الأسبوع الأول من الحملة مرّ رتيبا
الجزائر: دعاية بلا وقود لم تشعل حماس الناخبين

كامل الشيرازي من الجزائر: إنقضى، اليوم، الأسبوع الأول من الحملة الدعائية الخاصة بانتخابات الرئاسة المقررة في التاسع أبريل/نيسان القادم، وعدا quot; الإثارة quot; التي تسببت بها مهاجمة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة للإسلاميين الراديكاليين وما تردّد عن quot; انتهاء رحلة الودّ بين بوتفليقة والتائبين quot;، تشابهت يوميات الحملة وتمظهرت في قالب يعتبر الأكثر فتورا وبرودة في تاريخ الجزائر الانتخابي، على نحو زاد من ملل السكان المحليين، خصوصا مع عجز المرافقين الخمسة للرئيس بوتفليقة، عن طرح بدائل وبرامج حقيقية تغري العشرين مليون ناخب بجدوى الاقتراع بعد أسبوعين من الآن.

ولم تشهد الحملة الانتخابية في أيامها السبعة الأولى تصاعدا في وتيرتها العامة، حيث ظلت مقصورة في شكلانيتها وموضوعاتيتها في صورة اجترار شعارات المصالحة والشباب والإصلاح الزراعي وهلّم جرا، كما لم يتسارع العمل الدعائي، وظلت البداية العرجاء تلقي بظلالها على الواجهات الخارجية لمشهد هزيل اتسم بالجمود، ولم يظهر وسط عشرات التجمعات والتدخلات التلفزية والإذاعية، ما ينبئ بديناميكية يمكن أن تمنح المشهد الانتخابي قدرا أكبر من التميّز، وسط تراكم مشاكل الجزائريين وتعقدها يوما بعد يوم، واكتفاء منشطي الحملة برفع شعارات عائمة اعتاد المواطنون سماع لحنها عشية كل موعد انتخابي.

الظاهر بحسب مراقبين، أنّه ورغم التنقلات المكوكية لمنشطيها الستة، إلاّ أنّ الشوط الأول من الحملة لم ينجح في دغدغة مشاعر الجماهير وحمل غير المقتنعين بالتصويت بتغيير مواقفهم، والغريب أنّ أحزابا كبيرة (على الورق) لم تستطع تعبئة الجماهير على مستوى المحافظات، في وقت عانى quot;علي فوزي رباعينquot; زعيم الحزب الصغير quot;عهد 54quot; الأمرين، إثر عجز أتباعه عن حشد مواطنيهم، ما كاد أن يحوّل تجمعاته إلى quot;مونولوج خاصquot;، في (كليشيه) مختلف رأسا عما كان يطبع الشارع الجزائري قبل سنوات، عندما كان الآلاف يملأون الساحات والمدرجات آنذاك.

وإذا كان الفشل هو الانطباع العام الذي خرج به المتتبعون لخرجات الوجوه الستة المعنية باقتراع التاسع أبريل، فإنّ عدم مبالاة الشارع بما يحدث هناك، تسبب في تصنيع جو مجرّد لم يظهر معه أنّ الجزائر مقبلة على أهم موعد سياسي لها هذا العام بمنزلة الانتخابات الرئاسية، ويرى ملاحظون أنّه من الصعب استشراف سيناريو الاستحقاق المرتقب، حتى وإن كانت هوية الفائز به معروفة منذ أشهر، ويتلخص مكمن الصعوبة في التكهن بنسبة المشاركة تبعا لعدم بروز مستوى مقنع على أكثر من صعيد، ما زاد درجة تنفير المواطنين وإقناعهم بجدوى عدم حضور استعراضات كانت شبيهة بما يقترحه السيرك الإيطالي صيف كل عام.

ويرى محللون أنّ العملية الديمقراطية ورغم انقضاء سبعة عشر عاما على افتتاحها، إلاّ أنّها ما تزال عقيمة في الانتقال بكائناتها من طور المراهقة السياسية إلى الرشد السياسي، ولعلّ ما غلب على ممارسات الحملة من رنين وطنين مسطّح الأوجه من شأنه إعادة النقاش حول مسارب الارتقاء بممارسة سياسية أريد لها أن تبقى مبتورة الروح.

المعطيات الآنفة، تحيل على مشهد انتخابي أكثر ضبابية، في ظل تقاطع آراء وشواهد تحيل على أنّ رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ الجزائر، قد تسجّل مقاطعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ المواعيد الانتخابية في الجزائر لأسباب كثيرة يغلب عليها بحسب متابعين عامل الثقة وغياب طرح واضح لبرامج فعالة يمكنها حل ولو القليل من مشاكل الجزائريين اليومية، هؤلاء سئموا الوعود الكاذبة التي تطل عليهم كل موعد انتخابي .