طلال سلامة من روما: وضع ائتلاف برلسكوني شرطاً أساسياً لمباشرة الحوار مع خط المعارضة، أي الحزب الديموقراطي اليساري، هو التخلي عن التحالف السياسي مع أنتونيو دي بياترو، زعيم حزب quot;قيم ايطالياquot;، الذي أصبح بصورة غير مباشرة موضوعاً حساساً تتبادله المحاور والأوساط السياسية أثناء اللقاءات والمناقشات الدورية حول آخر الأحداث المستجدة على الساحة الوطنية. ويبدو أن صوت رئيس الجمهورية الإيطالي، جورجو نابوليتانو انضم الى صوت الحبر الأعظم وخبرائه في الشؤون السياسية، في دولة الفاتيكان، للضغط على ضرورة الحوار بين مختلف الأحزاب هنا للتوصل الى حل مقبول لأزمة الإصلاحات القانونية التي ما تزال تهيمن على جزء كبير من جداول أعمال السياسيين، من يمين ويسار. في هذا الصدد، يسجل انفتاحاً للقوى الحاكمة إزاء التيار اليساري المعتدل، بزعامة فالتر فلتروني. مما لا شك فيه أن الموالاة لبرلسكوني تمتلك الأرقام الكافية لاتخاذ قرارات أحادية الاتجاه بشأن الإصلاحات، وأولها إصلاحات العدالة، لكن الأخيرة تنتمي الى ملفات حساسة لا بد من جميع الأطراف السياسية التطرق الى معالجتها جماعياً.

لذلك، يقترح ائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية، على حزب فلتروني حلين. الأول هو خوض حوار بناء لمعالجة الإصلاحات ومرافقة البلاد الى موسم سياسي جديد قد يسترجع الحزب الديموقراطي اليساري من خلاله ما خسره من ثقة الناخبين به أم أن الأخير سيكون quot;محكوم عليهquot; بالإعدام السياسي من القاضي أنتونيو دي بياترو ومناوراته الخبيثة.

من جانبه، يؤيد quot;جانفرانكو روتونديquot;، وزير تفعيل برنامج حكومة برلسكوني، ضرورة الحوار مع تيار المعارضة إنما دون تحديد شروط أم مواعيد ينبغي التقيد بها. بالفعل، يعتبر هذا الوزير داخل التيار السياسي المعتدل لائتلاف برلسكوني الذي يريد من حزب فلتروني اتخاذ موقف نهائي وواضح حيال التحركات والخطط الحكومية. فطاولة الحوار جاهزة إنما ما تزال مقاعد من لهم الحق في التعبير عن أفكارهم، الشخصية والحزبية، فارغة. هنا، يلعب محور التحالف المستمر، بين فلتروني ودي بياترو، دوراً في إحداث هذا الفراغ. فالوسط اليميني اتخذ حكماً سياسياً عدوانياً قاسياً بحق دي بياترو المتهم بتسميم جميع آبار الحوار بين فلتروني وبرلسكوني.