القدس: قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم الاحد ان جماعة سرية جديدة متطرفة تنشط فيما يبدو في اسرائيل وانها مسؤولة عن تفجير أسفر عن اصابة أحد منتقدي الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. ويثير الهجوم الذي وقع يوم الخميس عند منزل زئيف شتيرنهل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس مخاوف من أن تتفجر الاختلافات الايديولوجية في اسرائيل في صورة عنف داخلي في الوقت الذي يسعى فيه زعماؤها للتوصل الى اتفاق حول الارض مقابل السلام مع الفلسطينيين.

واتهم أولمرت اليمين المتشدد بالوقوف وراء الاعتداء بالقنبلة الذي استهدف زئيف شتيرنهل. وقال quot;من فعل مجموعة سريةquot; من اليمين المتشدد، لا عنصر منفرد، رابطا العملية باغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين الذي نفذه يهودي متشدد قبل 13 عاما. وقال أولمرت أمام مجلس الوزراء في تصريحات أذاعتها وسائل الإعلام quot;صدرت أوامر للاجهزة الامنية بالتعامل مع هذه القضية والتحقيق فيها والعمل بأقصى سرعة ممكنة لتقديم جماعة يبدو أنها جماعة سرية أخرى للعدالة.quot;

وأصيب زئيف شتيرنهل وهو من أبرز معارضي بناء المستوطنات على الاراضي الفلسطينية بجروح طفيفة عندما انفجرت قنبلة أنبوبية أمام بوابة منزله في القدس. وقبل أسبوع استخدم أولمرت كلمة quot;مذبحةquot; لوصف عملية قام بها مستوطن يهودي في قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وأطلق مستوطنون الرصاص وأصابوا ثلاثة أشخاص في قرية عصيرة القبلية يوم 13 سبتمبر أيلول بعد أن طعن فلسطيني فتى يهوديا في المستوطنة المجاورة. وبعد الانفجار الذي وقع أمام منزل شتيرنهل وجدت الشرطة ملصقات في الحي الذي يسكن به تعرض مكافأة مليون شيقل (294 ألف دولار) لاي شخص يقتل فردا من أعضاء حركة السلام الآن في اسرائيل التي تعارض الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة.

وشبه أولمرت هذا التفجير باغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين عام 1995 على يد متطرف يهودي وهجوم بقنبلة يدوية أسفر عن مقتل نشط في حركة السلام الان عام 1983 . وقال أولمرت quot;ريح خبيثة من التطرف والكراهية والشر والعنف والازدراء لسلطات الدولة تهب على قطاعات معينة بين المواطنين الاسرائيليين وتهدد الديمقراطية الاسرائيلية.quot;

وفي الثمانينات نشطت جماعة سرية يهودية بعد مقتل ستة من طلبة المعاهد الدينية اليهودية في هجوم فلسطيني ونفذت تفجيرات ألحقت عاهات مستديمة بعدد من رؤساء البلديات في الضفة الغربية وأطلقت الرصاص في كلية اسلامية مما اسفر عن مقتل ثلاثة طلبة. وسجن أعضاء الجماعة ولكن حاييم هرتزوج رئيس اسرائيل في ذلك الوقت خفف الحكم لاحقا.

وقرب مدينة نابلس بالضفة الغربية عثر على راع فلسطيني عمره 18 عاما يدعى يحيى عطا بني منة مقتولا بالرصاص واتهم الفلسطينيون مستوطنين يهودا بقتله. وقالت الشرطة الاسرائيلية انها تحقق في الحادث. ويتولى أولمرت الذي استقال قبل أسبوع في فضيحة فساد رئاسة الوزراء بصفة مؤقتة الى حين تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة. وتحاول نائبته وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تشكيل ائتلاف حاكم خلال 42 يوما.

وعلى الرغم من أن أولمرت يؤيد مبادلة الارض بالسلام فانه يصر على أن اسرائيل ستتمسك بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية في أي اتفاق نهائي للسلام وأن من حقها مواصلة بناء منازل هناك. ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات تمثل عائقا للسلام ومن الممكن أن تحرمهم من اقامة دولة متماسكة لها مقومات البقاء في الضفة الغربية