الرمادي: قال قائد القوات الاميركية في غرب العراق يوم الاثنين إنه على العراق أن يستثمر بشكل كثيف في اقتصاد محافظة الانبار المتداعي اذا كان يريد ضمان عدم عودة عمليات المسلحين التي استعرت هناك في وقت ما.

وفي تصريحات لرويترز في الوقت الذي سلم فيه الجيش الاميركي السيطرة على المحافظة المعقل السابق للمسلحين الى قوات الامن العراقية قال الميجر جنرال جون كيلي إنه ينبغي لحكومة العراق ضخ أموال ضرورية بشكل ملح للبناء على المكاسب الامنية الاخيرة. قال quot;الى أي مدى أثق في أن هذا (عمليات المسلحين) قد انتهى.. ان ثقتي هي بقدر تطلعي الى بغداد فحسب. quot;الامر لم يعد يرجع حقا الى الشرطة أو مشاة البحرية.. الامر يرجع الى الحكومة. انهم يعلمون ما هي احتياجات اعادة الاعمار بالمحافظة.quot;

والانبار هي المحافظة الحادية عشرة بين محافظات العراق الثماني عشرة التي تسلم الى السيطرة العراقية. وتسليم السيطرة على المحافظة الى القوات العراقية حدث هام للعراق بالنظر الى أنه فقد تقريبا قبل نحو عامين فقط السيطرة على المحافظة الصحراوية الشاسعة لصالح مسلحين من العرب السنة ومتشددين من تنظيم القاعدة.

غير أنه في الوقت الذي تتمتع فيه الانبار حاليا بسلام نسبي قال كيلي إنه يجب على الحكومة التحرك لتخفيف تأثير كل من الحرب وعقوبات الامم المتحدة السابقة ضد نظام الرئيس الراحل صدام حسين اللذين قال انهما دمرا اقتصاد المنطقة الذي يقوده قطاع الزراعة.

وقال انه اطلع على ميزانية لاعادة الاعمار قدرها 450 مليون دولار وضعها أعضاء المجلس المحلي للانبار وسياسيون اخرون.

وقال quot;لقد فصلناها. اذا مولتها (الحكومة المركزية).. وهم بالتأكيد يملكون التمويل.. ستبدأ الزراعة والوظائف في الانتعاش. ... سيكون هؤلاء الناس ممنونين للغاية بدرجة تمنعهم من عمل أي شيء سوى تحية بلادهم بفخر.quot;

وتواجه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة اتهامات بتقديم المصالح الطائفية للشيعة واهمال العرب السنة في البلاد. ويقول منتقدون ان خدمات مثل الطرق والمياه والكهرباء تتحسن في المناطق الشيعية بوتيرة اسرع منها في المناطق السنية.

لكن المالكي تواصل مع العرب السنة في الشهور القليلة الماضية واتخذ اجراءات صارمة ضد الميليشيات الشيعية ونجح في اقناع الكتلة الرئيسية الممثلة للعرب السنة بالمشاركة في الحكومة.

وقال كيلي إن الزراعة وحدها كانت توفر في وقت ما 60 بالمئة من الوظائف في الانبار وان الصناعات الصغيرة في مدينة الفلوجة التي دمرت في هجومين عسكريين أمريكيين في عام 2004 توظف ثلاثة أرباع الناس هناك. واضاف أن كليهما بحاجة الى الانعاش.

ومع تزايد ثقة الحكومة العراقية في قدرات قواتها الامنية اصبحت أكثر جرأة في مطالبة القوات الاميركية بتقليل وجودها في العراق. وتجري حاليا مفاوضات بشأن معاهدة أمنية تحدد مستقبل الوجود الاميركي في العراق.

وتريد بغداد ان تغادر القوات الامريكية البلاد بحلول عام 2011 مع وقف الدوريات الاميركية بالبلدات والمدن بحلول منتصف عام 2009. لكن كيلي قال ان أهل الانبار لا يريدون مشاة البحرية أن يغادروا حتى الان. وقال quot;اذا سألت أيا من سكان الانبار... الشعور هو أن الشرطة يمكن أن تقف تقريبا على قدميها.. لكن (سيقولون) لا تبتعدوا كثيرا. quot;انهم يريدوننا هنا.quot;

لكنه أضاف أنهم يخفضون وجودهم بالفعل. وتابع quot;ما زلنا موجودين في المدن لكننا لا نعمل بشكل مستقل بدونهم (الشرطة). انهم ينفذون كثيرا من العمليات دون الولايات المتحدة.quot;

وشهدت الانبار معارك شرسة بين القوات الاميركية وقوات الحكومة العراقية من جهة والمسلحين من جهة أخرى في ذروة الاضطرابات.

ومحافظة الانبار لا تتمتع بثروة نفطية كبيرة لكن لها اهمية استراتيجية لحدودها المشتركة مع كل من سوريا والمملكة العربية السعودية والاردن. وكانت معظم أراضيها في قبضة القاعدة الى ان تحالفت العشائر السنية التي سئمت هجمات التنظيم الوحشية مع القوات الاميركية لطرده من المحافظة مما اضطره لاعادة تجميع صفوفه في شمال العراق.

وقال كيلي إن القاعدة ستكافح لاستعادة موطيء قدم في المحافظة لكن منع ذلك يعتمد على استمرار المصالحة مع بغداد.

وقال quot;في الانبار لم يعد هؤلاء يشكلون تمردا بعدا. انهم مجموعة من القتلة منظمون بشكل غير محكم. هل بامكانهم العودة.. بالتأكيد.. اذا فعلت الحكومة المركزية العراقية شيئا لاغضاب .. أو لتنفير هؤلاء الناس.quot;

وبعيدا عن القاعدة تشتعل التوترات في الانبار بين زعماء العشائر السنية التي ساعدت في محاربة القاعدة وزعماء المجلس المحلي قبل انتخابات محلية. وقال كيلي انه واثق من أن تلك الخلافات ستحل دون اراقة دماء. وقال quot;انهم يختلفون كثيرا (لكن) ... يتعلمون كيف يحلون النزاعات دون اطلاق النار على بعضهم.quot;