أشرف أبو جلالة: يبدو أن ولع رئيس الوزراء البريطاني سيلفيو برلسكوني بإثارة الجدل قد بات سمة من سماته الشخصية التي لم يعد يستطع أن يفارقها أو تفارقه، وذلك بعد أن أثار موجة جديدة من الغضب في الشارع الإيطالي وبخاصة بين المجتمع النسائي في أعقاب تصريحاته التي فهمت على أنها تعليقات توحي بالتهكم والاستخفاف، بعد أن قال أن نشر مزيد من القوات في الشوارع الإيطالية في أعقاب سلسلة من قضايا الاغتصاب لن يكون ضمانا لأمان السيدات الإيطاليات quot; لأننا سنحتاج للمزيد من الجنود لأن هناك فتيات جميلات في إيطاليا- وهو ما لن نستطع التعامل معه quot;.

وقالت صحيفة التايمز اللندنية أن الحركات النسائية وجهت اتهاماتها لرئيس الوزراء المعرض دائما لزلات اللسان بأنه لا يأخذ أعمال العنف التي تتعرض لها السيدات بجدية. وقال زعيم المعارضة، والتر فيلتروني، أن تعليقات بيرلسكوني تظهر quot;افتقاده للحساسيةquot;. وأشارت الصحيفة إلى أن ثلاث قضايا اغتصاب هزت الرأي العام في إيطاليا هذا الشهر، والتي كان من بينهم تلك التي راح ضحيتها فتاة وصديقها يوم الجمعة الماضي في ضاحية غويدونيا والتي اتهم فيها خمسة من منطقة أوروبا الشرقية.

وهي الحادثة التي اقتادت قوات الشرطة إلى شن غارة علي احدى معسكرات الغجر غير الشرعية في روما في عطلة نهاية الأسبوع. وفي حادثة أخرى، تعرضت سيدة تبلغ من العمر 41 عام للاغتصاب على يد رجلين بالقرب من موقف أتوبيسات في روما. وقالت فيتوريا فرانكو، وزيرة تكافؤ الفرص في حكومة الظل ( يسار وسط ) :quot; كان من الأفضل لبيرلسكوني أن يلتزم الصمت بدلا من أن يدلي بتعليقات مهينة عن السيدات. وفي واقع الأمر ، هو يقول أنه في حالة خروج السيدات بمفردهن، فإنهن يخاطرن باحتمالية التعرض للانتهاك أو للهجوم لأنه لا يمكن تأمين جميع الأراضي quot;.

كما طفت على السطح حالة جديدة من الغضب عندما تم الكشف عن أن شاب يبلغ من العمر 22 عام قد اتهم باغتصاب فتاة عمرها 23 عام خلال احدى حفلات رأس السنة التي قام بتنظيمها مجلس المدينة في الموقع المخصص للمعرض التجاري بروما، وقد أصدرت احدى القاضيات حكما بإقامته الجبرية في منزله. وقالت الصحيفة أن غياني أليمانو، عمدة مدينة روما، قد طالب بحبس هذا الشاب بعد أن اتصلت به الضحية وهي تقول quot;أنها في محنة لأنها تشعر بأن السلطات تخلت عنهاquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة بيرلسكوني قامت منذ توليها مقاليد الأمور بوضع 3000 جندي في مهام شرطة ، من بينها دوريات في الشوارع وكذلك حراسة السفارات والوزارات كما دشنت قوانين جديدة ضد المهاجرين غير الشرعيين. ومع هذا، قال ماركو مينيتي، وزير الداخلية في حكومة الظل ( يسار وسط ) ، quot; إن التعبئة ذات النطاق الواسع للجيش بالنسبة لمهام الشرطة كانت غير مسبوقة ومكلفة للغاية، وتقترح إرساء حالة من الحصار quot;. أما نيكولا تانزي، من اتحاد إس إيه بي التابع للشرطة الإيطالية، فقال أنه من غير الكافي وضع قوات في الشوارع لمحاربة الجريمة. حيث محاربتها بالاستخبارات والأساليب الكشفيةquot;.