أسامة مهدي من لندن: وجهت المرجعيات الشيعية العراقية ضربة لقوى داخل الحكومة العراقية تسعى لحرمان التيار الصدري من المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في تشرين الاول المقبل بتأكيدها على ضرورة اشراك جميع القوى السياسية فيها .. في وقت اعلن اليوم عن تسلم الجيش العراقي شحنة دولية من المعدات العسكرية بقيمة 9.8 مليون دولار في ذات الوقت الذي تتردد فيه معلومات عن وجود مؤشرات حول تورط بعض المسؤولين في وزارة الدفاع العراقية بصفقات سرية لأسلحة غير صالحة أو من مناشئ غير معتبرة برغم نفي الوزارة لهذه الاتهامات.

فقد اكد الشيخ خالد العطية نائب رئيس مجلس النواب العراقي عن كتلة الائتلاف الشيعي أن المراجع الشيعية في النجف أوصت بضرورة إشراك جميع القوى السياسية في الانتخابات المحلية المقرر إجراءها في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل وهو ما اعتبره مراقبون عراقيون موقف يقف بالضد من محاولات قوى سياسية لمنع التيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من المشاركة فيها على خلفية عدم موافقته لحد الان على حل جيش المهدي التابع له .

وأشار العطية الى انه اجتمع خلال زيارته الى النجف (160 كم جنوب غرب بغداد) اليوم مع المرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني والمرجعين الاخرين آيات الله السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ محمد اسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي . وقال في تصريحات للصحافيين نقلت جزءا منها فضائية quot;العراقيةquot; الرسمية ان المراجع الاربعة اكدوا على ضرورة اجراء انتخابات مجالس المحافظات في أجواء حرة ونزيهة وآمنة وضرورة اشتراك جميع القوى السياسية فيها quot; . واضاف ان المرجعيات الشيعية دعت جميع الجهات في العراق إلى دعم سلطة القانون والوقوف مع الحكومة لفرض الأمن وتحقيق استقرار البلاد والحفاظ على أرواح المواطنين .

وكان المجلس السياسي للامن الوطني العراقي الذي يضم كبار القادة والمسؤولين السياسيين الاحزاب والكيانات السياسية قد دعا في الخامس من الشهر الحالي الى حل ميليشياتها فورا وتسليم اسلحتها للدولة والتحول الى النشاط المدني السلمي . واستمع المجلس الى شرح مفصل قدمه رئيس الوزراء نوري المالكي عن العمليات العسكرية التي جرت مؤخرا في البصرة والعاصمة بغداد وغيرها من المحافظات ضد جيش المهدي بقيادة الصدر.

وفي نهاية الاجتماع اتفق اعضاء المجلس الذي تأسس عام 2006 على دعوة جميع الاحزاب والكيانات السياسية الى حل ميليشياتها فورا وتسليم اسلحتها للدولة والتحول الى النشاط المدني السلمي كشرط للاشتراك في العملية السياسية والانتخابات . كما شدد المجلس على ضرورة أعتماد الخطاب السياسي العقلاني المطلوب للتهدئة وتخفيف الاحتقان السياسي والوقوف بحزم مع الحكومة واجهزتها الامنية المختلفة في تصديها للميلشيات والخارجين عن القانون أيا كان انتماؤهم وتثمين الدور الذي قامت به القوات المسلحة في فرض الامن والنظام في البصرة وبقية المحافظات .

وفي وقت سابق خلال خطبة الجمعة اتهم مساعد لمقتدى الصدر الحكومة بأضطهاد المواطنين باسم القانون ووضع المدن بيد المحتل لضربهم وقال انه اذا كان الرئيس السابق صدام حسين قد تعاون مع الولايات المتحدة ضد الشعب فأن اصحاب العمائم يتعاونون الان علنا معها ضدهم .. في وقت قال نائب من التيار الصدري ان رئيس الوزراء نوري المالكي وحرب الدعوة الذي يقوده وعبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاسلامي الاعلى يخططون لتصفية عناصر التيار الصدري .

وقال الشيخ عبد الهادي المحمداوي احد مساعدي الصدر وخطيب مسجد الكوفة (150 كم جنوب بغداد) في خطبة الجمعة مخاطبا المصلين quot;نلاحظ ايها الاخوة كنا ايام النظام الظالم (نظام الرئيس السابق صدام حسين) نتطلع الى الحق والحرية .. ولكن الان بأسم القانون يضطهد الناس ويعتدى على المعتقدات ويهدم الدور ويضرب رجال الدين وفي أماكن مختلفة كمدينة الصدر ومدينة الشعلة (اكبر حيين شيعيين في العاصمة) فأن الحكومة الحالية جعلتهما بيد المحتل لضرب اتباع محمد الصدر (والد مقتدى الصدر). واضاف quot;نقل لنا أحد المقربين لرئيس الوزراء نوري المالكي هناك ضغوطا من كتلته لتصفية التيار الصدري في المحافظات الجنوبيةquot; .

