يقود اعتصام جماهيري أمام السفارة البريطانية
نائب بحريني يتهم بريطانيا بالسعي لإفشال مشروع الملك

سارة رفاعي من المنامة:
شن النائب السلفي البحريني المثير للجدل الشيخ جاسم السعيدي هجوما على السفارة البريطانية في بلاده مطالبا إياها بوقف دعم المحرضين على أمن البحرين ، ومتهما اياه بالوقوف وراء النيل من المشروع الإصلاحي لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، وتساءل السعيدي في سؤال وجهه للسفارة البريطانية حول ما إذا كانت تهدف إلى إفشال التجربة الديمقراطية في‮ ‬مملكة البحرين،‮ ‬والسعي‮ ‬لإحداث توترات وانقسامات في‮ ‬الشارع البحريني،‮ ‬وذلك من خلال إيوائها لعدد من المنتمين لحركات وصفها بالمارقة والمنشقة وضعت ضرب أمن واستقرار مملكة البحرين هدفاً‮ ‬لها‮.‬

وأكد السعيدي‮ ‬على أن ما‮ ‬يحدث من قبل هذه الجهات وعلى رأسها ما‮ ‬يسمى ب‮''‬حركة خلاص‮'' ‬وبعلم ودراية من الحكومة البريطانية ما هو إلا دلالة واضحة على قبول السلطات البريطانية بأن‮ ‬يصدر من أراضيها ما‮ ‬يعتبر السكوت عنه‮ (‬دعماً‮ ‬للإرهاب الدولي‮) ‬والذي‮ ‬يدعو الجميع وعلى رأسهم الحكومة البريطانية لمحاربته والقضاء على بؤره‮.‬
وجدد السعيدي‮ ‬على تصريحاته السابقة التي‮ ‬انتقد فيها سكوت الحكومة البريطانية على ما‮ ‬يطال البحرين من إساءات مصدرها الأراضي‮ ‬البريطانية‮ ‬،‮ ‬مشدداً‮ ‬على أن التعاطي‮ ‬البريطاني‮ ‬السلبي‮ ‬مع كل ذلك خلق استياء ونفوراً‮ ‬عاماً‮ ‬لدى الشارع البحريني،‮ ‬وأنه ضرب في‮ ‬مقتل مصداقية التصريحات البريطانية العديدة التي‮ ‬تصدر مركزة على‮ ''‬دعم ورفد العلاقات البريطانية البحرينية وتعزيزها‮'' ‬،‮ ‬مؤكداً‮ ‬بأن الحاصل‮ ‬يعتبر‮ (‬وصمة عار‮) ‬لبريطانيا ويطرح علامات استفهام كبيرة إزاء النوايا البريطانية من دعم هذه الجماعات التي‮ ‬تهدف إلى‮ ''‬حرق‮'' ‬البحرين وأهلها‮.‬
واستغرب السعيدي‮ ‬قبول السلطات البريطانية أن تصدر تصريحات من أرضها ومن قبل أشخاص منحتهم حق اللجوء السياسي‮ ‬تدعو بشكل مباشر وواضح وبأساليب تحريضية على القتل واستهداف فئات آمنة في‮ ‬المجتمع البحريني،‮ ‬مستنكراً‮ ‬منح بريطانيا حق اللجوء لأشخاص صدرت بحقهم أحكام قضائية لتورطهم في‮ ‬قضايا أخلاقية وقبولهم بأن تصدر عنهم دعوات تحريضية لإثارة الفوضى والدعوة للقتل مع سبق الإصرار‮. ‬مستطرداً‮ ‬بقوله‮: '' ‬تتغنى السفارة البريطانية لدينا بتعزيز العلاقات وتشيد بالمشروع الديمقراطي‮ ‬للملك،‮ ‬في‮ ‬حين أنه بالمقابل الحكومة البريطانية هناك في‮ ‬لندن تؤوي‮ ‬وتدعم وتمول وتمنح اللجوء لمن‮ ‬يريد استهداف البحرين والنيل من مسيرتها الديمقراطية‮.‬
وأشار السعيدي‮ ‬بأن من‮ ‬يطلب حق اللجوء أشخاص‮ ‬يفترض أنهم‮ ‬يخشون على حياتهم،‮ ‬مستغرباً‮ ‬بأن‮ ‬يقدم البعض على ذلك،‮ ‬إلا إن كانت لديهم مآرب أخرى وأن هذه مسألة واضحة بانت لدى البعض،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن المشروع الإصلاحي‮ ‬ للملك كفل حرية إبداء الرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر،‮ ‬ودعا للتغيير والتعديل من خلال القنوات التشريعية المتوافق عليها شعبياً،‮ ‬وأن حرية العمل السياسي‮ ‬موجودة،‮ ‬مؤكداً‮ ‬بأن الحاصلين على اللجوء هم في‮ ‬مأمن في‮ ‬بلدهم وأنه على استعداد أن‮ ‬يكون على رأس‮ ‬مستقبليهم والجالسين معهم للتحاور إن كانت بالفعل مصلحة البحرين تهمهم،‮ ‬ماضياً‮ ‬بقوله‮: ''‬من تهمه مصلحة بلده عليه أن‮ ‬يعمل من الداخل للإسهام في‮ ‬الإصلاح والتطوير،‮ ‬لا أن‮ ‬يخرج في‮ ‬الخارج ويخطئ بحق دولة وشعب دون أن‮ ‬يدرك لماذا جهات خارجية تحيطه بالترحاب وتمنحه الدعم‮''. ‬
