الصادق المهدي يرحب بمبادرة مصرية مرتقبة لحل أزمة دارفور:
القاهرة تضاعف عدد قواتها في بعثة حفظ السلام بجنوب السودان

نبيل شرف الدين من القاهرة: عقب اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، قال الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني، ورئيس الوزراء الأسبق، إنهما ناقشا تطورات مسألة إقليم دارفور والأوضاع السودانية عموماً، ودور الجامعة العربية في هذه القضايا خاصة خلال المرحلة المقبلة، ولفت المهدي إلى أن اللقاء تناول أيضاً بحث السبل التي يمكن أن تجنب السودان عدم الاستقرار وتحافظ على وحدة ترابه الوطني. ومضى الصادق المهدي مشيراً إلى أن لقاءه مع عمرو موسى تطرق أيضاً إلى مبادرة مجلس السلم والأمن الأفريقي، التي رأى فيها المهدي بادرة أمل للخروج من نفق الأزمة السودانية الراهنة.

من جانبها فقد أعلنت مصر زيادة أعداد قواتها المساهمة في بعثة حفظ السلام بجنوب السودان، وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، إن مصر وقعت على مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة، لزيادة عدد قواتها المساهمة في بعثة حفظ السلام في جنوب السودان، وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام مصر بدعم السلام والاستقرار في السودان، وتوفير البيئة المواتية لتنفيذ اتفاق السلام الشامل وتحقيق السلام في إقليم دارفور المضطرب.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن حجم مساهمة القاهرة في قوات حفظ السلام بجنوب السودان وصل إلى 1507 أفراد، يضاف إليهم 2375 فرداً في بعثة حفظ السلام المهجنة في دارفور، ووحدة شرطة مشكلة قوامها 140 فرداً ستُنشر بحلول أيار (مايو) المقبل. ويجري السيناتور الأميركي والمرشح الرئاسي السابق جون كيري زيارة إلى السودان تستغرق ثلاثة أيام في ما يراه مراقبون بداية تقارب دبلوماسي بين واشنطن والخرطوم، وذلك على الرغم من أن السيناتور الأميركي لن يستقبله الرئيس السوداني عمر البشير.

مصر ودارفور

وفي تصريحاته التي أدلى بها في القاهرة، رحب الصادق المهدي بأية جهود تبذلها مصر وغيرها من الدول العربية من أجل حل المشكلة الراهنة في إقليم دارفور، مشيرا في هذا السياق إلى ما سبق وكشف عنه زعيم quot;الجبهة المتحدة للمقاومة في دارفورquot; القيادي بحر الدين إدريس أبو جردة، من أن مصر سوف تطرح قريبا مبادرة خاصة من أجل حل أزمة دارفور.

ودعا الصادق المهدي إلى أن تلعب مصر دوراً أكثر فاعلية في المسألة السودانية ورحب بأي مبادرات أو جهود من شأنها أن تسهم في حل مشكلة دارفور بل والأزمة السودانية برمتها، وقال إن السودان يمر حالياً بمنعطف خطير، لم يشهده منذ الاستقلال، فقد دولت مشاكله وأصبح معرضا ومهدداً بالتفكيك، معرباً عن اعتقاده بأن مصر مؤهلة تماماً للقيام بدور فعّال هناك، وذلك من منطلق الطبيعة الخاصة للعلاقات المصرية ـ السودانية على مر العصور.

ويرى مراقبون أن الحكم، بإعدام عشرة متمردين من دارفور لإدانتهم بالضلوع في هجوم على مدينة quot;أم درمانquot; خلال العام 2008، وأوقع أكثر من 220 قتيلاً، قد ينعكس سلباً على الجولة الثانية من مفاوضات الدوحة، بين quot;حركة العدل والمساواةquot; والحكومة السودانية، خاصة وأنه هذا الحكم يأتي بعد 48 ساعة من إعدام تسعة أشخاص من دارفور بتهمة قتل الصحافي السوداني، محمد طه محمد أحمد.

أما السماني الوسيلة، وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية، فقد اكتفى بترديد الخطاب الحكومي في هذا السياق قائلاً : quot;إن الوضع الإنساني في إقليم دارفور مستقر تماماً وذلك على الرغم من طرد عدد من وكالات المعونة الدولية. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير كان قد اتخذ قرارا بطرد كافة منظمات الإغاثة العاملة بالإقليم في أعقاب إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قرارا بتوقيفه وجلبه للمحاكمة بتهمة التورط في جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية في إقليم دارفور غربي البلاد.