المالكي يدعو ألمانيا لمساعدة بلاده على ربطها بالجوار بالسكك الحديد
العراق مستعد للتوسط بين أوروبا وايران حول برنامجها النووي
أسامة مهدي من لندن: أعلن العراق استعداده للتوسط بين الدول الاوروبية وايران حول برنامجها النووي.. بينما وقع العراق والمانيا في بغداد اليوم على مذكرات تفاهم لتعاون تجاري وعلمي وثقافي مشترك في حين دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المانيا الى التعاون مع بلاده في مجالات الكهرباء والصحة وبناء المستشفيات وصناعة السيارات وبناء السكك الحديد بمواصفات جديدة وربطها مع دول الجوار. وأعلن الناطق الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ ان وزراء عراقيين وقعوا مع وزير الخارجية الالماني الزائر فرانك شتاينماير على مذكرات تفاهم للتعاون العلمي والأكاديمي والثقافي لتبادل الخدمات الأكاديمية لدعم وتطوير آفاق التعاون والتدريب والتطوير بين البلدين كذلك تم الإتفاق على تأسيس جامعة عراقية المانية في العراق بدعم وتعاون مالي وفني من المانيا.
وأضاف أنه تم توقيع مذكرة تفاهم ايضا بين وزير الكهرباء وشركة سيمنس الألمانية لتطوير التعاون والتدريب وتطوير المهارات للعاملين في قطاع الكهرباء وإستعداد سيمنس لتقديم الخدمات المصاحبة كجزءٍ من إلتزام سيمنس تجاه وزارة الكهرباء. وأشار الدباغ في تصريح مكتوب الى quot;إيلافquot; الى أن الحكومة الألمانية قد قررت فتح مكتب تمثيلي للخدمات التجارية في بغداد لتقديم الدعم والمساعدة لتطوير العلاقات التجارية والإقتصادية بين العراق والمانيا وتقديم المشورة للشركات الألمانية التي ترغب في الإستثمار والعمل في العراق في خطوة تمثل إهتمام ودعم المانيا لتطوير العلاقات في العراق.
وقال إن اللجنة العراقية الألمانية المشتركة قد إجتمعت برئاسة وزير الصناعة وبحضور وكلاء الوزارات المختصة مع الوفد الرسمي والتجاري الألماني لمناقشة وعرض فرص التعاون والإستثمار في العراق في قطاع الخدمات والصناعة حيث سيتم تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة مع شركة مان لتطوير صناعة سيارات الشحن في العراق وتوسيع تواجد هذه الشركة في مدن العراق الرئيسة وكذلك شركة دايملر بنز للسيارات.
المالكي يدعو المانيا الى تعاون علمي وتجاري وصناعي
وخلال اجتماعه مع وزير الخارجية الالماني اكد المالكي اهمية التعاون مع المانيا في مجالات الكهرباء والصحة وصناعة السيارات وبناء السكك الحديد. وقال ان العراق يتجه نحو السيادة الكاملة وحل المشاكل التي ورثناها من النظام السابق quot;وان جهودنا تنصب باتجاهين الاول استكمال بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية والثاني التعاون والتكاتف مع الكتل السياسية حتى نتمكن من حل المشاكل التي خلفها النظام البائد مع دول الجوارquot;. وقال quot;اننا حريصون ان يستمر تحسن الاوضاع الامنية وان الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة سيكون انسحابا مسؤولا مع حرص الجانبين على ان يتم الانسحاب ضمن خطة مدروسةquot;.
واشار الى ان العراق والمانيا تربطهما علاقات وطيدة في المجالات السياسية والثقافية والتجارية داعيا الشركات الالمانية للعمل في البلاد خاصة وان الشعب العراقي يثق بهذه الشركات وانه يمكن تطوير التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة من خلال غرفة التجارة العربية الالمانية وفتح فروع لها في العراق. واكد أهمية التعاون مع المانيا في مجالات الكهرباء و الصحة وبناء المستشفيات وصناعة السيارات وبناء السكك الحديد بمواصفات جديدة وربطها مع دول الجوار.
ومن جهته هنأ وزير الخارجية الالماني المالكي على نجاح انتخابات مجالس المحافظات وقال quot;انها حققت اصداء ايجابية في المنطقة والعالم وابرام اتفاقية سحب القوات الاجنبية وقيامه بخطوات مهمة نحو استعادة السيادة بشكل كامل. واضاف ان بلاده تدعم مكتب الخدمات التجارية الذي تم افتتاحه اليوم وان شركتين المانيتين تعملان على فتح مكاتب لهما في العراق وهما شركة سيمنس ومارسيدس.
