بالمروحيات لمواقع المسلحين فيما لازم المواطنون بيوتهم واستمر تعطل الادارات والمدارس والمحال التجارية .

وقد تدخل الطيران الاميركي للمرة الاولى اليوم في المعارك الجارية في البصرة حيث قامبقصف مواقع لجيش المهدي. وتم تنفيذ مهمتي قصف واستهدفتا مجموعات تطلق صواريخ ومراكز تجمع لمسلحي جيش المهدي. وأعلنت السلطات العراقية ان عدد قتلى المعارك الجارية في البصرة قد ارتفع الى 130 قتيلاً و350 مصابًا. واشارت الى ان 39 شخصًا قتلوا وأصيب 389 اخرون بجروح مختلفة منذ اندلاع الاشتباكات وعمليات القصف في مدينة الصدر شرقي بغداد .

وفي وقت سابق اليوم، أعلن المالكي تمديد دعوة سابقة حددها بثلاثة ايام لإلقاء السلاح مدة عشرة ايام اخرى . وقال بيان صدار عن مكتب المالكي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم، quot;تأكيدًا على اهداف عمليات البصرة بمتابعة الخارجين عن القانون والمطلوبين للقضاء واستجابة لضرورة وأهمية معالجة المظاهر المسلحة غير المشروعة وما ترتبه من إخلال بالأمن وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطر، وحرصًا من الدولة في اعطاء فرصة لعدم التعقب والمسائلة القانونية، فإنه على جميع حائزي الاسلحة الثقيلة والمتوسطة تسليم اسلحتهم للجهات الامنية، وذلك مقابل مكافأة مالية ابتداءً من الثامن والعشرين من اذار الجاري ولغاية الثامن من نيسان المقبلquot;. ويأتي قرار التمديد هذا نتيجة عدم استجابة مسلحي جيش المهدي لدعوة سابقة اطلقها المالكي الاربعاء الماضي وحددها باثنتي وسبعين ساعة لتسليم مسلحي البصرة اسلحتهم الى الجهات الامنية وتقديم تعهد بعدم التعرض للجيش مقابل عدم متابعتهم قضائيًا .

وفي هذا الوقت تعيش العاصمة العراقية منذ ليلة امس، حظرًا شاملاً للتجوال سيستمر حتى صباح الاحد المقبل، وذلك إثر التظاهرات التي نظمها التيار الصدري في عدد من مناطق العاصمة ضد الحكومة امس وبعد الاشتباكات المسلحة التي عاشتها هذه المناطق بين جيش المهدي من جهة والقوات العراقية والاميركية من جهة اخرى .
عادل عبد المهدي في دمشق بعد تخفيض التمثيل الرسمي العراقي بقمتها
وصل الى العاصمة السورية اليوم نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي لترؤس وفد بلاده الى القمة العربية التي تبدأ اعمالها هناك غدًا، وذلك بعد اعتذار طالباني والمالكي عن المشاركة فيها .
وعلمت quot;ايلافquot; ان المالكي قد اعتذر لطلب تقدمت به الحكومة السورية بالحضور الى دمشق والمشاركة في الجلسة الافتتاحية للقمة على الاقل وذلك شعورًا منها بضعف التمثيل الرسمي العربي بعد ان اعتذر كبار القادة العرب عن المشاركة فيها يتقدمهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك .

وباعتذار المالكي، فإن ثلاث اكبر دول عربية ستتخلف عن المشاركة في القمة ممثلة بزعاماتها حيث ستشارك في القمة بتمثيل رسمي منخفض . ويعتبر عبد المهدي الرجل الثالث في هرم المسؤولية العليا بعد المالكي والرئيس جلال طالباني .
وأكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لدى وصوله الى دمشق الاربعاء في تصريح وزعه مكتبه الاعلامي أن العراق لديه مجموعة من القضايا التي سيطرحها في الاجتماع الوزاري واجتماع القمة العربية يعتقد انها تتعلق بدعم جهود الحكومة العراقية للقضاء على الارهاب ودعوة الحكومات العربية الى اعادة فتح سفاراتها في بغداد والمغلقة منذ خمس سنوات .

جدير بالذكر إن وفد العراق برئاسة السفير علاء الجوادي قد شارك خلال اليومين الماضيين في الاجتماع التحضيري على مستوى المندوبين وكبار المسؤولين الذي تمت فيه مناقشة بنود جدول اعمال القمة واعداد مشاريع القرارات لرفعها لاجتماع مجلس الجامعة التحضيري على مستوى وزراء الخارجية .

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد أعلن مؤخرًا أنه لم يعتذر عن المشاركة في القمة العربية، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي كان راغبًا في ترؤس الوفد العراقي وأنه نزل عند رغبته في ذلك . وأوضح طالباني ان المالكي سيقوم بالترتيبات في دمشق لعقد عدد من الاتفاقات هناك دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وكانت تقارير صحافية كشفت في وقت سابق أن طالباني لن يشارك في القمة العربية المزمع انعقادها في اواخر الشهر الجاري بسبب انشغاله خلال فترة انعقاد المؤتمر ببعض الملفات الداخلية، وبالتغييرات التي من المنتظر ان تجري على التشكيلة الحكومية وتحتاج الى حصول توافق بين الكتل المشاركة في العملية السياسية لكنه بالمحصلة فإن المالكي وطالباني سيتغيبان عن القمة .
14.7 مليون دولار قيمة معدات تسلمتها وزارة الدفاع العراقية
اعلنت القوات الاميركية عن استمرار وزارة الدفاع العراقية في تسلم مركبات دعم لوجستية تم الحصول عليها عن طريق برنامج المبيعات العسكرية الاجنبية وتمويل قوات الامن العراقية حيث تم تسلم وجبة من المعدات .
واشارت القوات في بيان الى quot;ايلافquot; ان برنامج المبيعات العسكرية الاجنبية يدار من قبل مكتب الدعم الامني في القيادة متعددة الجنسيات لنقل المسؤولية لامنية في العراق من اجلمساعدة الحكومة العراقية على بناء قدرتها الدفاعية من خلال شراء المعدات والخدمات الدفاعية. وأوضحت انه يتم تمويل حالات المبيعات العسكرية الاجنبية عن طريق الحكومة العراقية، وإن الاختلاف الرئيس بين حالة المبيعات العسكرية الاجنبية وحالة تمويل قوات الامن العراقية هو مصدر التمويل .

وقد تضمنت المعدات المستلمة عن طريق برنامج المبيعات العسكرية الاجنبية معدات دعم لوجستية منها اربع مركبات انقاذ من نوع BREM و47 عربة مياه مقطورة سعة 2000 لتر و66 شاحنة حمل بوزن ستة اطنان و175 عربة حمل مقطورة تزن طن واحد . تجاوزت قيمة المعدات مبلغ 11.4 مليون دولار . وتجاوزت قيمة تجهيز 19 ورشة لصيانة مركبات الهامر والذي تم الحصول عليه عن طريق تمويل قوات الامن العراقية مبلغ 3.2 مليون دولار حيث يؤمل ان تزيد هذه المركبات من قدرة الجيش العراقي على تصليح المركبات والمعدات. وسوف يتم توزيع المعدات والمواد الى وحدات الجيش العراقي في عموم البلد في حال تشكيل وحدات جديدة واستبدال الخسائر الحاصلة عن العمليات العسكرية.