كما اتهم برلماني عن التيار الصدري في مجلس النواب المالكي وحزب الدعوة الذي يقوده بالتخطيط مع المجلس الاسلامي الاعلى برئاسة عبد العزيز الحكيم لحملة عسكرية تستهدف تصفية التيار الصدري في محافظة بابل محذرا من التيار لديه quot;خيارات كثيرةquot; تغير الواقع السياسي في المحافظة.

وقال احمد المسعودي ان هناك جهات سياسية في محافظة بابل متمثلة بالمجلس الاعلى وحزب الدعوة قاموا بعقد اجتماعات مع ضباط المليشيات التي دمجت مؤخرا بالاجهزة الامنية لتنفيذ عملية عسكرية ظاهرها فرض القانون ولكن الغاية منها تصفية الخط الصدري كما نقلت عنه وكالة انباء quot;اصوات العراقquot; اليوم . واضاف بان المالكي يشرف بصورة مباشرة على هذا المخطط مع ضباط من حزب الدعوة والمجلس الاعلى انخرطوا ضمن الاجهزة الامنية مؤخرا. وقال ان quot;رئيس الوزراء متهم هو وحزب الدعوة والمجلس الاعلى.

وللكتلة الصدرية في مجلس النواب 30 نائبا فضلا عن نائبين يمثلان قائمة quot;رساليونquot; المنضمة للكتلة من إجمالي أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 275 عضوا. ودخل المجلس ضمن قائمة الائتلاف الشيعي الموحد خلال الإنتخابات التشريعية التي أجريت اواخر عام2005 لكن الصدريين إنسحبوا من الائتلاف منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي بسبب ما وصفوه بإصرار أطراف في الائتلاف على تهميش التيار الصدري ومحاصرته.

الجيش العراقي يتسلم معدات عسكرية بقيمة 9.8 مليون دولار

اعلن اليوم عن تسلم الجيش العراقي شحنة دولية من المعدات العسكرية عن طريق برنامج المبيعات العسكرية الاجنبية في ذات الوقت الذي تتردد فيه معلومات عن وجود مؤشرات حول تورط بعض المسؤولين في وزارة الدفاع العراقية بصفقات سرية لأسلحة غير صالحة أو من مناشئ غير معتبرة برغم نفي الوزارة لهذه الاتهامات.

وقالت القوات المتعددة الجنسيات في العراق في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان برنامج المبيعات العسكرية الاجنبية في العراق يدار من مكتب الاسناد الامني ضمن قيادة المتعددة لنقل المسؤولية الامنية في العراق والذي يعمل على مساعدة الحكومة العراقية على بناء امكانياتها الدفاعية من خلال شراء المعدات والخدمات الدفاعية . وتمول حالات المبيعات العسكرية الاجنبية من الدولة صاحبة الطلب وفي هذه الحالة هي الحكومة العراقية وان الاختلاف الرئيسي بين حالة المبيعات العسكرية الاجنبية وحالات تمويل القوات الامنية العراقية هو مصدر التمويل .
واليوم نقل مكتب الاسناد الامني ضمن القيادة متعددة الجنسيات لنقل المسؤولية الامنية في العراق مامجموعه 74 عجلة دولية زنة 5 طن بمبلغ تجاوز 9.8 مليون دولار وتمثل هذه العجلات دفعة مهمة للجيش العراقي فيما يخص نقل الاشخاص والمعدات .

وما استلم اليوم جزء من حالتين منفصلتين للمبيعات العسكرية الاجنبية وهو يكمل طلبية للمبيعات العسكرية الاجنبية بقيمة تجاوزت 16.84 مليون دولار عن قيمة شراء 114 شاحنة وقطع غيار مختلفة ضرورية لادامة تلك العجلات . وما تبقى من عجلات وعددها 61 فقد نقلت اليوم كجزء من حالة اخرى من حالات المبيعات العسكرية الاجنبية والتي تتضمن ما مجموعه 228 من هذه العجلات وقطع الغيار وتتجاوز قيمة العقد 33.6 مليون دولا وجار اكمال جميع الطلبيات في نهاية شهر حزيران (يونيو) المقبل .

وستوزع العجلات على الجيش العراقي في كل انحاء البلاد حيث يتم انشاء وحدات جديدة ولتعويض اي خسائر قد تحدث ضمن جهود الجيش العراقي لتامين البلاد .

