الأمير إستدعى رئيسي مجلسي الوزراء والأمة
أزمة الكويت بلا أجوبة... وكل الإحتمالات قائمة

الخرافي ينفي تقديم الحكومة الكويتية إستقالتها
عامر الحنتولي من الكويت: درءا على الأرجح للمثل القائل quot; لاتنم بين القبور ولا تحلم أحلاما مزعجة quot; ذهبت حكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح الى اعلان حال عدم التعاون مع مجلس الأمة الكويتي ndash; وهو ماتوقعته quot; إيلاف quot; في وقت سابق- تفاديا لثلاثة استجوابات قدمت لمساءلتها، وسط تهديدات بتقديم استجوابات أخرى للشيخ المحمد ولوزراء في حكومته، رغم أن الأمور كانت تتجه حتى فجر اليوم الى ذهاب الحكومة الى جلسة البرلمان غدا الثلاثاء والقبول بمبدأ استجواب النائب محمد هايف المطيري، وهو الإستجواب السهل الذي تستطيع الحكومة تفنيده لإعتماد محوره الوحيد على هدم فرق ازالة التعديات على أملاك الدولة لمسجد في منطقة الفنيطيس أقيم قبل عقود على نحو مخالف، في حين كانت الحكومة الكويتية ترمي حتى صباح اليوم الى احالة استجوابين الى المحكمة الدستورية للبت فيهما، وهو ما اعتبر من قبل قاعدة برلمانية عريضة مخالفة دستورية، إلا أن كثير من نواب الكويت كانوا يساندون حكومة المحمد درءا للحل، وإدخال البلاد في أزمة الحل غير الدستوري لمجلس الأمة.

ورغم أن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قد استدعى في وقت مبكر اليوم الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وأقطابا من الأسرة الحاكمة، إلا أن أي معلومات لم ترشح حتى الآن عن فحوى تلك اللقاءات وأن احتمالات وظنون كثيرة تلوح في شأنها، خصوصا وأن الضبابية لا تزال تسيطر على مسألة تقديم الحكومة لإستقالتها، وهو ما قد يتبعها تكليف الحكومة بتصريف العاجل من الأمور، الى جانب توقعات قوية باللجوء الى حل مجلس الأمة حلا دستوريا، وهو الترجيح الذي تبرز معه معضلة التوجه الحكومي بإجراء الإنتخابات المقبلة وفقا لعشر دوائر عبر مرسوم ضرورة، وهو خيار يجابه برفض أعضاء البرلمان الكويتي الذين يعتبرون الإجراء الحكومي بمثابة الإنتهاك والتدخل في توجيه العملية الإنتخابية ، ويصرون على أن أي تعديلات من أي نوع على قانون الإنتخاب يجب أن يتم داخل مجلس الأمة الكويتي وليس في أعقاب حله.

وفي تحليلات ومداخلات لمراقبين كويتيين أمام quot;إيلافquot; فإن الأيام الماضية قد كشفت أن لاثابت في الأزمات السياسية التي تعصف في البلاد سوى التغيير اليومي لتلك الإجتهادات والتحليلات وأن الحقيقة الوحيدة التي ينبغي احترامها هي أن جميع الإحتمالات والسيناريوهات قائمة ومتساوية في ذهن أمير دولة الكويت الذي لم يصدر عنه حتى الآن أي موقف مباشر سوى ما ظل ينقل عنه من حزن على الوضع الراهن والأزمات المثارة التي لاتضع مصلحة البلاد كأولوية رقم واحد، وإزاء ذلك لم تستبعد مصادر سياسية كويتية أن تحمل الساعات القليلة المقبلة مفاجآت سياسية قوية تصدر من جانب الأمير الكويتي في اتجاهات كثيرة، على اعتبار أن الأمير الكويتي الموصوف لعقود طوال داخليا وخارجيا بأنه الحكيم وحلال العقد يعتبر أن هنالك أطرافا كثيرة تتحمل وزر الأزمات السياسية القائمة.