في حادث من النادر ان يحصل في الكويت التي تتمتّع بإعلام نابض وثقافة سياسيَّة، تعرّض الصحافي الكويتي زايد الزيد لاعتداء بالضرب من قبل مجهول، نقل على أثره الى المستشفى حيث خضع لعمليَّة جراحيَّة أدّت الى استقرار حالته الصحيَّة. وتوجّه الشيخ ناصر المحمد الصباح فجر اليوم الى المستشفى للاطمئنان على صحَّة الزيد، بينما استنكر أعضاء موالين ومعارضين في البرلمان الكويتي الهجوم.

الكويت: تعرض الصحافي الكويتي زايد الزيد رئيس تحرير موقع (الآن) الإخباري الإلكتروني للضرب المبرح مساء يوم أمس الأحد، من قبل شخص مجهول. وتوجه رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح فجر اليوم الى مدينة الصباح الصحية يرافقه وزيري الداخلية الشيخ جابر الخالد الصباح ووزير الصحة هلال الساير إلى المستشفى لزيارة الزيد والاطمئنان على صحَّته بعد أن تعرّض للاعتداء بآلة حادَّة، ونقل إلى المستشفى وهو يعاني من كسور في الوجه والأنف. وأكد الزيد انّه لا توجد لديه عداوات شخصيَّة مع احد، وصنّف الاعتداء بأنَّ خلفيته سياسيَّة. واعتبر الزيد انَّ قضايا الفساد كثيرة في الكويت، وأنَّ التصدي لها يكلّف ثمنًا باهظًا.

وفور تعرض الزيد للاعتداء، اتّصلت quot;إيلافquot; على هاتفه النقال وتحدّثت إلى أحد أخوته الذي قال إنَّ الزيد داخل غرفة العمليات، وأنه لا سبيل للتحدث إليه. وأكّد ناشر موقع الآن سعد بن طفلة العجمي وزير الإعلام الكويتي الأسبق لـ إيلاف أن حالة الزيد الصحية مستقرة، لافتًا إلى انَّ الشيخ المحمد إتصل به مرتين للإطمئنان على الزيد، وأكد له أن يد العدالة ستطال الجاني أيا يكن وستسلمه إلى الأجهزة الامنيَّة والقضائيَّة. أضاف أن الشيخ المحمد كرر القسم بالله ثلاث مرات بأن الحادث الجبان لن يمر مرور الكرام أبدا، وأنه سيواصل الإطمئنان على الزيد إلى أن يخرج من المستشفى.

وأجريت للزيد عملية جراحية أدت ظهر اليوم الى إستقرار في حالته الصحية، في وقت شهدت فيه غرفته في المستشفى تجمهرا كبيرا تقدمه نوابا كبار ورؤساء تحرير صحف يومية، وصحافيين كبار أبدوا إستنكارهم الشديد للإعتداء على زميلهم الصحافيّ وطالبوا السلطة التنفيذية بالكشف الفوري عن الجاني وتسليمه إلى القضاء الكويتي.

وقال رئيس الوزراء لزايد الزيد quot; الاعتداء عليك لن يمر مرور الكرام وسيتم ضبط الجناة ليتم محاسبتهم جراء هذا الإعتداء quot;. من جهته اعتبر النائب خالد الطاحوس أن ماتعرض له الكاتب زايد الزيد عمل اجرامي وجبان مؤكدا أنه لن يمر مرور الكرام ، وأن من قاموا به هم دخلاء على المجتمع. وطالب النائب فلاح الصواغ الحكومة العمل على ضبط الأوضاع الأمنية مستغربا هذه الفوضى.

في المقابل، وجّه النائب أحمد السعدون زعيم كتلة العمل الشعبي البرلمانيَّة المعارضة، تهديدًا إلى رئيس الوزراء بالمساءلة السياسية القاسية إن لم تتحرك الحكومة للكشف بشكل عاجل وفوري عن الجاني الذي ضرب الزيد. وقال السعدون موجها كلامه لأسرة الزيد بأن ما تعرض له ابنهم كان بسبب دخوله في معارك يومية مع قوى الفساد عبر فضحها وكشفها المتكرر، وتعرية أدواتها أمام الشارع الكويتي. من جانبه، قال مسلم البراك العضو في الكتلة أيضا أن وزير الداخلية سيساءل خلال الأيام المقبلة عن نتائج التحقيقات والتحريات الأمنية حول واقعة الإعتداء، محذرا الحكومة بالمساءلة السياسية المباشرة إذا وصلت تحقيقاتها الى تقييد الجريمة ضد مجهول.