الفيوم: قالت مصادر أمنية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر ان الشرطة ألقت القبض على 19 عضوا في الجماعة يوم الخميس في حملة استمرت لساعات في مدن بمحافظة الفيوم التي تقع جنوب غربي القاهرة. وقال مصدر أمني ان الحملة بدأت في الفجر واستمرت الى حوالي الظهر وان من أُلقي القبض عليهم كانوا في بيوتهم التي داهمتها القوات. وأضاف أن الشرطة صادرت أجهزة كمبيوتر وكتبا وشرائط تسجيل خلال المُداهمات. وقال المصدر ان الشرطة تلقت قبل الحملة معلومات عن استعدادات تتخذ من قبل من ألقي القبض عليهم لعقد اجتماعات تنظيمية وطباعة كتب ونشرات تدعو لفكر الجماعة.

وتقول الحكومة ان الإخوان جماعة محظورة. لكن الجماعة تعمل في العلن في حدود ما تسمح به الحكومة لها ويمثلها في مجلس الشعب 86 عضوا من بين 454 هم مُجمل عدد أعضاء المجلس. ومنذ انتخابات المجلس التي أجريت عام 2005 وفازت فيها الجماعة بحوالي خُمس عدد المقاعد وبرزت كأقوى قوة معارضة في البلاد تعرض ألوف من أعضائها للاحتجاز لفترات متفاوتة لكن معظمهم أفرج عنه.

وتقول الشرطة انها تحتجز أعضاء الجماعة لانتمائهم لجماعة محظورة وترويجهم لفكرها ومحاولتهم قلب نظام الحكم. وعادة ما تحبسهم النيابة العامة بهذه التهم لكنهم لا يقدمون للمحاكمة. لكن محكمة عسكرية حكمت بالسجن على عشرات من بينهم الرجل الثالث في الجماعة خيرت الشاطر قبل عام لمدد وصلت الى عشر سنوات.

وقالت الجماعة والمصادر الأمنية ان المُرجح أن حملة الاحتجاز يوم الخميس لها صلة باشتباكات بين قوات حرس جامعة الفيوم وطلاب اخوان قبل أكثر من أسبوع وهي الاشتباكات التي أصيب فيها ثلاثة طلاب وخمسة من رجال الحرس الجامعي بينهم ثلاثة ضباط. وبعد الاشتباك أحالت الشرطة عشرة من الطلاب الاخوان الى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق. وكانت الاشتباكات التي استخدم فيها الحرس الجامعي العصي والايدي واستخدم فيها الطلاب الحجارة مواجهة نادرة الحدوث بين الشرطة وأعضاء في الجماعة التي تقول انها تتجنب العنف وتعمل بالسياسة.

وفي بيان قال رئيس المكتب الاداري لجماعة الاخوان في الفيوم أحمد عبد الرحمن ان حملة مباحث أمن الدولة quot;غير مبررة... وتنتهك أبسط حقق الانسان.quot; ويقول محللون ان الحكومة تريد أن توقف الجماعة قبل أن تتحول الى تحد سياسي خطير للرئيس حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ عام 1981. وفي تطور منفصل قال رئيس القسم السياسي في الجماعة عصام العريان لرويترز يوم الخميس ان سلطات مطار القاهرة منعته من السفر الى الخارج برغم صدور حكم لمصلحته بذلك من محكمة القضاء الاداري التي يوجب القانون تنفيذ أحكامها فور صدورها.

وكان العريان يعتزم السفر الى السودان. وبين وقت واخر تمنع السلطات قيادات في الجماعة من السفر الى الخارج.