مع اقتراب موعد الإنتخابات
أصوات الإسلاميين في مزاد الرئاسيات الجزائرية

كامل الشيرازي من الجزائر: كشف العديد من المتقدمين إلى انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة في التاسع من أبريل/نيسان المقبل، عن نواياهم للاستحواذ على أصوات الناخبين المحسوبين على التيار الإسلامي، بحكم ما يستوعبه الأخير من وعاء شعبيمهم طالما راهنت عليه مختلف القوى السياسية في مواعيد انتخابية سابقة. وعلى طريقة quot; ربّ ضارة نافعة quot;، منح الرئيس المرشح quot; عبد العزيز بوتفليقة quot; ومرافقيه الخمسة: لويزة حنون ndash; موسى تواتي ndash; جهيد يونسي ndash; محمد السعيد وعلي فوزي رباعين، في اليومين الأولين من الحملة الدعائية اهتماما خاصا بهذا الوعاء لاسيما جهيد يونسي ومحمد السعيد اللذين يُنظر إليهما كـ quot; وجهين إسلاميين quot;.

لهذا يرى متابعون أنّ quot;جهيد يونسيquot; وquot;محمد السعيدquot; حتى ولو أنّهما مرشحان على الورق لاستمالة ما تُنعت محليا بـquot;الأغلبية الصامتةquot;، إلاّ أنّهما سيعانيان مصاعب كبيرة هذه المرة في احتواء هذا الوعاء الانتخابي الواسع الذي يُقدّر بما يزيد عن الخمسة ملايين صوت، ويرجع مراقبون السبب إلى أنّ خطابات جهيد يونسي ومحمد السعيد على فتورها، ليست مرشحة لإقناع أو إغراء أصحاب الاتجاه الإسلامي لاسيما أتباع حزب جبهة الإنقاذ المحظورة، هؤلاء الذين فترت ثقتهم بالساسة منذ زمن طويل، خصوصا بعد الوعود الكثيرة التي سمعوها عن استعادة رموزهم لحقوقهم السياسية وعودتهم إلى الساحة بشكل طبيعي، لكن ما لبث أن تلاشى كل شيء وسقطت الأماني في الماء أمام رفض السلطات عودة هذا الحزب تحت أي غطاء.

وما ينطبق على يونسي ومحمد السعيد ينطبق على وجه quot;قوميquot; كـquot;موسى تواتيquot; وأمازيغي مثل quot;علي فوزي رباعينquot; إضافة إلى الزعيمة اليسارية quot;لويزة حنونquot;، علما أنّ الثلاثة لم يترددوافي إرسال خطابات ود تجاه هذا quot;التيارquot;، لاسيما بعد تأكدهم من أنّ هذا الوعاء الانتخابي قد يخلط حساباتهم على نحو يتدحرجون معه في سلم الترتيب النهائي إن صوّت الإسلاميون بقوة لصالح يونسي ومحمد السعيد، في وقت ركّز الرئيس بوتفليقة المرشح لنيل الفوز دون عناء، على مغازلة الإسلاميين من خلال توكيده على الاستمرار في نهج المصالحة وصفحه عن أولئك الذين تورطوا في أعمال العنف.

ويتوقع مراقبون أن تشهد الأيام القليلة القادمة، خرجات إعلامية صاخبة لكبار رموز الإسلاميين على غرار quot;رابح كبيرquot; وquot;أنور نصر الدين هدّامquot; وquot;مراد دهينةquot;، بعدما دعا كل من quot;عباسي مدنيquot; وquot;علي بن حاجquot; القياديان البارزان في الإنقاذ المنحلّ، إلى التمديد لبوتفليقة وطالبا مواطنيهما بمقاطعة الاقتراع المقبل، علما أنّ رئاسيات 2004، شهدت توجيه كل من رابح كبير وعبد الكريم ولد عدة وغيرهما دعوة للإسلاميين من أجل منح أصواتهم لصالح بوتفليقة، تماما مثل الذي حصل في استفتاء السلم والمصالحة في خريف 2005.

وإذا كان ثمة احتمال بقاء الرقم الإنقاذي على هامش التجاذبات السياسية، غير مستبعد، فإنّ المؤكد أنّ مرافقي بوتفليقة المهتمين بمن سينال منهم لقب quot;الوصيفquot; لن يرموا المنشفة، وسيواصلون لعبة الإغراءات حتى لا يخرجوا من المولد الانتخابي خاويي الوفاض، ويكون التسلل سيد الموقف.