يقول نصف الفرنسيين ان الإسلام يتناسب مع المجتمع، وهو ما أظهره استطلاع للراي أجرته سي.اس. ايه ونشرت نتائجه اليوم الخميس.

باريس: أظهر استطلاع للرأي يوم الخميس أن أكثر من نصف الفرنسيين يرون أن الدين الاسلامي يتلاءم مع المجتمع مما يذكي جدالا عاما بشأن الدين والهوية. وفرنسا هي موطن أكبر عدد من المسلمين في أوروربا ويهيمن فيها دور الاسلام بشكل متزايد على مناقشات صعبة بشأن الهوية الوطنية أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حيث عكست نتيجة الاستطلاع انقسام الآراء.

وأظهر الاستطلاع الذي أجرته سي.اس.ايه لاستطلاعات الرأي لصالح صحيفة لوباريزيان أن 54 بالمئة فقط من الفرنسيين يرون أن الاسلام لا يشكل أي تهديد لقيمهم غير أنه كشف عن تباين واضح بين الأجيال اذ ينفتح عدد أكبر من الشبان الفرنسيين على الاسلام عن من هم أكبر منهم سنا.

ومن بين من تقل أعمارهم عن 30 عاما قال 68 بالمئة ان الاسلام يتلاءم مع المجتمع الفرنسي وهي نسبة تقلصت مع تقدم المراحل العمرية اذ بلغت 36 بالمئة فحسب عند من تتجاوز أعمارهم الخامسة والسبعين. وأجرى الاستطلاع الذي شارك فيه 1001 شخص في الثاني والثالث من ديسمبر كانون الاول الحالي بعد بداية بحث عن الذات بتشجيع الحكومة عن معنى أن يكون المرء فرنسيا.

واتهم منتقدون ساركوزي بأنه يغازل العنصريين ومروجي الخوف بهذه المناقشة التي تجري في قاعات مجالس بلدية ومنتديات تدعمها الحكومة على شبكة الانترنت. وجاء في أحد مواقع النقاش على الانترنت انه quot;على الرغم من علمانية الدولة الفرنسية فليس بوسعنا محو ألف عام من المسيحية... وأعتقد أنه ينبغي علينا تشديد سياستنا المتعلقة بالهجرة والادماج.quot;

وأظهر الاستطلاع أن 82 بالمئة و72 بالمئة من المشاركين بالترتيب أجابوا بأن الكاثوليكية واليهودية يتلاءمان مع المجتمع الفرنسي. وتركز المناقشة أيضا على بعض الممارسات الاسلامية مثل ارتداء الحجاب. وفي حين أن أعضاء من حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي ينتمي اليه ساركوزي وهو من أحزاب يمين الوسط أعربوا عن قلقهم بشأن تحول دفة النقاش نجد البعض الآخر يشارك فيها.

وأشارت وزيرة العدل الفرنسية ميشيل أليو-مارى يوم الخميس الى انه ينبغي لفرنسا ان ترفض منح الجنسية الفرنسية لأي رجل زوجته منقبة. ويقدر عدد المسلمين في فرنسا بنحو خمسة ملايين نسمة يمثلون زهاء ثمانية بالمئة من عدد السكان.