وتساءل السعيدي‮ ‬مستغرباً‮: ''‬البحرين لم‮ ‬يسبق لها أن ألحقت الضرر بأي‮ ‬دولة وعلى رأسها بريطانيا بل حرصها‮ ‬يرتكز على دعم علاقاتها وتوطيدها مع كافة الدول التي‮ ‬ترتبط معها بعلاقات ومصالح مشتركة،‮ ‬والتاريخ‮ ‬يشهد لمملكة البحرين بمبادراتها العديدة في‮ ‬كافة القضايا التي‮ ‬تدعم أمن واستقرار ونهوض الدول‮''.‬
وشدد السعيدي‮ ‬على أن الرعايا البريطانيين في‮ ‬المملكة‮ ‬يحظون بأفضل أنواع المعاملة وينعمون بطيب الإقامة،‮ ‬إضافة لفرص العمل المميزة المتاحة لهم‮. ‬متسائلاً‮: ''‬ماذا سيكون رأي‮ ‬المواطنين البريطانيين الذي‮ ‬يحظون بأفضل سبل العيش في‮ ‬المملكة حين نسألهم عما تنتهجه حكومتهم من أساليب داعمة لجهات هدفها الإضرار بالبحرين؟‮''‬،‮ ‬مؤكداً‮ ‬بأنه من المؤسف أن تصغر بريطانيا في‮ ‬عيون مواطنيها قبل أن تصبح صغيره في‮ ‬عيون العالم من خلالها تناقضها مع مبادئها،‮ ‬وبيان زيف ادعاءاتها بدعمها للأمن والاستقرار العالمي،‮ ‬إضافة لتأكيد حرصها على علاقاتها مع الدول الصديقة‮.‬
وتحدى السعيدي‮ ‬الحكومة البريطانية من خلال سفارتها بالمملكة أن تثبت جديتها في‮ ‬محاربة الإرهاب ورفضها لدعوات القتل والتحريض والعنف،‮ ‬بأن تتخذ إجراءات فوريه بحق هذه الجماعات والفئات التي‮ ‬تعمل براحة تامة وفق أجندة مكشوفة الأهداف على رأسها إثارة النعرات الطائفية والمساس بالسلم الأهلي‮ ‬وضرب الوحدة الوطنية وإباحة قتل الأبرياء مثلما حصل مؤخراً‮ ‬من قتل رجل شرطة كان‮ ‬يؤدي‮ ‬واجبه في‮ ‬الحفاظ على أمن البلاد‮.‬ وطالب النائب السعيدي‮ ‬وزارة الخارجية بالقيام بتحركات دبلوماسيه لبحث هذا الدعم البريطاني‮ ‬المرفوض لما‮ ‬يسمى‮ ''‬حركة خلاص‮''‬،‮ ‬وأن تستدعي‮ ‬السفير البريطاني‮ ‬للوقوف منه على أسباب هذا الدعم الواضح من حكومة بلاده‮ . ‬
كما شدد على ضرورة أن‮ ‬يتم اتخاذ موقف صريح تجاه السياسة الخارجية البريطانية في‮ ‬ظل هذا الاستهداف المستمر والواضح الذي‮ ‬لا‮ ‬يضع وزناً‮ ‬للعلاقات التاريخية والمصالح المشتركة بين البلدين،‮ ‬مؤكداً‮ ‬بأنه آن الأوان لتتجه البحرين إلى دول أوروبية أخرى ترتبط معها بعلاقات صداقه وود وحرص على المصالح المشتركة مثل‮ ‬فرنسا وألمانيا وإيطاليا لتبرم معها اتفاقيات عديدة في‮ ‬شتى المجالات تغنينا عن التعاون مع الحكومة البريطانية التي‮ ‬كشفت عن قناعها الحقيقي‮ ‬بدعمها لمن‮ ‬يريد الإساءة للبحرين،‮ ‬احتذاء بما قامت به بعض دول الخليج ‮.‬
وأكد السعيدي‮ ‬في‮ ‬تصريحه عزمه على التحرك في‮ ‬سبيل كشف حقيقة ما تسعى إليه السياسة البريطانية ولن‮ ‬يقف عند هذا الحد،‮ ‬وأن التحركات الوطنية للدفاع عن أمن واستقرار المملكة ستقود المخلصين من أبناء هذا الوطن حتى إلى رفع قضايا ضد بريطانيا في‮ ‬المحافل الدولية وإلى المطالبة بقطع العلاقات مع كل جهة تريد السوء لهذا الوطن وأبنائه‮.
كما كشف نيته تنظيم اعتصام جماهيري‮ ‬أمام السفارة البريطانية تعبيراً‮ ‬عن الاحتجاج الشعبي‮ ‬حيال السياسة البريطانية تجاه البحرين والتي‮ ‬وصفها بالمضرة والخبيثة‮ ‬مطالباً‮ ‬في‮ ‬الوقت نفسه السفير البريطاني‮ ‬الإجابة على تلك التساؤلات المطروحة وإيجاد حلول جذرية لتلك المشكلة التي‮ ‬تهدد الأمن القومي‮ ‬البحريني‮ ‬والتي‮ ‬خلقتها بريطانيا بسياستها المبهمة حتى لا تتأثر العلاقات البحرينية البريطانية تأثراً‮ ‬جذرياً‮ ‬مؤكداً‮ ‬على استمرار المطالبة الشعبية إلى حين حل القضية على كافة المستويات فهذا مطلب الجميع‮ ‬من سياسيين ونواب وبلديين واقتصاديين ومفكرين ورجال دين ومواطنين‮ .‬