.. ومباحثات مع طالباني
كما بحث الرئيس العراقي جلال طالباني مع وزير الخارجية الالماني فرانك فولتر شتاينماير سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين في مجمل الميادين. واكد طالباني حاجة العراق الى دعم و مساعدة الحكومة الألمانية في الكثير من المجالات الحيوية واشار الى تطلعات العراق لمساهمة الشركات الألمانية في مسيرة إعادة الإعمار والإستثمار في كافة المجالات خاصة في قطاع الطاقة والكهرباء. كما سلط الضوء على الأوضاع العامة في البلاد quot;شارحاً الإنجازات التي تحققت على الصعد السياسية والإقتصادية والأمنيةquot; مؤكداًً إستعداد العراق لتوسيع أطر التعاون مع المانيا لا سيما بعد إنفتاح دول العالم على العراق بعد التحسنات التي حصلت على الساحة العراقية من جميع جوانبهاquot; كما نقل عنه بيان صحافي رئاسي..
من ناحيته عبر الوزير الألماني عن رغبة بلاده لتطوير العلاقات الثنائية بين العراق وألمانيا سياسياً وإقتصادياً وتجارياً مؤكداً إستعداد بلاده بتقديم المساعدات الى العراق في المجالات العلمية و تطوير خبرات و تدريب الكوادر العراقية و التبادل الثقافي بين البلدين. وشدد على ضرورة تعميق روابط الصداقة والتعاون الثنائي بين العراق وألمانيا و بما يخدم تطلعات الشعبين الصديقين الى مستقبل مشرق.
.. ومؤتمر صحافي لوزيري خارجية العراق وألمانيا
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير الالماني قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان بلاده راغبة في تعميق اواصر التعاون مع المانيا في مختلف المجالات واصفا زيارة شتاينمير بأنها تاريخية وهي الاولى لوزير خارجية الماني الى العراق منذ عام 1987. واضاف ان العراق منفتح للتعاون مع الشركات الالمانية وضرورة قدومها الى العراق للمساهمة في تقديم الخدمات لمواطنيه. واوضح ان العراق سيشهد خلال الشهرين الحالي والمقبل زيارات عدد كبير من زعماء وقادة ومسؤولي الدول العربية والاسلامية والاجنبية. وردا على سؤال فيما اذا كان العراق مستعدا للتوسط بين اوروبا وايران حول ملفها النووي اكد زيباري استعداد بلاده لذلك لكنه اوضح ان احدا لم يطلب منه ذلك لحد الان.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينمير إن زيارته لبغداد تأتي في اطار تقديم الدعم للعراق في عملية اعادة الاعمار وإرساء قواعد الديمقراطية. واضاف ان الحكومة العراقية قد نجحت في الأشهر الماضية في تحقيق أوجه نجاح مهمة في ما يتعلق بالاستقرار السياسي في البلد quot;وان زيارتي توضح رغبتنا في دعم هذا العراق الجديد في عملية اعادة الاعمار وإرساء قواعد الديمقراطية والتسوية السلمية بين الأديان والأعراقquot;.
وجاءت زيارة شتاينماير الى بغداد في اعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للعراق الاسبوع الماضي والذي كانت بلاده من المعارضين أيضا للحرب في العراق عام 2003. وزيارة ساركوزي وشتاينماير تكشف عن رغبة أوروبية في تعزيز الروابط مع العراق وتغير في التوجه الاوروبي بعد تسلم الادارة الجديدة للرئيس الاميركي باراك أوباما السلطة وخطط لسحب القوات الاميركية من العراق بحلول نهاية عام 2011.
وفي تموز (يوليو) الماضي أصبح مايكل جلوس وزير الاقتصاد الالماني أول وزير الماني يزور العراق منذ الحرب ومنذ ذلك الحين وقعت المانيا والعراق اتفاقا ثنائيا للاستثمار لتعزيز الروابط بين أكبر اقتصاد اوروبي والعراق الغني بالنفط. واستضافت بغداد خلال الاشهر الاخيرة بعد انفتاح دول العالم على العراق وبعد استقرار الاوضاع الامنية عددا من رؤساء الدول والمسؤولين كان اخرهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية الايراني منوشهر متكي.
التعليقات