بهية مارديني من دمشق: أعاد الدكتور هيثم المناع المتحدث الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الانسان ، ومقرها باريس، أجواء منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي ، الذي أغلقته السلطات السورية، عندما ألقى محاضرة في مزرعة في ريف دمشق.
وتجمع حوالي مئة ناشط ومعارض للاستماع إلى محاضرة المناع حول quot; المواطنة من نشأة المفهوم الى اليوم quot; حتى وقت متأخر من مساء أمس ثم استمع المناع إلى مداخلتهم وأسئلتهم ، ورد عليها ، وقدم المحاضر المحامي حسن عبد العظيم الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي ، واعتبر ان المناع فتح بابا جديدا للعمل الوطني بشكل أكثر تحديدا لمفهوم المواطنة ليس فقط في سوريا بل على المستوى العربي.
وتحدث المناع عن مفهوم المواطنة في السابق ، واعتبارها مجرد امتياز وتاريخ هذا المفهوم واقتصاره على النخب وكيفية نشوء فكرة الحق للجميع وتكامل الحقوق ، وحق المقاومة واعتباره حق أساسي للفرد ونشوء فكرة المجتمع المدني .
وتطرق المناع الى احداث 11 سبتمبر وتأثيرها على العالم ككل في الحقوق الأساسية ، وكيف دقت نعش التقدم الحقوقي وقدّمت دولة البوليس على دولة القانون ، وتطور أشكال التمييز والإقصاء بعد تلك الأحداث ، وتحول التمييز من شكل اضطراري آني الى مسألة لا يخجل منها صاحبها ، وقال من هنا ضرورة بلورة مفهوم المواطنة الحديث مابعد الحرب على الارهاب وهيمنة الحالة الاستثنائية وحالة الطوارىء ولفت الى مرحلة دبليو بوش وبداية نهاية مايسمى القطب الاحادي وضرب المجتمع المدني باسم الحرب على الارهاب وسيادة ثقافة الخوف .
واشار الى انه لايوجد شعب في العالم خارج المواطنة او دونها وفي كل المنعطفات الكبيرة بقدر ما امتلك االناس الحرية بقدر ما امتلك صناع القرار القدرة على حل مشاكل البلاد ، وتحدث عن الممارسة واحتياج المواطنة الى جهد ثقافي ووطني كبير .
وبعد مداخلات النشطاء وأسئلتهم لفت المناع الى وجوب ان يعتذر معارضا مثل كمال اللبواني الذي يقضي حاليا حكما بالسجن لزيارته الولايات المتحدة والبنتاغون وموظفين لدى رامسفيلد ، أن يعتذر من الشعب السوري حتى يتثنى الدفاع عنه مرفوعي الرأس .
واكد انه من الغباء المراهنة على الخارج في تغيير النظام وقد عبر عن ذلك في احدى مقالاته، وحول تجميد عضويته في اعلان دمشق قال انه وقع على اعلان دمشق كفرد ومواطن سوري ، وجمد عضويته لرفضه بعض الاصوات في الاعلان التي اعتبر انها لاتمثل الاعلان ككل ، ولكنه شدد ان اللجنة العربية دافعت عن المعتقلين الـ 12 على خلفية الاعلان جميعا وان تجميد العضوية لم يقف عائقا في الاستمرار بالتذكير بهم ومطالبة الافراج عنهم ، وبدا المناع متفائلا بشكل عام ، و أصر على دور الفرد والجماعة وعدم اللجوء الى الدولة في كل المسائل .
التعليقات