طلال سلامة من روما: أصيب أبرز ائتلافين سياسيين في روما، ائتلاف برلسكوني والمعارضة، بعوارض تشير الى مرحلة قادمة من الأزمات التي لم تعرف أبعادها بعد. فالصراع الداخلي في ائتلاف المعارضة، الذي يقوده فلتروني، يغرق حزب الأخير تدريجياً الى قاع لا صعود منه. يكفي النظر الى ثقة الناخبين الإيطاليين بالحزب الديمقراطي اليساري ومشتقاته كي نستنتج أنها ترسو الآن على 23 في المئة، ما يعني تراجعاً بنسبة 10 نقاط مئوية مقارنة بشهر أبريل/نيسان الماضي أي قبل تسعة شهورا تقريباً، عندما فاز سيلفيو برلسكوني بالانتخابات السياسية. في الحقيقة، فان واحد من أصل ستة ناخبين إيطاليين(15.4 في المئة) موافقين على تحركات فلتروني وحلفائه. أما الباقين (ولا سيما ثلثي المتعاطفين مع ائتلاف الوسط اليساري) يحكمون على فلتروني بالإعدام السياسي ويوجهون الانتقادات الموجعة بحقه.
هذا وآل توحيد صفوف اليساريين في حزب واحد موحد، هو الحزب الديمقراطي اليساري، الى تسبيب حالة من الإرباك والإحراج لدى بعض القياديين، كما حدث مثلاً لدى توحيد معظم العملات الأوروبية في عملة اليورو التي ما تزال تواجه موجة من المعارضة الشعبية الأوروبية التي تطالب حكوماتها بالعودة الى العملة القديمة لموازنة الأحوال المعيشية مع غلاء المنتجات والخدمات. وجلبت عملية التوحيد السياسي معها آثاراً سلبية كذلك على ائتلاف برلسكوني الذي يجمع حزبي quot;قوة ايطالياquot; وquot;الاتحاد الوطني اليمينيquot; تحت سقف واحد. فكل من الحزبين، على حدا، قادرا على جمع عدد أكبر من الأصوات مقارنة باليوم. عموماً، نجد الآن بعض الشرائح من الناخبين، في الوسط اليميني، التي باشرت اتهام برلسكوني بالتقاعس إزاء سلة من الوعود التي قطعها أمام الجماهير أثناء حملته الانتخابية. ويعود السبب الرئيسي لهذا السخط، في صفوف ناخبيه، الى عدم تخفيض العبء الضريبي على الدخل لغاية اليوم.
وعلى الرغم من شعور اللارضى، الذي يخيم على نفوس ناخبي ائتلاف برلسكوني، إلا أن الثقة بفريقه التنفيذي الوزاري لم تهتز بعد. فحكومة روما تواصل تعزيز قنواتها التواصلية مع المواطنين بهدف إعلامهم حول شتى المواضيع الهامة، كما آخر المستجدات على الساحات الاجتماعية والاقتصادية، اعتماداً على آخر الوسائل التكنولوجية والتلفزيونية المتقدمة. كما تتراجع ثقة الناخبين بائتلاف برلسكوني لتنصب في صالح حزب رابطة الشمال. ويواصل فريق برلسكوني التنفيذي حصد أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين. ويعتبر الوزيران quot;ريناتو برونيتاquot;، وزير الوظيفة العمومية، وquot;ماريا ستيلا جلمينيquot;، وزيرة التربية، القاطرة التي تستقطب أصوات الناخبين الى حكومة برلسكوني الحالية. فالثقة الراهنة في وزير الوظيفة العمومية، الذي يحارب الغياب غير المبرر من أماكن عمل الموظفين الحكوميين، ترسو على أكثر من 70 في المئة.
التعليقات