ويأتي الاعلان عن هذه المبيعات في وقت كشف عضو في لجنة النزاهة بمجلس النواب العراقي اليوم أن اللجنة وجدت مؤشرات quot;تثبت تورطquot; بعض المسؤولين في وزارة الدفاع بصفقات سرية لأسلحة غير صالحة أو من مناشئ غير معتبرة .. فيما نفت الوزارة صحة تلك الاتهامات.
وقال عضو اللجنة ونائب البرلمان كمال الساعدي إن quot;لجنة النزاهة تعمل على متابعة المتورطين في وزارة الدفاع بهذه الصفقات التي تعقد بذكاء بحيث يصعب اكتشافهاquot; . وابلغ الاعدي النائب عن الائتلاف الشيعي وكالة انباء quot;اصوات العراقquot; أن اللجنة تعتقد quot;بوجود الكثير من الفساد في وزارة الدفاعquot; وأنها quot;تعمل من أجل استضافة أو استجواب وزير الدفاع للتحقق من الصفقات المشبوهة التي تبرمها الوزارةquot; .

وكانت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية قالت في تقرير الاحد الماضي إن صفقة سرية بقيمة 833 مليون دولار عقدت بين العراق وصربيا لشراء أسلحة quot;أظهرت تواصل مشاكل بغداد في تسليح قواتها إذ يضرب الفساد وفقدان الكفاءة أطنابهمquot; . واضافت ان الصفقة التي أبرمت مع صربيا في أيلول (سبتمبر) الماضي من دون إجراء مناقصة quot;أحدثت انتقادا كبيرا، دفع المسؤولين العراقيين إلى تقليص حجم مشتريات الوزارة إلى 236 مليون دولارquot;.

لكن وزارة الدفاع العراقية رفضت اتهامها بالفساد وإبرامها صفقات غير مشروعة. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة محمد العسكري ان quot;الوزارة غير متورطة بأية قضايا فساد وهي تتعامل مع جميع الدول وفق مبدأ العرض والطلبquot;. وطالب كل من لديه دليل يثبت تورط الدفاع في أي قضايا يجب أن يقدمه إلى القضاء للاقتصاص من كل المفسدين ووفق الدستور العام للبلاد.quot; .

قيادة عمليات بغداد اعتقلت 10890 شخصا ثم اطلقت 3468 منهم

أكد اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد قرب فتح الطرق الرئيسية المغلقة في العاصمة بصورة تدريجية وعلى عدة مراحل بحيث يتم ازالة العبوات المزروعة في الكثير منها واعلن عن وجود 1372 معتقلا حاليا بعهدة القيادة .

واشار في مؤتمر صحافي عقده في بغداد اليوم الى انه تم خلال الاسبوع الماضي قتل 8 إرهابيين واعتقال 179 مطلوباً من بينهم وزير المالية لدولة العراق الاسلامية ومساعده في منطقة المحمودية جنوب بغداد اضافة الى القبض على 170 مشتبها بهم وتحرير مختطف وتفكيك عجلة واحدة وابطال مفعول 766 عبوة ناسفة وضبط 14 عجلة لاتحمل اوراق ثبوتية كميات من الاسلحة المختلفة والصواريخ وضبط 247 كغم من مادة (TNT) .. فيما بلغ عدد الضحايا من المدنيين 12 قتيلا و جريحا .

وحول المعتقلين والمطلق سراحهم أو المسفرين والمحالين على القضاء منذ تطبيق خطة فرض القانون مطلع العام الماضي قال عطا ان قوات الامن اعتقلت 10890 شخصا في بغداد، وأطلق سراح 3468 منهم. اما المسفرين والمحالين فعددهم فقد اوضح ان عددهم بلغ 6050 وبذلك يكون عدد المعتقلين الموجودين حالياً 1372 شخصا بعهدة قيادة عمليات بغداد.

واضاف ان القيادة تقوم حاليا بنصب أجهزة الكشف عن المتفجرات وكاميرات المراقبة على خمسة مداخل ومخارج رئيسية لمدينة بغداد وستكون جاهزة للعمل خلال فترة قصيرة .

وعن العمليات العسكرية والأمنية في مدينة الصدر شرقي بغداد اكد عطا عدم وجود خطط حاليا لانسحاب قوات الأمن العراقية منها مشيرا الى ان هذه القوات تقوم بتأدية واجباتها الأمنية وبناء قواعد أمنية مشتركة تضم قوات الجيش والشرطة والقوات الساندة للتهيئة لتقديم الخدمات إلى أهالي المدينة .

ومن جهة اخرى اطلقت القوات المتعددة الجنسيات وفي مراسيم خاصة جرت في مطار بغداد اليوم سراح 250 معتقل من سجني بوكا وكروبر. وجرت المراسيم بحضور الشيخ وثاب الدليمي رئيس لجنة المصالحة بمجلس النواب ورئيس الوقف السني الشيخ عبد الغفور السامرائي اضافة الى ممثلين عن المتعددة الجنسيات.