الاستخبارات السورية حققت معه 45 دقيقة
صحافي إسرائيلي يلاحق الأسد في الهند
خلف خلف ndash; إيلاف:
لا تكتفي الصحافة العبرية في ملاحقة تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد والتعليق عليها وقراءة أبعادها ومضامينها ومعانيها، بل أن القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أوفدت مراسلها السياسي تسفي يحزكيلي إلى الهند لمتابعة الزيارة التي بدأها الأسد الثلاثاء الماضي، ومن المقرر أن تنتهي اليوم السبت.
ولم يخفِ يحزكيلي مهمته، بل بدأ رسالته التلفزيونية من نيودلهي، بالقول: quot;كما تعرفون أنا أتواجد في هذه الأيام في الهند ليس من اجل السياحة بل إني في مهمة رسمية، وهي ملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد في زيارته الحالية للهند. وقد قمت بمحاولة من أجل المشاركة في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الأسد، ولكني لم أتمكن من ذلك إذ قام رجال الاستخبارات السوريون المرافقون للأسد بتحذيري، وكذلك تحذير المصور الذي يرافقني، ولذلك فإن البطاقة الصحافية الهندية التي حصلت عليها لم تفدني بشيءquot;.
وأضاف يحزكيلي: quot;على الرغم من كل ذلك تمكنت من الاحتكاك بأعضاء من الوفد السوري، وتحدثت مع عدد من المستشارين ورجال الأعمال السوريين، وكذلك مع عدد من رجال الاستخبارات السورية، الذين أوقفوني وحققوا معي طوال 45 دقيقة، في قاعة الاستقبال في الفندق الذي نزل فيه الوفد السوري، وهذا ما فعلته أيضا الشرطة الهنديةquot;.
وقال: quot;على كل حال، وفي نهاية المطاف يمكن القول إن زيارة الرئيس الأسد غير مهمة تقريبا بالنسبة إلى الهند، علما أن الأسد تمكن من إعطاء وإبراز عدد من العناوين العريضة المتعلقة بقضية السلام. أما بشان ما يتعلق بالتطورات الجارية بين إسرائيل وسوريا. وكان الأسد صرح قبيل مغادرته لنيودلهي متوجها إلى تاج محل، ومن ثم إلى بانغيلو، انه لن يجلس مع أيهود اولمرت في باريس لمجرد شرب الشايquot;.
ولفت يحزكيلي إلى ما اسماه بتصاعد الاهتمام والحديث عن احتمال عقد لقاء بين الأسد وأولمرت، ولا سيما أنهما سيجلسان حول طاولة واحدة أثناء جلسة الاحتفال الرسمي بمناسبة عيد الاستقلال الفرنسي. وأشار إلى أن السوريين بدوا حذرين جدا إزاء كل تلك الأحاديث، واكتفوا بما أكده الرئيس الأسد من انه لن يجلس مع أيهود اولمرت لشرب الشاي قبل توفر الأسس الحقيقية للمسيرة السلمية.
معتبرا أن احتمال حصول مصافحة بين الأسد واولمرت يبقى احتمالا واردا، إذا ما حصلت جولة مفاوضات ناجحة بين الطرفين، مشيرا إلى أن هذه العبارات قيلت له مباشرة من قبل صحافيين سوريين يرافقون الرئيس الأسد، معتبرا أن مجرد قبول وإقدام هؤلاء الصحافيين على التحدث إليه مباشرة يعتبر مؤشرا وتطورا جديدا ومهما.
وقال يحزكيلي إن الرئيس الأسد عقد مؤتمرا صحافيا شارك فيه فقط نحو خمسة عشر صحافيا هنديا في حين منع بقية الصحافيين من المشاركة خشية أن أتمكن أنا أو أي صحافي إسرائيلي آخر من الدخول إلى القاعة والمشاركة في المؤتمر الصحافي المذكور.
ونقل يحزكيلي ما وصفه بالتفسير لكلمات الرئيس الأسد خلال المؤتمر الصحافي، بأنه يوافق على حقيقة أن المصريين هم من أخاط وأعد الهدنة أو اتفاق التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن ذلك لم يكن ليصبح حقيقة لولا موافقة سوريا والإيحاء لحماس بالموافقة، والشيء نفسه في ما يتعلق باتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، وكذلك بالطبع في كل ما يتعلق بالمفاوضات على المسار السوري الإسرائيلي.
وقال إن السوريين يقولون ان دمشق هي المرجع لكل الأمور، وها هي تعود ثانية للتحكم وللسيطرة على المسارات الثلاثة التي ذكرت سابقا. وختم يحزكيلي قائلا: quot;لقد حصلت على مواد ومواقف عبر خلالها الرئيس السوري عن مدى انزعاجه بسبب ما يبثه الإعلام الإسرائيلي يوميا ضد سوريا كما يدعونquot; ndash; وهنا قاطعه المذيع كير شنباوم، قائلا: quot;عليك يا تسفي ألا تكون منزعجا، فأنت لست الصحافي الوحيد الذي يطرد من مؤتمر صحافي في الهند، ونحن على يقين بأنك ستحضر معك حصادا وافرا وغنيا من الهندquot;.