على خط جبهة مكافحة التمرد الذي تقوده واشنطن في أفغانستان يقف ضابط المخابرات حاجي مير حمزاي أمام خريطة ويبلغ شابا من قوات مشاة البحرية المكان التالي الذي يرجح أن تشن فيه حركة طالبان هجوما.

كامب دلهي: يشير حمزاي وهو أفغاني يعمل لدى الادارة الوطنية للامن الى جدار ويبلغ الكابتن تريفور هانت عبر مترجم قائلا quot;أعلم هذا المكان وهذا المكان.. سمعت أنهم يريدون وضع قنابل.quot;

ويريد هانت معرفة ما اذا كان أي من مقاتلي طالبان في منطقة جارمسير يمكن تحويلهم الى حلفاء. وقال حمزاي الذي قتل أشقاؤه الثلاثة في تفجيرين انتحاريين منفصلين شنتهما حركة طالبان quot;كل أفراد طالبان واحد.quot; وأضاف حمزاي الذي يستخدم شبكة من العملاء السريين لجمع المعلومات quot;هناك نوع اخر يطلق عليه طالبان أيضا. انهم بسطاء. ليسوا سياسيين بل مجرد سكان محليين. لكن الافراد الذين يحاربون.. الطريقة الوحيدة هي قتلهم.quot;

وفي القرى يندد بعض رجال الدين بالمسلحين وتنظيم القاعدة في حين يعلن اخرون تأييدهم لهم لكنهم لا يريدون القتال. ويعتقد حمزاي أن النوع الثاني هو النوع الوحيد الذي يمكن اقناعه بالتعاون مع الأميركيين. وهناك نحو 10 الاف من مشاة البحرية الأميركية في اقليم هلمند أغلبهم وصلوا في مايو ايار هذا العام لاستعادة مناطق مثل جارمسير من المسلحين.

وفي تقييم الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان قال ان هناك حاجة للتركيز أكثر على التفرقة بين طالبان والمواطن الافغاني العادي واقناع المسلحين الذين لا يحاربون من منطلق ايديولوجي أن يلقوا أسلحتهم.

وفي كامب دلهي تولت قوات مشاة البحرية الأميركية السيطرة من القوات البريطانية التي ظلت في حالة مواجهة مع طالبان لسنوات وبقوة أصغر كثيرا. وقال حمزاي quot;البريطانيون كانوا هنا.. تنصب لهم كمائن طول الوقت. عندما جاءت قوات مشاة البحرية بدأت القتال وتغلبت عليهم.quot; وأضاف أن سيطرة طالبان على جارمسير انخفضت من 60 في المئة الى 30 في المئة منذ وصول قوات مشاة البحرية.

وقال حمزاي quot;الناس يبحثون عن سبل للخلاص من طالبان... انهم يفهمون أن القتال ليس الطريق السليم.quot; وظل حمزاي يزور القاعدة الصغيرة التي تكسوها الاتربة في كامب دلهي خلال السنوات الاربع الماضية. وحاولت طالبان مرات كثيرة قتله.