دعا لمشاركة واسعة في الانتخابات محذرًا من بيع الأصوات وشرائها
المالكي يتوقع إنسحابًا أميركيًا مبكرًا من العراق قبل 2011
أسامة مهدي من لندن: في أول إشارة رسمية عراقية على أعلى مستوى تتناغم مع خطط للإدارة الأميركية الجديدة بالانسحاب من العراق خلال 16 شهرًا، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن هذا الإنسحاب سيكون قبل إنتهاء فترة الثلاث سنوات المتفق عليها في الإتفاقية الأمنية العراقية الأميركية التي نصت على رحيل اخر جندي اميركي من العراق بنهاية عام 2011. وفي خطاب له اليوم في مؤتمر عشائري في بغداد اشار المالكي الى ان قوات بلاده جاهزة لإستلام المسؤوليات الأمنية في جميع انحاء العراق بعد انسحاب القوات الاميركية والاجنبية الاخرى من العراق. وقال ان هذا الانسحاب سيتم قبل انتهاء فترة الثلاث سنوات المتفق عليها في الاتفاقية الامنية التي وقعها البلدان في الرابع عشر من الشهر الماضي. وتنص الاتفاقية الامنية على خروج القوات الاميركية من المدن والبلدات العراقية بنهاية تموز (يوليو) المقبل وتغادر العراق بنهاية 2011 فيما ترحل عن البلاد نهائيًا في نهاية الشهر نفسه القوات البريطانية والاجنبية الاخرى غير الاميركية.
وأضاف المالكي أن بعض عمليات الاغتيال التي تعرض لها مؤخرًا مرشحون للانتخابات المحلية التي ستجري نهاية الشهر الحالي هدفها ارباك الوضع الامني ووضع العراقيل امام استلام القوات العراقية للمسؤوليات الامنية في انحاء البلاد. وشدد على ان الاجهزة الامنية واعية لهذه المحاولات وهي عازمة على فرض الأمن وحماية العملية الانتخابية داعيًا المواطنين إلى التعاون معها لتحقيق ذلك.
ودعا افراد هذه الاجهزة الى الوقوف على مسافة واحدة من الكيانات السياسية والمرشحين الذين سيخوضون الانتخابات وعدم الانحياز لأي طرف منها. ودافع عن دعواته لحكومة مركزية قوية قائلاً ان استقرار البلاد لا يمكن ان يتم من دون حكومة امنها المركزي وسيادتها المركزية وسياستها الخارجية المركزية لتكون قادرة على حماية الاقاليم والمحافظات وحماية البلاد من اي تهديدات خارجية. وأوضح أن الحكومة المركزية لا تعني اضعاف الاقاليم او المحافظات فلهذه صلاحيات واسعة في الامن والاعمار والتسيير وهي صلاحيات منصوص عليها في الدستور الذي صوت له العراقيون. ودعا المالكي العراقيين الى المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة محذرًا من التزوير وعمليات بيع وشراء الاصوات من خلال استغلال مشاعرهم الدينية استغلالاً سيئًا.
وقد جاء اعلان المالكي عن امكانية انسحاب اميركي مبكر من العراق قبل نهاية عام 2011 المتفق عليها بين البلدين متناغمة مع وعود اطلقها الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما بسحب قوات بلاده من العراق خلال 16 شهرًا، وهو امر اشار اليه مجددًا خلال اجتماع عقده مع القادة العسكريين الاميركيين امس الاول.
وفي تصريحات له عقب الاجتماع قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان هذا الانسحاب المبكر يتعلق بسيناريو من بين quot;عدة خياراتquot; قيد الدرس. واضاف ان هذا الاجتماع quot;هو بداية عملية تقييم لخيارات مختلفةquot; لسحب 143 الف جندي اميركي من العراق مشيرا الى ان الانسحاب خلال quot;16 شهرًا هو احد الخيارات المطروحةquot;. واضاف quot;من واجبنا ان نقدم للرئيس عدة خيارات وان نشرح المخاطر المتعلقة بكل خيار من هذه الخياراتquot; واوضح ان أوباماquot;قال انه يريد انسحابا مسؤولا وقبل اتخاذ اي قرار يريد التحدث الى القادة العسكريين وان يستمع الى وجهة نظرهم. وبعد ذلك سوف يتخذ قراره وسوف ننفذهquot;.
ومن ناحيته، حذر السفير الاميركي لدى بغداد راين كروكر من ان انسحابًا متسرعًا من العراق قد يشكل خطرًا على هذا البلد الذي عانى نزاعا طائفيا. وقال كروكر خلال اخر مؤتمر صحافي في بغداد امس قبل مغادرة البلد للتقاعد بعد ثلاثين عامًا من العمل في وزارة الخارجية ان quot;انسحابًا متسرعًا قد يتضمن مخاطر جمةquot;. واضاف ان quot;للقاعدة فرصة لاعادة تجديد نفسها طالما انها ما تزال قيد الحياةquot;. وكان كروكر اطلع امس الاول الرئيس أوباماعلى الاوضاع في العراق. وقد طلب الرئيس من وزارة الدفاع مضاعفة جهودهم لسحب الجنود بطريقة quot;مسؤولةquot;. ورفض كروكر احد مهندسي الاستراتيجية التي سمحت بقلب الاوضاع الكشف عن تفاصيل محادثاته مع أوباما.
وازاء هذا الجدل الدائر في واشنطن حول الانسحاب المبكر من العراق فقد اكد وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم إن جيش بلاده جاهز quot;لأسوأ الاحتمالاتquot; في حال أمر الرئيس الأميركي أوباما بسحب قواته فجأة من هذا البلد. وردًا على سؤال عما إذا كان العراق مستعدًا إذا حدث انسحاب أميركي سريع قال جاسم في مؤتمر صحافي امس quot;لا يمكن أن نترك بلدنا سواء انسحبت منه القوات الأميركية أو لم تنسحب نحن موجودون ولدينا خططنا لأسوأ الاحتمالاتquot;. وشدد على ان الجيش العراقي جاهز بنسبة 90% لتنفيذ مهام قتالية بنفسه لكنه يحتاج حتى منتصف 2010 لتشكيل قوة جوية قادرة على الاعتماد على نفسها.
التعليقات