روما : اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء في قمة منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) في روما انه quot;لا يمكن ان نسمح لانفسنا بالفشلquot; في المعركة مع الازمة الغذائية التي ستستلزم جهودا مالية تقدر بحوالى 15 الى 20 مليار دولار سنويا.

ويؤثر ارتفاع اسعار المواد الغذائية (53% خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام 2008 مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2007) بشكل كبير على الدول الفقيرة كما انه اثار اضطرابات في افريقيا واسيا وجزر الكاريبي.

واعرب منسق الخلية الخاصة للازمة الغذائية في الامم المتحدة جون هولمز عن تفاؤله لفرص ايجاد حلول لارتفاع الاسعار معتبرا ان هناك quot;اجماعا كبيراquot; بين الدول.وقال بان خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس البنك الدولي روبرت زوليك quot;لا يمكن ان نسمح لانفسنا بالفشل. انها معركة لا يمكننا ان نخسر فيها. الجوع يولد عدم استقرار وعلينا ان نتحرك الان ومعاquot;.

وتابع quot;يجب وضع خطة العمل بشكل عاجل وملايين الاشخاص ينتظرون (...) سنحتاج 15 الى 20 مليار دولار سنوياquot;.واضاف quot;على النظام التجاري الدولي ان يعمل بفعالية اكبر لتأمين كمية كبيرة من السلع الغذائية في الاسواق وباسعار معقولةquot; معربا عن الامل في ان تتخذ اجراءات quot;لتحسين المحاصيل في السنوات المقبلةquot;. وغادر بان كي مون على الاثر روما عائدا الى نيويورك.

وفي اليوم الثاني من قمة الفاو التي تضم عددا من رؤساء الدول والحكومات اشار زوليك الى القيود التجارية المفروضة على الصادرات التي quot;تشجع ارتفاع الاسعار وتطال السكان الاكثر فقراquot;.وقال زوليك خلال عرضه برنامجا من عشر نقاط quot;نحتاج الى دعوة على المستوى الدولي لالغاء القيود ورفع الحواجز الجمركية امام الصادراتquot;، معتبرا ان quot;هذه الرقابة تشجع ارتفاع الاسعار وتطال السكان الاكثر فقرا في العالم الذين يكافحون من اجل الحصول على غذاءquot;.

واوضح في مؤتمر صحافي ان هذه الخطة تهدف الى تحقيق نتيجة مزدوجة هي مكافحة quot;لجوع الذي يطال ملايين الناسquot; وquot;تحويل ارتفاع اسعار المواد الغذائية الى فرصة لتطوير قطاع زراعي عالميquot;.واضاف quot;في غياب تحرك سريع ستدمر هذه الازمة امكانات جيل باكمله (...) الامر لا يتعلق بكارثة طبيعية، الانسان مسؤول عنها وبالتالي عليه معالجتهاquot;.

ودعا الامين العام للامم المتحدة الى اجراء مزيد من quot;الابحاث والتحليلاتquot; حول الوقود الحيوي، ولا سيما لتحديد تأثيرها على الازمة الغذائية.وقال بان quot;اننا بحاجة الى زيادة الابحاث والتحليلات حول مسألة الوقود الحيوي الذي يعتبر احد عوامل الازمة الغذائية، لكن ينبغي تحديد تاثيرها على الاسعار بشكل دقيقquot;.واضاف quot;اننا بحاجة ماسة الى اجماع دولي حول الوقود الحيوي، مع تحديد خطوط عمل واجراءات تجارية والقيام بمزيد من الابحاثquot;.

وخلال القمة اعلن البنك الاسلامي للتنمية انه سيقدم 5،1 مليار دولار لبرامج دعم توزيع المساعدات الغذائية على الدول الاكثر فقرا في حين اعلن برنامج الاغذية العالمي تخصيص مبلغ اضافي بقيمة 2،1 مليار دولار للمساعدة على مكافحة الازمة الغذائية.واعلن زوليك ان البنك الدولي ينوي زيادة بنسبة 50% الى ستة مليارات دولار جهوده في هذا القطاع في العام 2009.كما اعلنت الفاو عن اطلاق quot;مبادرة عاجلةquot; بقيمة 17 مليون دولار لمكافحة ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية.